تأوهات في منتصف الليل وتحديدا بعد الساعة الثانية عشر، تتخيّل في ذهنها أنها لم تعد المرأة التي تعتبر رأس العشيرة، رأس العائلة!.
ماذا ستفعلين لو جافاكِ إلهامك وأصبحتِ على مقربة من الانفصال العاطفي؟!
النساء يشعرن دوما بالإهمال من قبل شركائهم وكأن كل امرأة تم ركنها على زاوية في رف عتيق!.
وهذا الاحساس المنزوي على نفسه لم يخلق عبثا بل إنه ناتج عن الانشغال المتعدد سواء كان المنزلي، المهني أو العائلي وغيره مما يولد هذا الانشغال تيبسا بالعواطف تحيل بانفصال حياة كل منهما عن الآخر، ويعتبر ذلك أول الأسباب التي تؤثر في مسيرة العلاقة المشتركة، ونتيجة لذلك تتفرع عدّة مشكلات تعدّ من ضمن أهم المشكلات التي تخلق كل أنواع التجافي دون الانتباه إليها إلا من بعد أن يقطع الطرفين شوطا كبيرا في سلالة المجافاة العريقة ولن يشعروا إلا وهم عالقين في فخ البُعد لتصبح المسافة هائلة ولا دالة هنالك لقياسها سوى لهيب طيف الحب المتأجج لكليهما.
على الرغم من أن النساء أكثر انشغالا من الرجال إلا إن الرجال يعتقدون أنهم بالدرجة الأولى في موضوع الانشغال، وهذا من الأمور الطبيعية التي أصبحت غير قابلة للنقاش لإدراكها من قبل الجنسين بالإضافة إلى كون المرأة ماهرة بتقسيم أوقاتها عكس الرجل..
وهذا ما يتوجب أن يكون، على أن يكون هنالك أسس في تركيبة الحياة الزوجية وهذا ما لا يحصل إلا بعد تفكير عميق بين الطرفين يؤدي بهما إلى نفس الوجهة في كيفية إيجاد التركيبة التي تبني لهما طريقا رصينا لمواجهة المشاكل التي قد يتعرضون إليها يوما من الأيام وايجاد حلول لها، وهذا ما لا يمكن التغاضي عنه فكل علاقة زوجية لا بدَّ أن تمرَ يوما باختبار يحاول تفكيك أو تعكير صفو حياتهما، لذا أخذ الحيطة يعد أمرا هاما منذ بداية العلاقة.
والجدير بالذكر أن على الرجل أن يفهم جيدا ما معنى أن يقضي بضعة دقائق يوميا برفقة امرأته، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يعي تماما أنه مهما عظمت انشغالاته لا يمكنه التهاون معها مما يضطره إلى المساومة معها لأجل تمضية بعض الوقت برفقتها تعوّضها عن الكثير من الأمور التي لا يمكن لأي رجل ادراكها..
إنَّ الحياة الزوجية أخذ وعطاء دائم بين الشريكين شريطة أن يكون للانسجام تأثيرا قويا بينهما، فالوعاء الذي يعوّل على أن لا يكون باهتا أو فارغا يختلف كل الاختلاف عن الوعاء الفارغ بالفعل، وهذا ما يجب فهمه حرفيا من قبل الزوجين، فالوعاء الذي يضمهما يجب أن لا يفرغ من التناغم بأي شكل من الأشكال.
ولكي تستمر العلاقة بالاتجاه الصحيح يتطلب ذلك الحفاظ على رغيف الحب من خلال شاشة التواصل والاهتمام، إضافة إلى أهم العوامل التي تزيد من لمعان وجه القرب بينهما وهي بالدرجة الأولى تقبّل أو رفض أوجه الاختلاف رغم شدّتها في تسوية الأمور وحسمها، ففي هذا الحال يتم السيطرة بنسبة كبيرة في العلاقة ومع ذلك لا يمكن لأي شيء أن يكون أكثر حفاوة من الحب، وبناءً على هذا يتوجب على الجميع أن يسبَّحوا باسم الحب قبل حسم الأمور وتصريفها..
اضافةتعليق
التعليقات