• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سلامٌ في واديه

ضمياء العوادي / الأحد 06 آيار 2018 / منوعات / 4081
شارك الموضوع :

للصمت عزف خاص على القلوب مرة يعزف خوفا واخرى حزنا ومنه ما يكون حبا فأوتاره تتنغم بنغمة ما يحيطه.في يوم الجمعة أرض النجف تعج بزوار ابي الحسن،

للصمت عزف خاص على القلوب مرة يعزف خوفا واخرى حزنا ومنه ما يكون حبا فأوتاره تتنغم بنغمة ما يحيطه.

في يوم الجمعة أرض النجف تعج بزوار ابي الحسن، يطيلون الوقوف، وتحتضنهم الدمعة، ثم تحكي صدورهم هموما لدنياهم واخرى للآخرة، ثم يخرجوا بقلوب مطمئنة بعد أن يمسح عليها بكفه الحاني، وأي كف ذاك الذي احتضن اليتم من خلق الخلق الى نهايته، بزيارته تُفَرّغ كل تلك الشحنات السلبية التي رمتها عليك الايام فتشعر بسكنية تجتاحك ونقاء يملؤك تخرج من هناك وروحك متعلقة بذاك المرقد الآمن، ثم يتجه أغلب الناس نحو وادٍ ضخم ضم العديد من اجساد البشر الفانية ناقلهم الى المحطة الاخرى من حياتهم، كلما تقترب منه يقل ضجيج الاحياء ويقترب صوت صمت الاموات، هناك تستصغر همومك، وتضحك بحسرة على كل دمعة ذرفتها لهذه الدنيا، وتشعر برحلة الفناء والبقاء كم هي قصيرة وكم نجعل لها مقاما كبيرا.

وبينما نتنقل بين القبور لنصل الى قبور اجدادي، أرى صورا لشباب واخرى لأطفال وغيرها لشيوخ، رسالة واضحة من الموت لنا لا تحتاج الى تفسير، ترى أنواع من القبور منها مايعرف بالقبر وهو أن يدفن الميت مباشرة في الأرض وآخر ما يسمى سرداب ويضم على عدد من اللحود بداخله وهناك من يضع فوق سردابه غرف كبيرة، انتابني الفضول لمعرفة سببها وظننتْ بداية إنها تفرقة!، ترى هناك من زرع السدر فوق قبور موتاه كونها شجرة مباركة، واخر وضع سبيلا للماء وعليه اسم موتاه، ترى قبور عليها الزهور تلك التي تحمل صور لأبطال العراق ممن دافعوا من أجل الوطن..

تقربنا من سرداب اجدادي، ووقفنا عند البوابة نقرأ ماتسير لنا من سور القرآن الكريم ثم فتحنا باب السرداب واسمعناهم زيارة عاشوراء ليأنسوا بها _هذه عادة خالتي_ ولم أسالها عن السبب سوى إني على يقين أنها زيارة الأمان للحي والميت، ثم نزلنا بعد ذلك الى داخل السرداب، لحودٌ أطبقتْ على أهلها وأخرى تنتظر بشوق من لم يأتْ يومه بعد، رغم الصمت المخيف وظلامه لا أعلم لما شعرتُ بالراحة هناك حيث تقترب من اجدادك الذين لم ترهم يوما، خرجتُ بعد ذلك لأمازح من معي ممن دموعهم راحتْ تغزو خدودهم، لأخبرهم بأني عندما أموت سأصاب بالكآبة من الصمت وأريد ان يسمعوني قصائد الرادود باسم الكربلائي التي احبها.

خرجنا من هناك، باتجاه قبور لنا اخرى سمعنا صوت بكاء وناعية كأنه مجلس عزاء سألتُ خالتي عنه قالتْ هذا أربعين لأحد الموتى يقام هنا، لذلك تقام هذه الغرف الكبيرة لأن النساء يأتين لإقامة مجلس اربعين الميت في قبره، أو يقام في مقام الامام المهدي (عج) الموجود بين القبور، هنا رددتُ (إن بعض الظن أثم) لظني السابق، حقا لا اعلم لما لم ترق لي فكرة البكاء عند  القبر لأني لو زرتْ احدهم واستقبلته بالبكاء سيتألم حتما، ثم خرجنا من هناك نظرت الى هذا التجمع المهول من البشر وانا أردد أبيات للامام الهادي عليه السلام:

أين الوجوه التـي كانـتْ منعمـةً

 من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ

فافصـحَ القبـرُ عنهم حيـن ساءلـهـم

 تلك الوجوه عليهـا الـدودُ يقتتـلُ

قد طالما أكلوا دهراً وما شربـوا

 فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا

وطالما عمّـروا دوراً لتُحصنهـم

ففارقوا الدورَ والأهلينَ وارتحلوا

وطالما كنزوا الأموال وادّخروا

 فخلّفوها على الأعـداء وانتقلـوا

أضحت منازلُهـم قفـراً معطلـةً  

 وساكنوها الى الاجداث قد رحلوا..

الانسان
الموت
الحياة
العمل
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    يوم الشاي العالمي: رفيق الدروب والأوقات

    هل فقدت الأسرة سلطتها التربوية أمام التكنولوجيا؟

    للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين؟

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

    حين يُولد القلب في ساحة حرب

    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن

    آخر القراءات

    لماذا يتناول الأطفال بشكل متزايد مكملات البروتين؟ هذا ما يقوله الخبراء

    النشر : الخميس 24 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    شذرات من حب فاطمة وعلي.. الاستئذان

    النشر : الأثنين 11 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    كيف يصاب طفلك ب "جرح الأم"؟

    النشر : الأحد 16 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    اضطراب الذاكرة الذي يجعلك ترى الأوهام كحقائق

    النشر : السبت 05 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الرسول الأكرم.. دروس أخلاقية لكل الأجيال

    النشر : الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    زمن الإشباع الفوري: حينما تُباع السعادة بنقرة واحدة

    النشر : الأثنين 06 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3789 مشاهدات

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    • 328 مشاهدات

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    • 317 مشاهدات

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    • 316 مشاهدات

    رجاء صادق

    • 315 مشاهدات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    • 314 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3789 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1334 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1205 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 892 مشاهدات

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    • 851 مشاهدات

    عالم الأبراج والجذب في نظرية الإمام الصادق

    • 622 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    يوم الشاي العالمي: رفيق الدروب والأوقات
    • الخميس 22 آيار 2025
    هل فقدت الأسرة سلطتها التربوية أمام التكنولوجيا؟
    • الخميس 22 آيار 2025
    للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين؟
    • الخميس 22 آيار 2025
    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟
    • الأربعاء 21 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة