أنا مواطن في الثلاثين من عمري اخرج في الصباح للعمل واعود بعد الظهيرة بقليل وفي جيبي عملات كثيرة، كثيرة جدا كلها من فئة (الربع دينار والألف البرتقالي)؛ وبعد أن أأخذ قسطا من الراحة أعطي لأولادي بعض من هذه الفئات ليحلوا بها مساءهم على الأقل كما يعتقدون هم!.
لقد حصلت على هذه العملات من الباص الذي أشتريته في نهاية العشرين من عمري حين كنت انظف زجاج السيارات في تقاطع الشوارع العراقية..
حسناً اريد ان افضفض هنا، انا لديّ مرض الشقيقة وما أن تشتد الشمس أجد نفسي أعاني من سكرات الموت آلاف المرات فأضع على رأسي منشفة مبللة لأكمل مسيرة المعيشة في حين أن الساسة لا تكفيهم رواتب الملايين ويعانون من قلة فيها!.
المشكلة العظمى هي انني لست الوحيد الذي يعاني من صعوبة الحياة قد تكون هذه الصعوبات التي تغطي كل ايامي بالنسبة لأحدهم هي عيشة رغيدة، لا تستغربوا نحن نعيش في الجمهورية العراقية التي كلما تكلمنا مع حكامها يعيدون ذات الكلام واننا كبلد نمر بأزمة مالية..
ألا تلاحظون اننا نمر بهذه الأزمة منذ اكثر من عقد وإن الساسة مساكين يعانون من الفقر، إذن أموال الوطن أين؟!
الجميع بريء من دم البلد العريق البلد الذي اذا هززنا بعضا من نخيله سيسد النقص في اموال الدولة اقصد الاموال المتبخرة او يمكن أن نقول عنها الأموال الغير مرئية.
فإن بعض الأحيان تنتابني الحيرة تجاه هذا الأمر حيث إن الجميع لا يعلم أين تذهب العوائد حتى رواتب البرلمانيين والوزراء لا تكفي احتياجاتهم!، هل من الممكن انهم يتبرعون برواتبهم للفقراء والأيتام ولهذا السبب لا تكفيهم؟!
لا بأس لنقول أن هنالك شبحا يلتهم الاموال لكن كيف نبرر اسباب البطالة وقلة فرص العمل!
فمن هذه النقطة لا يسعنا سوى لوم الرغبة السياسية في عدم استخدام اليد العاملة للحفاظ على اموالها القليلة التي يقتطعون منها كذا مليون كراتب شهريا ثم يصرحون بعدم كفايته وانه قليل تجاه خدماتهم التي ليس لها وجود من الأساس.
انا مواطن احترق جسدي وخرت قواي من التعب والعمل ليلا ونهارا لكن حالتي افضل من كثير من المواطنين الذين لا يملكون حتى (الربع دينار)..
فشكرا للباص خاصّتي حتى لو كان مظهره متكسرا إلا انني استفاد كثيرا من فئات (الربع دينار والألف البرتقالي)..
أما بالنسبة للساسة يكون الله في عونكم لأن رواتبكم المليونية لا تكفيكم!.
اضافةتعليق
التعليقات