• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عشوائية الأدوار.. ومأزق بناء الإنسان

فاطمة منتظر / الثلاثاء 13 آيار 2025 / منوعات / 497
شارك الموضوع :

لنُعِد للأدوار معناها، وللتربية هيبتها، وللمعلم مكانته، علّنا نحمي إنسان المستقبل من هشاشة الحاضر

في زحمة التحولات الاجتماعية وتحديات التربية، يبرز أمامنا مشهدٌ مقلق: أمٌّ تحمل عبء التوجيه دون تأهيل، ومعلمٌ يدخل الميدان دون أدواته، وطفلٌ هشّ في عالمٍ يزداد قسوةً يوماً بعد يوم. ما نعيشه اليوم ليس سوى نتيجة طبيعية لفقرٍ واضح في التأهيل، وعشوائيةٍ فادحة في توزيع الأدوار.

كيف لنا أن نضع منهاجًا نطمح من خلاله إلى بناء أجيال واعية، بينما المعلم، حجر الزاوية في العملية التعليمية، يقف بلا دعم، بلا تدريب، بلا رؤية؟ المعلم ليس ناقلَ معرفةٍ فحسب، بل هو مهندسُ الوعي، وباني القيم، ومن دون تأهيله نخسر بوصلة التوجيه، ونترك أبناءنا في مهبّ الاجتهادات الفردية، التي كثيرًا ما تكون ضحلة، أو مشوشة.

ولا تقف المسألة عند حدود المدرسة فقط، بل تمتد إلى البيت، حيث تُركت الأم لتكون "معلمة المنزل" الأولى، بلا دليل ولا تدريب، تواجه ضغوطًا اجتماعية واقتصادية ونفسية، وتعوَّل عليها مسؤوليات جسيمة، بينما تفتقر إلى أبسط أدوات التأهيل التربوي.

وفي ظل هذا الضعف المؤسسي، وفي غياب البدائل الهادفة للطفل، نشأت فجوة اجتماعية عميقة، جعلت الطفل والمراهق أكثر هشاشة، أقل تفاعلاً، وأضعف انتماءً، لا يعرف كيف يتعامل مع محيطه، لا يملك لغة التعبير عن نفسه، ولا أدوات التواصل مع الآخر، هو كائن رقمي في عالم افتراضي، ينعزل عن الواقع أكثر مما ينخرط فيه.

ولهذا، فإن زج الأطفال بالمجتمع، وإعادتهم إلى فضاء العلاقات الإنسانية، لم يعد ترفًا تربويًا، بل ضرورة ملحّة، ففي الأحياء الشعبية والمجتمعات الريفية، حيث الحياة ما تزال تنبض بالبساطة والتواصل، نجد الطفل أكثر نضجًا اجتماعيًا، وأعمق فهمًا لمعنى التشارك والاحترام، من طفل المدينة الذي نشأ بين الجدران وأحاديث الأجهزة.

نحن اليوم أمام لحظة مراجعة، لحظة صدق لا بد أن نعترف فيها بأن بناء الإنسان لا يبدأ من المناهج، بل ممن يقدّمها، ممن يحتضنها، ممن يترجمها إلى واقع حيّ، لا بد من تأهيل الأم، وتأهيل المعلم، وتفعيل مبدأ الخصوصية في التربية، فكل طفل عالمٌ مستقل، لا تُجدي معه الحلول الجاهزة ولا النسخ المكررة.

فلنُعِد للأدوار معناها، وللتربية هيبتها، وللمعلم مكانته، علّنا نحمي إنسان المستقبل من هشاشة الحاضر.


الانسان
المجتمع
التربية
التعليم
الوعي
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    المرأة ومفهوم التحرر المعاصر

    النشر : السبت 18 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    8 طرق مثبتة علميًا لتحقيق نوم أفضل

    النشر : الثلاثاء 16 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    ما نوع بريدك؟

    النشر : الثلاثاء 10 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    اخسري وزنك بتناولك الحليب

    النشر : السبت 02 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    قراءة نقدية في قصة: قنديل واحد لا يكفي

    النشر : الأربعاء 15 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    المسرح... اطلالة مشرقة في سماء كربلاء

    النشر : الثلاثاء 25 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 728 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 644 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 354 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 352 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 351 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 755 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 728 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 16 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 16 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 16 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة