في آخر لحظات الدوام يتغامزون التلاميذ من يخرج أولا من المدرسة، أحمد ، وعلي ، وجعفر، بينما فاطمة وبتول تتفقان على تجهيز الطعام مع امهم واي طبق حلوى سيكون اليوم، بينما تشاركهم الحديث اية وتقول جهزت ملابس العيد مع ابي وامي ، رن جرس المغادرة يحملون حقائبهم ويركضون نحو الساحة ، انتهى الدرس وانتهى كل شيء، يقفون في طابور المغادرة، اقلام ودفاتر والكثير من الاحلام ، امهات تتنظر عودتهم..
صوت الجرس كان مختلفاً ذلك اليوم تشعر انه جرس الموت، نعم للموت جرسا يدق ولأنهم صغار كان بنغمة صوت المدرسة حتى لا يشعرون بالخوف فهي الحصة الاخيرة من الحياة، تاركين خلفهم بقايا السنين ، أصواتهم عالية يمرحون فيما بينهم ثمة فرصة في الفردوس ضياء يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة ناضجة، وحلل كثيرة، أُكُلُهَا دَائِمٌ، مراجيح معلقة تنتظر هلال العيد، ثياب سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ.
مسرعين نحو هذه الفرصة ، هناك من اقترب منهم لحظة لم افطر بعد مازال ظمأ الصيام في جوفي، هناك واجبات لم اكملها بعد، امي وابي ينتظرون عودتي ، جدتي التي تأخذني معها في المحفل القرآني تقف عند باب الدار في انتظار عودتي، لحظة ايتها العجلة الثقيلة رأسي لا يتحمل الوزن الثقيل، اخي الأصغر مني لا تدهسيه صديقي محمد لم يشترى ملابس العيد بعد لا تقتليه ، لكنها جماد تفعل ما تؤمر دهست جسدي وجسد رفاقي الصغار حتى بات الصدر مع الرصيف، خصلات شعري كانت ملطخة بتراب الطريق بعدما غسلتها أمي في الصباح، ليأتي من يغسلني بماء السدر والكفور ويلبسني ثياب الموت، وتبقى ثياب العيد معلقة في زاوية الحجرة مع شريط أسود يضع جانب صورتي، ويبدأ الحداد وينتهي العيد عند اول رنة للجرس.
بينما يستعد العالم العربي لتجهيزات عيد الفطر السعيد محافظة عراقية اختلفت عن غيرها، حادث والاصعب منه ان يكتب بهذه السهولة ونقل في وسائل الاعلام و تفاعل جمهور منصات التواصل معها حيث نقل مقتل 6 أطفال وإصابة 9 آخرين أثناء خروجهم من مدرسة ابتدائية في منطقة الهارثة شمال محافظة البصرة في العراق ووقعت الحادثة - الثلاثاء- مع انتهاء الدوام الدراسي، وعليهم عبور طريق سريع أمام المدرسة، وخلال مرورهم مرت شاحنة فقد السائق السيطرة عليها ودهست ما يقارب 20 طفلاً قرأت الخبر وشاهدت المقاطع لكن هناك حرقة في القلب ليست مجرد حادثة هناك احلام تحطمت، طفولة قتلت ، ام انفجعت قرب العيد، فرحة قتلت، الى متى يستهان بهذه الارواح ومن يتحمل هذه المسؤولية " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " .
ــ طالما كانت هناك مشاريع هندسية لماذا لم يتم وضع مجسر للمشاة لهذه المدرسة.
ــ او هناك اوقات لقطع الطريق حتى ينتهي الدوام الرسمي للمدرسة.
ــ أو تنبيه يعلق عند أول الشارع انتبه امامك مدرسة ، حتى وان غفل السائق هناك من يذكره.
ــ تخفيف السرعة مطلوبة ومحاسبة السائق مع وضع المرور قرب هذه المدارس أمر مهم جدا لأجل سلامة الاطفال.
ــ ابلاغ الاهالي في موعد انتهاء الدوام ومطالبتهم في الحضور في استلام اولادهم مباشرة من باب المدرسة.
ــ منع سيارات الحمل الثقيل من السير داخل الطرقات المجاورة للمدارس والروضات وتخصيص وقت مناسب لدخولهم.
ـــ اجراءات السلامة مهمة جدا والاسعافات الأولية مع وجود طبابة او مفرزة طبية قرب المدارس حفاظا على ارواحهم البريئة واخر ما يمكن قوله انهم طيور في الجنة سينالون الشهادة هناك من يد الامام علي (عليه السلام) كما يقولون نبديها بعلي وبيا علي تكون النهاية.
اضافةتعليق
التعليقات