مشكلة ترافقنا على مدار سنوات طوال, اتسعت فهدمت أركان أحلام الكثير من الشباب, اذ تعتبر البطالة من أهم المشاكل التي أصبحت كابوسا يهدد المجتمع لكثرة سلبياتها وإفرازاتها.
إن البطالة موجودة في كل اقتصاديات العالم فمن الطبيعي أن تحصل بطالة في الاقتصاد العراقي لأسباب عديدة, أولها الحرب والتدمير التي حلت في المنشآت والمؤسسات إضافة إلى تواجدها الأصلي في المجتمع العراقي بعد الحرب وذلك بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراقيين لفترة أربعة عشر سنة, وما تركه من آثار جمة على المجتمع وعلى القطاع العام بسبب انحسار النفقات الاستثمارية وكذلك تدني الأجور المدفوعة لاسيما في القطاع العام التي كانت تحددها الدولة مركزيا إذ لايعقل ان يقبل الخريج بأجر لا يمكنه من شراء ابسط حاجياته الأساسية وهكذا كانت بطالة قسرية واختيارية وتطور الأمر بعدما أُلغيت بعض الوزارات كالدفاع والاعلام وديوان الرئاسة والتصنيع العسكري وبعد غلق عشرات الشركات وتسريح آلاف الموظفين بعدما كانت هذه الشركات العمود الفقري للدولة آنذاك, وكان لها الدور المؤثر في كسر شوكة الحصار الاقتصادي ورفد السوق المحلية بكل المنتجات الصناعية وهذا أدى إلى تراكم هذا الكم الهائل من العاطلين عن العمل واثر تأثيرا مباشرا على توسيع رقعة البطالة في العراق.
أما اليوم ازدادت معدلات البطالة اذ ارتبطت بالوضع الأمني المتدهور وغير المستقر في البلد, فغياب الاستقرار أوقف أعمال القطاع الخاص.
وبعد استقطاب الأيادي العاملة المتمثلة بالعمالة الأجنبية ازداد الطين بله, ليضمحل الأمل ويهوى نحو القاع, لتستفحل هذه الظاهرة وتنحدر إلى منعطف لا يحمد عقباه.
إذ إن للبطالة اذرع كثيرة احتضنت كل الفئات فآفة الفقر لدى بعض الشباب وعدم وجود وظيفة أو مصدر رزق لهم اضطرتهم الظروف إلى العمل بأعمال دنيوية لا تناسبهم وهناك من مضى في طريق الهاوية بممارسة الجريمة.
إن عدم توفير فرصة عمل لأي شخص لينعم بحياة كريمة تجعله يعيش اشد حالات الفزع والجزع والانهيار.
وعلى الحكومة أن تضع الحلول المناسبة لمحاربة الفقر والبطالة, وتوفير النوايا الحسنة والصادقة لاستيعاب المشكلة.
فبالإمكان الشروع بوضع برنامج وطني شامل لامتصاص الأيدي العاملة.
فللعراق قدرات وإمكانيات جيدة لو استثمرت بصورة صحيحة ورشيدة فسيكون قادرا على إعادة بناء نفسه بفترات قصيرة لأن لديه من القدرات البشرية المؤهلة والقادرة على البناء والإبداع فيه.
اضافةتعليق
التعليقات