يعد الضغط النفسي من المشكلات الشائعة في حياتنا التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان، وفي البداية علينا أن نعرف ماهو الضغط النفسي.
شاع استعمال مفهوم الضغط (Stress) في مطلع القرن السابع عشر الذي يعني الضغط أو الإجهاد وكما هو معروف أن هذا اللفظ اشتق من الكلمة اللاتينية (Stringege) التي تعني الضيق أو الشدة ، والبعض الآخر يشير الى أن اشتقاق هذا اللفظ من الكلمة الفرنسية (Destese) والتي تعني الشعور بالاختناق.
وقد استعمل مصطلح الضغوط في أغلب العلوم فمثلاً استعمل في العلوم الهندسية والفيزياء والطب، وكان يقصد به القوة الخارجية الموجهة نحو عنصر مادي، وينتج عن هذه القوة تعديل مؤقت أو دائمي على تركيب العنصر .
يرى ميكراف (Mc- G raph ) الضغوط : بأنها ادراك الفرد لعدم قدراته على أحداث استجابة مناسبة لمطلب أو مهام ويصاحب هذا الإدراك انفعالات سلبية كالغضب، والقلق، والاكتئاب وتغيرات فسيولوجية كـرد فعل تنبيهي للضـغوط والتي يتعرض لهـا الفـرد.
أما الضغوط (Stress) في علم النفس :
فيشير هذا المصطلح إلى المواقف التي يكون فيها الفرد واقفاً تحت تأثير اجهاد انفعالي أو جسمي فإذا استمرت هذه الضغوط يشعر الفرد بالنفور وعدم التقليل ، وقد تؤدي الى اضطرابات نفسية وجسمية أو ما يطلق عليها بالاضطرابات السايكوسماتية (Psychosomats ) .
وعليه قامت (بشرى حياة) بإستطلاع رأي حول هذا الموضوع وأهميته وتأثيره على حياة الإنسان.
وحول هذا الموضوع قال علي السعداوي/ مدرب صحة نفسية: ان "احد فروع علم النفس وهو علم النفس الفسيولوجي قد عُني بدراسة عن هذا التأثير ، لأنه يدرس الاساس الفسيولوجي والبيولوجي للظواهر النفسية المختلفة ، او ما يسمى بـ ( النفس ) وهي مجموعة الوظائف العليا للدماغ او الجهاز العصبي المركزي ، ويقصد به الوجدان و التفكير و السلوك".
واضاف السعداوي "من الدراسات التشريحية و الوظيفية للجهاز العصبي ، يتضح ان مركز كل هذه الوظائف هو الدماغ ، اذا فالنفس موجودة بطريقة مادية في المشتبكات العصبية المختلفة الموجودة في الدماغ و التي تتصل ببعض من خلال نبضات كهربائية تحت تأثير مواد كيميائية و هرمونية خاصة ، وأي تلف أو خلل في الشحنات الكهربائية او كيفية او كمية المواد الكيميائية سيؤدي الى اضطراب في وظيفة الخلية العصبية ، و بالتالي هذا الخلل ينعكس على الاعضاء والوظائف البدنية".
وحدثنا فارس الحسناوي/ صحفي حول هذا الموضوع قائلا " بسبب مشاكل الحياة اليومية والابتلاءات الالهية يتعرض البشر لضغوط الحياة القاسية منها الفقر والفقدان والحرمان وغيرها من هذه الامور فتزداد ضغوط الحياة على الانسان ، فتسبب له بعض الامراض السائدة منها الصداع الشديد، ارتفاع ضغط الدم والاضطرابات في المعدة وغيرها فتؤثر هذه الامراض على جسم الانسان".
واضاف الحسناوي "ويسبب ايضاً النحول والتغيير في ملامح الوجه، اسوداد اسفل العيون وحتى فقدان الوعي والتاثير الاساسي لهذه الاعراض هي سوء الحالة النفسية التي تعرض لها الانسان للاسباب اعلاه".
وقالت زينب الخفاجي/ مرشدة تربوية "من منطلق الاية الكريمة (موتوا بغيظكم) وهو كلام الله المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من ناحية ايمانية فالغيظ يقصم عمر الانسان اما من ناحية علمية نفسية هو ضغط نفسي على الإنسان وجسمه".
واضافت الخفاجي " من الممكن جدًّا أن ينشئ حالة مرضية عضوية لدى الإنسان قد يكون فيها هلاكه، في الحالات القصوى طبعا الكثير من الدراسات الطبية المعاصرة تظهر بأن هناك نوع من الارتباط بين الضغط النفسي والعديد من الأمراض من ضمنها الإرهاق، ضعف انتاجية الجسم، أمراض اللثة، اضطرابات الأمعاء، العقم أمراض القلب والشرايين والسرطان، والسكري، والتهاب بالمفاصل والقرحة، والتهاب القولون والربو وأوجاع الرأس والظهر، أيضا عملية الشفاء تتأثر بالضغط النفسي".
وقال كاظم الرومي/ اعلامي وناشط مدني "نود ان نجزم ونؤكد بان الضغط النفسي يؤثر بشكل كبير على ظهور المرض الجسدي للإنسان وهناك التفاتة قوية وهي عندما عشقت زليخة نبي الله يوسف وكان سجينا كانت تطلب من الجلاد ان يجلده فاتفق الجلاد بضربه تمويها وليس فعليا فنادت زليخة به بانك لم تجلده فقال لها كيف عرفتي بذلك فقالت له لم اشعر بأي الم في قلبي فبدأ الجلاد بضربه بالسوط وعند اول ضربه بيوسف نادت بالجلاد اتركه فقد احسس قلبي بألم سياطك قبل جسد يوسف وهذا يؤكد بان التأثير النفسي فيه تأثير جسدي بالعشيق او الحبيب فكيف بذات الشخص حتما سيتأثر."
واضاف الرومي إن "هناك حكاية أخرى بان هناك سجينين حكما بالاعدام فجاءوا باحدهم واعصبوا عينيه والأخر يقابله وعيناه مفتوحتان فقاموا بقطع وريد الأول بالسكين وسال دمه حتى فارق الحياة والأخر يرى ذلك ثم اعصبوا عين الثاني ووضعوا خلف السكينة غير الجارح على ساقه تمويها ثم انتظروا فرأوا ان الثاني الذي لم تنزف منه أي قطرة الدم قد مات في نفس الوقت الذي مات فيه السجين الأول وهذا دليل اخر بان الوضع النفسي حتما يؤثر جسديا ".
وبين "نحن في حياتنا اليومية عند ذهابنا للطبيب وكتابته قائمة الادوية نرى باننا لم نستخدم سوى 20 % او اقل من الدواء نشعر بان وضعنا الصحي تحسن وجاء ذلك بسبب تأثير الدكتور النفسي على المريض فتأثر الوضع النفسي بالوضع الجسدي".
وقالت دنيا عباس جاسم / بكالوريوس لغة عربية: "يؤثر الضغط النفسي على سائر اعضاء الجسم واستمراره لفترات طويلة يساهم في افراز هرمونات التوتر التي تؤدي الى تسارع نبضات القلب مما يؤدي الى تدفق الدم بشكل اسرع الى الجسم فيتولد مرض الضغط ".
واضافت عباس "يؤدي الضغط النفسي الى انخفاض قدرة الجهاز المناعي على محاربة الالتهابات المختلفة فيزيد من خطر الاصابة بمرض السكري وتصلب الشرايين وما الى ذلك "
ونوهت بأن "الضغط النفسي يساهم في اجهاد الجهاز العصبي للانسان فيتولد الاكتئاب والقلق الذي بدوره يصيب الانسان بعدة امراض تفتك بالجسم".
وشاركتنا الاستطلاع الصحفية سليمة عبيد قائلة "المرض النفسي أو الحالة النفسية التي يتعرض لها الشخص لها تأثير كبير للإصابة بالمرض لشدة الإنفعال والصدمة التي تصيب الشخص عند سماع خبر معين أو إصابة أحد افراد الاسرة بظرف طارئ هذه كلها عوامل تحفز المرض لدى الشخص".
واضافت عبيد إن " كل إنسان توجد لديه خلايا نائمة من هذه الأمراض، مع شدة الصدمة تتحفز هذه الخلايا".
وقال حسين ادريس المحنا إن " إفراز هرمونات التفكير والتوتر يعمل على زيادة سرعة نبضات القلب، حتى يستعد الجسم للدخول في مرحلة القتال مما يؤدي إلى تدفق الدماء بشكل سريع إلى أجزاء الجسم".
وأضاف ادريس "في حال استمرار الضغط النفسي لمدة طويلة، فقد تظهر بعض الأمراض على الجهاز الدوراني، مثل: ارتفاع ضغط الدم او الامراض القلبية".
وحدثتنا العلوية نهى زيني قائلة: "هناك علاقة طردية بين الضغط النفسي والجسد كلما زاد التوتر النفسي أثر على كل عضو من أعضاء الجسم".
وأضافت زيني "أول أعراضه هو التعب وخصوصاً إذا كانت النفسية متعبة ولا توجد راحة فإن عمر الانسان يكبر وخصوصا المرأة ٢٠ سنة عن عمرها الحقيقي ".
وأخيراً بعد تعرفنا على مايحدث للجسم بفعل الضغط النفسي ولتقليل آثاره علينا:
١_أداء التمارين الرياضية المختلفة عند الشعور بالضغط النفسي، مثل: المشي، أو ركوب الدراجة.
٢_تناول غذاء صحي متوازن غني بمضادات الأكسدة.
٣_الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلًا.
٤_الاجتماع مع الأصدقاء بشكل منتظم وتمضية الوقت الممتع المليء بالضحك.
٥_العادات الصحية الطبية بما فيها تجنب التدخين.
٦_ قراءة القرآن كما في قوله تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ألا بذكر اللَّه تطمئن القلوب).
٧_النظام الغذائي المتوازن.
اضافةتعليق
التعليقات