ان الرحم نعمة من أنعم الإسلام التي افاضها علينا وذلك من خلال تأكيده على صلته، وهي ميزة من مميزات المجتمع الإسلامي التي امتاز بها! الا اننا مع شديد الاسف نجد ذلك المجتمع لم يستثمر هذه العلاقات بشكلها الأمثل والاحسن في تقديم انموذج اجتماعي رائع جدا يشار له بالبنان!.
وربما يسأل سائل ويقول: لماذا؟
الجواب حسب تقديرنا يعود لعدة اسباب منها:
1_الابتعاد عن جوهر الدين القويم واغتراب مضامينه الحقيقية، وأن هذا الإبتعاد سببه فقدان الأمة للواعظين المثقفين الذين يخاطبون الناس بعقلية ذكية ومتنورة متصفة بالمسؤولية تجاه حال الأمة، يستطيعون بذلك الاستحواذ على قلوب الجماهير، ومن ثم صياغتها بالشكل الذي يرتضيه إسلامنا العظيم!.
2_انهماك الناس خلف المغريات الدنيوية التي من شأنها الهاء الناس عن ارحامهم وارخاء التواصل بينهم!.
3_عدم معالجة المشاكل الناجمة من خلافات بسيطة!.
فالحبة بالنتيجة ستكون قبة على حد المثل المشهور، فنحن نشاهد كثيرا من المشاكل التي لا تستحق او تحتاج في حلها إلى اكثر من بضعة كلمات!.
لكنها مع كل الأسى تترك على غاربها فتسري كالنار في الهشيم.
4_ميل أغلب شرائح مجتمعاتنا هذه الأيام إلى التقليد والمحاكاة والسطحية في علاقاتها الرحمية! وكأننا أمة بلا هوية؟
5_ركون كثير من مؤسساتنا الفكرية والثقافية إلى الروتين والعمل وفق رؤى وطرائق اكل عليها الدهر وشرب! وأضحت لا تتعدى الجانب الإعلامي الدعائي! حتى ان البعض منها صار يفتقد للنية الصادقة في إصلاح حال الناس لأن أكثرها بني على مصالح فردية وفئوية ضيقة!.
وهناك توصيات عديدة لتمنية صلة الرحم منها:
1_التأمل الدائم والمستمر في الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الرحم وحيثياته وما يرتبط به، لأنها تتبع أسلوب الترغيب من جهة والترهيب من جهة أخرى، تذكرنا بنعم الله التي أعدها لأهل التواصل مع أحلامهم، وتحذرنا عواقب القطيعة تجاههم.
2_تذكر ان الأرحام سند لك أيام المحن والشدائد فكل إنسان لابد وأن يمر بعقبات فيحتاج حينئذ إلى المساعدة! سواء كانت هذه المساعدة مادية ام معنوية!.
3_العمل على إثارة المحبة والود والحنين بينكم من خلال الدعوات المتبادلة، خاصة اذا خللت هذه الدعوات ببعض الولائم او الهدايا.
4_الاستفادة من التكنلوجيا الحديثة في تمتين العلاقات الرحمية، وذلك باستخدام أجهزة الهاتف والانترنت، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي واستثمارها إيجابيا بما تلائم وادبياتنا الإسلامية.
5_الانتباه إلى أن التواصل مع الأرحام فيه إيجابية كبيرة على الصحة النفسية! وذلك من خلال التفريغ المستمر للشحنات الانفعالية الناتجة عن العمل ومشاغل الحياة المعقدة ومشاكلها وتنفيس الهموم عن طريق تبادل أطراف الحديث وما يقوم به الأرحام من مواساة لبعضهم البعض.
قال الامام الباقر عليه السلام: «صلة الأرحام تُحسِّن الخلق، وتُسَمِّح الكف، وتُطَيِّب النفس، وتزيد في الرزق، وتُنْسِىءُ في الأجل».
اضافةتعليق
التعليقات