في المرحلة الراهنة يعيش العراق سلسلة من الاحتفالات اللامتناهية، التي يلقبها الكثير بالعرس الديمقراطي! والتي تتمثل بكعكة مزينة بالقشطة الديمقراطية كاملة الدسومة، والتي ستخلف في ما بعد مضاعفات، كارتفاع مستوى الكوليسترول عند الشعب، وصداع حاد!.
ويود البعض او بالأحرى الكثير تقسيم هذه الكعكة بطريقتهم الخاصة، والمشكلة ليست في الكعكة نفسها لأن النزاع في كل الأحوال سيحصل على مرحلة توزيع السهام، ففكرة أي شخص سيأخذ الحصة الكبرى هي التي ستقرر مصير الكعكة.
وبما اننا نعيش في فترة قريبة من توزيع الكعكة، اذن بلا شك سنعيش حالة من النزاعات والتمثيل البارع الذي يقف ابطال هوليود عاجزون امامه.
ومع كل الاوضاع الصعبة التي نمر بها والتزييف الكبير الذي دمر الوضع السياسي العراقي في المنطقة، إلاّ ان ضرورة الانتخابات تبقى امراً ملحاً وضرورياً للحفاظ على العنوان الديمقراطي للبلد، وفكرة انتخاب أناس يكونون أفضل مما سبقوا هو الفاصل الأكبر الذي سيحدد مصير العراق في المستقبل، فضرورة الانتخابات تعتبر امرا مهما على الرغم من ان بعض المرشحين سيقومون بإعطاء (البندول) الى المواطنين لتسكين اوجاعهم التي سببتها القشطة الديمقراطية.
ويتمثل هذا البندول بإعطاء وعود زائفة، ونسج الأماني الوردية لتحسين الاوضاع الراهنة في البلد، حتى يقوم البندول بوظيفة تسكين اوجاع المواطن البسيط المتمثل بتدهور الوضع المالي والاجتماعي ووو..
ولكن ما ان تنتهي الانتخابات وتصعد الكتلة الفلانية سيزول تأثير البنادول العراقي، وتبدأ الآلام من جديد تأكل رأس المواطن العراقي البسيط.
فما اريد أن أقوله بأن البنادول العراقي هو مقلد، لذلك ننصح المختصين والأطباء بعدم استخدامه في العملية الديمقراطية القادمة، لأنه سيسبب تأثيرات جانبية نحن في غنى عنها، وبصورة واضحة اكبر الى متى سنستمر على تعاطي المسكنات؟، اما حان الوقت لاستئصال مصدر الألم بدل تسكينه؟!.
وفي النهاية يبقى اختيار الدواء الجيد والأصلي الذي سيتكفل بعلاج المرض وليس تسكين الألم، هو بيد المواطن نفسه، فمن واجب المنتخب البحث عن قيادة مهمة تتوفر بها الصفات التي تؤهله من قيادة العملية السياسية القادمة بضمير وذمة، ويجعل حكم الله نصب عينيه، والاستفسار عن خلفيته السياسية والأخلاقية والبرنامج الإصلاحي الذي يؤول عليه والتأكد من مصداقيته ومدى تأثيره الإيجابي على إصلاح البلد وخدمة الشعب.
اضافةتعليق
التعليقات