• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سلامٌ في واديه

ضمياء العوادي / الأحد 06 آيار 2018 / منوعات / 4162
شارك الموضوع :

للصمت عزف خاص على القلوب مرة يعزف خوفا واخرى حزنا ومنه ما يكون حبا فأوتاره تتنغم بنغمة ما يحيطه.في يوم الجمعة أرض النجف تعج بزوار ابي الحسن،

للصمت عزف خاص على القلوب مرة يعزف خوفا واخرى حزنا ومنه ما يكون حبا فأوتاره تتنغم بنغمة ما يحيطه.

في يوم الجمعة أرض النجف تعج بزوار ابي الحسن، يطيلون الوقوف، وتحتضنهم الدمعة، ثم تحكي صدورهم هموما لدنياهم واخرى للآخرة، ثم يخرجوا بقلوب مطمئنة بعد أن يمسح عليها بكفه الحاني، وأي كف ذاك الذي احتضن اليتم من خلق الخلق الى نهايته، بزيارته تُفَرّغ كل تلك الشحنات السلبية التي رمتها عليك الايام فتشعر بسكنية تجتاحك ونقاء يملؤك تخرج من هناك وروحك متعلقة بذاك المرقد الآمن، ثم يتجه أغلب الناس نحو وادٍ ضخم ضم العديد من اجساد البشر الفانية ناقلهم الى المحطة الاخرى من حياتهم، كلما تقترب منه يقل ضجيج الاحياء ويقترب صوت صمت الاموات، هناك تستصغر همومك، وتضحك بحسرة على كل دمعة ذرفتها لهذه الدنيا، وتشعر برحلة الفناء والبقاء كم هي قصيرة وكم نجعل لها مقاما كبيرا.

وبينما نتنقل بين القبور لنصل الى قبور اجدادي، أرى صورا لشباب واخرى لأطفال وغيرها لشيوخ، رسالة واضحة من الموت لنا لا تحتاج الى تفسير، ترى أنواع من القبور منها مايعرف بالقبر وهو أن يدفن الميت مباشرة في الأرض وآخر ما يسمى سرداب ويضم على عدد من اللحود بداخله وهناك من يضع فوق سردابه غرف كبيرة، انتابني الفضول لمعرفة سببها وظننتْ بداية إنها تفرقة!، ترى هناك من زرع السدر فوق قبور موتاه كونها شجرة مباركة، واخر وضع سبيلا للماء وعليه اسم موتاه، ترى قبور عليها الزهور تلك التي تحمل صور لأبطال العراق ممن دافعوا من أجل الوطن..

تقربنا من سرداب اجدادي، ووقفنا عند البوابة نقرأ ماتسير لنا من سور القرآن الكريم ثم فتحنا باب السرداب واسمعناهم زيارة عاشوراء ليأنسوا بها _هذه عادة خالتي_ ولم أسالها عن السبب سوى إني على يقين أنها زيارة الأمان للحي والميت، ثم نزلنا بعد ذلك الى داخل السرداب، لحودٌ أطبقتْ على أهلها وأخرى تنتظر بشوق من لم يأتْ يومه بعد، رغم الصمت المخيف وظلامه لا أعلم لما شعرتُ بالراحة هناك حيث تقترب من اجدادك الذين لم ترهم يوما، خرجتُ بعد ذلك لأمازح من معي ممن دموعهم راحتْ تغزو خدودهم، لأخبرهم بأني عندما أموت سأصاب بالكآبة من الصمت وأريد ان يسمعوني قصائد الرادود باسم الكربلائي التي احبها.

خرجنا من هناك، باتجاه قبور لنا اخرى سمعنا صوت بكاء وناعية كأنه مجلس عزاء سألتُ خالتي عنه قالتْ هذا أربعين لأحد الموتى يقام هنا، لذلك تقام هذه الغرف الكبيرة لأن النساء يأتين لإقامة مجلس اربعين الميت في قبره، أو يقام في مقام الامام المهدي (عج) الموجود بين القبور، هنا رددتُ (إن بعض الظن أثم) لظني السابق، حقا لا اعلم لما لم ترق لي فكرة البكاء عند  القبر لأني لو زرتْ احدهم واستقبلته بالبكاء سيتألم حتما، ثم خرجنا من هناك نظرت الى هذا التجمع المهول من البشر وانا أردد أبيات للامام الهادي عليه السلام:

أين الوجوه التـي كانـتْ منعمـةً

 من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ

فافصـحَ القبـرُ عنهم حيـن ساءلـهـم

 تلك الوجوه عليهـا الـدودُ يقتتـلُ

قد طالما أكلوا دهراً وما شربـوا

 فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا

وطالما عمّـروا دوراً لتُحصنهـم

ففارقوا الدورَ والأهلينَ وارتحلوا

وطالما كنزوا الأموال وادّخروا

 فخلّفوها على الأعـداء وانتقلـوا

أضحت منازلُهـم قفـراً معطلـةً  

 وساكنوها الى الاجداث قد رحلوا..

الانسان
الموت
الحياة
العمل
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    صراع الروح وتجلّي الحق

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!

    ينزع قرطيها الأقوى

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    آخر القراءات

    أجواء رمضانية حول العالم

    النشر : الثلاثاء 05 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    من درر منار القانتين

    النشر : الأثنين 14 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    أحلام مؤجلة

    النشر : الأربعاء 17 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    منال العبيدي.. من الرسم والتطريز إلى الإبحار في عالم الديكور والتصاميم الراقية

    النشر : الأحد 17 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    متى تصبح الغيرة مدمرة بين الزوجين؟

    النشر : السبت 06 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    قد أُجيبَت الدعوة

    النشر : الأحد 05 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 804 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 423 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 392 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 375 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 327 مشاهدات

    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!

    • 316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1267 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1188 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1120 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 804 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 660 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 656 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟
    • منذ 9 ساعة
    صراع الروح وتجلّي الحق
    • منذ 9 ساعة
    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره
    • منذ 9 ساعة
    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة