في ظروف العنف التي تجتاح العالم بكل ما تحمله من المفردات، الجميع يعيش تحت هاجس الخوف والقلق، وليس فقط العالم العربي حتى بلاد الغرب التي كانت المثل الاعلى في الحرية اصبحت اليوم غير امنة ومهددة من قبل المتطرفين الذين باتوا يشكلون خطرا كبيرا على المسلمين في بلاد الغرب.
مما ادى الى منع ارتداء الحجاب في بعض الجامعات ورفض العمل مع المسلمين، وتعرض بعضهم الى الضرب او العنف اللفظي في الشارع العام، على اثر تلك الهجمات التي قام بها بعض المتطرفين، من اطلاق النار على المدارس وترويع الاطفال، وسط هذا المجتمع الذي لا يعرف القتال، وعندما يتم القاء القبض على المجرمين يظهر انهم من بلاد المسلمين او ممن يحملون جنسية المسلمين..
فتغيرت نظرة الغرب لتلك الديانة الاصيلة، ومخالفة القوانين التي شرعها الله والخروج عن السلوك السوي جعلهم اقل حظا واقبالا عند الدول الاجنبية حتى انها منعت من ممارسة العبادات وارتداء الحجاب خوفا على مواطنيها، ففي النمسا قالت الحكومة أن القانون يشدد على ضرورة كشف الوجه بدءا من شعر الرأس وحتى الذقن، يهدف إلى حماية القيم النمساوية، ويدخل القانون حيز التنفيذ قبيل إجراء الانتخابات العامة في وقت لاحق، ويحظر القانون ارتداء النقاب والبرقع، ويفرض قيودا أيضا على استخدام أقنعة الوجه الطبية وماكياج المهرج. كما نقلت عن وكالة بي بي س، وهناك ما يقدر بـ150 امرأة ترتدي البرقع في النمسا، وقد أعرب مسؤولو قطاع السياحة عن مخاوفهم من أن هذه الإجراءات الحكومية قد تجعل مواطني دول الخليج يعزفون عن زيارة النمسا.
وفرضت فرنسا وبلجيكا حظرا على النقاب في عام 2011، ويناقش البرلمان الهولندي حاليا اتخاذ إجراء مماثل.
وشددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة حظر النقاب في ألمانيا "أينما كان ذلك قانونيا"، وبينما البعض رفض دخول المحجبات الى المدارس خوفا من الانحياز الفكري الذي شوهت صورته عند الغرب.
فمازال الجميع يفتقد شعور الوحدة الاسلامية التي جعلت من المسلمين خير امة اخرجت للناس، وبسوء افعال من يدعون الاسلام اصبحت في مناظر الديانات الاخرى هي القتل والتكفير، وهذا ما يعكس تصرفات الاشخاص وليست الديانة التي ينتمي لها، والغريب أنه في الوقت الذي تعرض فيه المسلمون لهذه الاتهامات من التطرف والعنف لم تتعرض لها اي ديانة اخرى، وانما ظهرت الديانات الاخرى على انها تمثل الانسانية والسلام وتنبذ العنف والتحيز الفكري، وتقدم المساعدات للمسلمين وتدعم اللاجئين الذي خرجوا من ديارهم، ولم يتعرضوا الى ادنى اتهام والكل يشار لهم انهم رحماء لا يتعاملون بسلاح او حرب كما يفعل المسلمين.
والحق ان هذه الاتهامات التي وجهت للاسلام هي من صنع اليهود، اخذوا يطبقون تعاليم الاسلام على شعوبهم بصيغة جديدة واسم جديد، كما هو الان عليه من توزيع المساعدات، واحترام الاخرين، والعطف على الحيوان... الخ ويبقى جوهرها اسلامي.
الرسول محمد خير دليل على نبذ التطرف والعنف
ان خير ما يقال عن شخصية النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم انه كان رحيما عطوفا، وانه على خلق عظيم، فهذه المميزات تجعله القائد الانساني الاول في الدولة الاسلامية الذي مثّل الشرع والقوانين الالهية بصورة صحيحة وجلب المبغضين والاعداء الى الدين الاسلامي بكل حب وود، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فكان خير مطبق لهذه الاية. وموضع اخر يوصى عليه الصلاة والسلام في الحرب «لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلًا صغيرًا ولا امرأة ولا تغلوا وضُمُّوا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين»، لو طبقت اليوم التطبيقات التي جاء بها رسولنا الكريم لدخل الجميع للاسلام من دون اي تردد او تفكير، لانهم عرفوا الانسانية منه ولم يتعرفوا على شخصه، لذلك قد وقعت جنيف على المادة 82 بشأن حماية المدنيين وقت الحرب.
كما قارن الكتاب بين وصية الامام علي بن أبي طالب عليه السلام «إذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبرًا، ولا تجهزوا على جريح، ولا تدخلوا دارًا إلا بإذن، ولا تأخذوا من أموالهم شيئًا، ولا تعذبوا النساء بأذى وإن شتمنكم وشتمت أمراءكم، واذكروا الله لعلكم ترحمون» وبين المادة 41 و 76 من برتوكول 77 الملحق باتفاق جنيف. فعندما تطبق هذه المادة والتي هي بالاصل قال عنها الاسلام على لسان قائدها او وزيرها فكيف بمن عاش بين طيات هذه الطبقة ماذا سينتج منه، سيكون نموذج فاخر لبقية الديانات لكونه ينتمي الى المعلم الذي قال عنه القران الكريم انك على خلق عظيم.
معاملة الرسول مع الاسرى
في القرآن هناك موقف يخلد ما فعله الرسول واله عندما جاءهم اسير ..
}وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}. بعدما كان من الاعداء واراد قتلهم ها هو يجد الطعام والامان عند المسلمين.
النهي عن ممارسة العنف مع النساء
فيكفي قوله سلام الله عليه المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ..و(خيركم خيركم للنساء).
النهي عن تعنيف الحيوانات
قال رسول الله: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيَرْضَى بِهِ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ، فَإِذَا رَكِبْتُمْ هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا، فَإِنْ كَانَتِ الأَرْضُ جَدْبَةً فَانْجُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا."
حرمة قتل النفس وسفك الدم عند الاسلام
لم يذكر القران الكريم حلية دم الانسان وانما حرمه كما حرم عرضه وارضه، بل وجعلها من كبائر الذنوب؛ لقوله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}، فخلاصة ما تقدم ان الدين الاسلامي هو الدين السمح والانسانية بعيدا عن التحيز العنصري والفكري اتجاه القضايا الاسلامية، وان ما يقوم به هو من يريد في بدء المعركة وتغير مسار الفكر الاسلامي الاصيل الذي عرف بنبذ العنف والتطرف ونشر المحبة والسلام. فلذلك بدأ الحديث بسلام وانهى الحديث بسلام.
اضافةتعليق
التعليقات