فتوى الجهاد الكفائي والاستجابة لها من ابناءنا الغيارى ستظل بصمة عز وفخر في تأريخ العراقيين تتغنى بها الأجيال القادمة بما حققته من انتصارات وما حملت في طياتها الكثير من معاني البطولة والتضحية والقصص والحكايا التي كتبتها دماء الشهداء ودموع الأيتام، ولكن هناك جهود ساندت وأزرت ووقفت مع فتوى الجهاد وكانت كالظل الظليل مع جنود الحشد الأبطال هم (جنود الخفاء) الذين واكبوا الأبطال في كل المعارك ووصلوا الى ابعد نقطة لتقديم يد العون لجنودنا الأبطال في ساحات المعركة..
فسلطنا الضوء على احد هذه الحملات التي واكبت ابطالنا الغيارى، ألا وهي حملة اهالي طويريج فكان لنا هذا اللقاء مع الحقوقي حسين النعيمي رئيس الهيئة التنسيقية للحملة:
*متى تأسست الحملة وما الهدف منها؟
- بدأت حملة اهالي طويريج تزامنا مع اول استجابة لنداء الفتوى الكفائية، فتشكلت الحملة برآسة الاستاذ (ستار عليوي) موظف في العلاقات الخارجية للعتبة الحسينية وتكونت الحملة من ثلاث هيئات: ادارية وتنسيقية وتنظيمية، الهدف من الحملة مساندة ابطالنا في ساحات المعركة وتوصيل ما يمكن توصيله من مساعدات وقد تمكنا من الوصول الى ابعد نقطة في جبهات القتال.
*ماعدد الاعضاء المنتمين لهذه الحملة؟
-الحملة مكونة من ثلاثين شخص جميعهم من اهالي طويريج يعملون بمهن مختلفة، مشرف تربوي، ومدرسين، ومدراء مدارس، وحقوقيين وكسبة هدفهم تقديم المساعدات وجمع التبرعات وتوفير كل ما يحتاجونه وتوصيله الى الجنود المرابطين على الحدود والمتواجدين في جبهات القتال.
*ما نوع الدعم المقدم لقطعات الحشد الشعبي والقوات االعسكرية؟
-كان دعمنا بتوفير كل ما يلزم من تجهيزات عسكرية من ملابس المتمثلة ببدلات الزي العسكري والملابس الداخلية والجواريب وادوات الحلاقة والافرشة والبطانيات وتجهيزهم بكافة انواع الاطعمة الجافة من التمن والعدس والسكر والشاي والفاصوليا والحمص اضافة الى الاطعمة المطبوخة واصناف عديدة من الفواكة والخضروات واللحوم والدجاج المجمد.
*هل لديكم جهات معينة للدعم المالي للحملة؟
-الاعتماد ذاتيا على اعضاء الحملة اضافة الى جمع تبرعات عينية او مادية من اهالي طويريج وتبرعات من مدارس قضاء الهندية وعدد من مدارس محافظة كربلاء سواء المدارس الموجودة داخل مركز المدينة والمدارس الموجودة في الاقضية والنواحي التابعة لمحافظة كربلاء .
*كيفية انطلاق الحملات والفترة الزمنية بين حملة واخرى؟
-انطلقت الحملة تزامنا مع الفتوى الرشيدة ومستمرة ليومنا هذا وتتم بصورة منظمة اسبوعيا تنطلق من يوم الخميس وتستمر لمدة يومين او ثلاثة ايام على مدار الثلاث السنوات الماضية لايوجد انقطاع حتى في شهر رمضان المبارك او شهر محرم الحرام الحملة مستمرة في الوصول الى قطعات الحشد الشعبي والقوات الامنية تصل الحملة الواحدة من (7 الى 50) عجلة.
*ما هي الصعوبات التي تعرضت لها الحملة؟
-تعرضت الحملة الى العديد من المخاطر والصعوبات والمواجهات المباشرة لعناصر من عصابات داعش الإرهابية وقناصين متربصين وقد تعرضت حملاتنا الى عبوات ناسفة لحقت اضرار مادية في وقتها دون وقوع خسائر بشرية، ومنها كان طفل انتحاري يقود دراجة، اذكر من المخاطر التي تعرضت لها الحملة "كنا سائرين باتجاه سامراء ووصلت الحملة تحديدا منطقة الطارمية فأصاب احدى العجلات عطل فتوقفت الحملة واثناء انشغالنا بتصليح العطل، فإذا بفتى يقود دراجة هوائية يتراوح عمره بين الحادية والثانية عشر سائرا على الطريق الترابي فألقى التحية (السلام عليكم) فرددنا التحية (وعليك السلام) ولم ننتبه له كثيرا لانشغالنا بتصليح العطل لنكمل رحلتنا فاذا به يعود مسرعا ويفجر نفسه بيننا وقد اصيب (7) بجروح، احد المصابين كانت اصابته بليغة نتج عن الاصابة عوق دائم وهو شاب يبلغ من العمر(24) عاما يسكن في قضاء الهندية منطقة الرشيدة .
*حدثنا عن المواجهات التي واجهتموها لعصابات داعش؟
-من المخاطر التي واجهتنا في (معركة الخالدية) حين تمكنت الحملة من الدخول الى العمق لإيصال الامدادات بعدما دخلنا في مواجهة عنيفة مع عناصر داعش الارهابية محاولة الحيلولة دون تقدم الحملة ووصول المساعدات الى المقاتلين فتعرضت العجلة الاولى الى اطلاقات قناصين متربصين للحملة ولم تكن عائقا لنا في الوصول الى مبتغانا ووصلت الحملة الى العمق وايصال الامدادات، وتعرضت الحملة الى قصف بالهاونات اثناء وجهتنا الى (تلول عبطة).
ولم تكن هناك اصابات وتمكنت الحملة من انهاء مهمتها على اكمل وجه وتعرضت الحملة لهجوم من عناصر داعش ومواجهات عنيفة اثناء وجهتنا الى (تلول الباج) في بداية عمليات تحرير الموصل.
*هل كان لكم دور في دعم النازحين؟
-نعم بكل تأكيد فلم تقتصر حملاتنا على تقديم الدعم والمساعدات للحشد الشعبي والقوات الامنية التي شاركت في الحرب ضد داعش بل شملت تقديم المساعدات للنازحين الهاربين من ظلم داعش واجرامهم بحق المدنيين حين كانت لنا وقفة مع النازحين اثناء عمليات تحرير الشرقاط حيث وجدنا اعدادا من النازحين الذين فتك بهم الجوع والعطش اثناء مسيرهم وهروبهم من زمر داعش الارهابية.
*هل لديكم كلمة اخيرة تودون ذكرها؟
- الحمد لله الذي وفقنا ان نكون احد اعضاء هذه الحملة للمشاركة ولو باليسير لمساندة جنودنا الابطال الذين لبوا نداء المرجعية الرشيدة، وما قدمناه وما سنقدمه لأبطالنا المقاتلين المرابطين في المعارك ضد زمر الارهاب ماهو الا نزر قليل امتنانا وعرفانا منا ولدمائهم الزكية التي سالت على ارض العراق ونسأل الله العلي القدير ان نحشر معهم يوم القيامة ولا نكون كمن سمع صوت الداعي الى الحق فلم ينصره... والله ولي المؤمنين.
اضافةتعليق
التعليقات