القدوة لها دور أساسي في صناعة شخصية المرأة وفي أحيان كثيرة تساهم في رسم مجموعة الاهداف وتحدد الخطوط العامة للمنهجية والوسائل المتبعة للوصول لها.. فلابد للإنسان والمرأة خصوصا من ميزان تزن حقوقها وواجباتها ومسؤولياتها عليه ولابد من محور قوي تعتمد عليه بدل النموذج الغربي والذي تحول الى صنم يدور عليه الكثير من النساء اليوم.
من هذا المنطلق وتحت شعار: فاطمة الزهراء عليها السلام.. سيدة الحقوق والحريات، اقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية مهرجانا بمناسبة ولادة الصديقة فاطمة الزهراء وتزامنا مع يوم المرأة العالمي وايقاد الشمعة الثانية لموقع بشرى حياة الالكتروني، وذلك في يوم السبت الموافق 10/3/2018، على قاعة نقابة المعلمين في كربلاء.
بدأ الحفل البهيج بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
وقد شاركت مديرة الجمعية ورئيسة تحرير موقع بشرى حياة أم محسن معاش بكلمة بالمهرجان حيث قالت:
في خضم الحرب الناعمة التي نعيشها والغزو الثقافي والفكري الذي يحيط بنا من كل جانب والذي يهدف الى سلب الهوية بشكل عام وللمرأة بشكل خاص وزرع ثقافات جديدة لاتمت الينا بأي صلة والدور الإعلامي الفاضح الذي يلعب دورا أساسيا في نشر هذا الغزو والذي أنتج عدم الانتماء والضياع وسلب الهوية طمس انسانيتها وعقلها لذا كان لنا أن نخطو خطوتين:
الأول: صناعة النموذج الإعلامي الناجح ومضاد للإعلام الفاضح. والثاني: سلاح الكلمة والذي يعتبر أخطر سلاح في العالم، فبالكلمة تطالب المرأة بحقوقها، وبالكلمة تصنع مكانتها الحقيقية في المجتمع، وبالكلمة تمارس حريتها الحقيقية وليست تلك الحرية المزيفة والمستوردة وذلك لايكون الا عبر النموذج الفاطمي.
ومن ثمّ كانت الكلمة للخطيبة الحسينية سكينة الموسوي حيث تطرقت الى موضوع فنون التعبير عن الرأي وكانت فاطمة الزهراء انموذجا، ووضحت مقولة السيدة الزهراء في الخطبة الفدكية (اعلموا اني فاطمة) وعن مفهوم حرية الرأي والتعبير وامثلته في القرآن وفي حوار الانبياء مع الكفار واهل الكتاب، وأن الزهراء استخدمت اساليب وفنون الاقناع في خطبتها المشهورة، وتطرقت الموسوي الى تبيان سياسة اعداء فاطمة وهي التعتيم الاعلامي وتكميم الافواه والتي تعبر عن اخلاقيات أصحابها..
وتزامنا مع يوم المرأة العالمي كان للاعلامية وصال الاسدي كلمة عن يوم المرأة شاركت بها الحفل حيث هنأت كل امرأة عراقية صابرة وسائرة على نهج الزهراء، وبينت اهمية ودور هذه القدوة العظيمة في العلم والدين والانسانية وهي مثال متكامل كابنة وزوجة وأم وحري بكل امرأة التعلم من نهجها للتأثير على المجتمع والدفاع عن الحق بالصبر والصمود، فالمرأة بتلك المواصفات تستطيع أن تهز عروش الظالمين.
وقد تخلل الحفل تواشيح فرح دينية ابتهاجا بذكرى ولادة النور ألقتها على مسامع الحضور فرقة أحباب الزهراء..
ولأن هذه المناسبة العظيمة واكبت انطلاقة موقع بشرى حياة الالكتروني وايقاد الشمعة الثانية له، كانت الكلمة لرقية تاج مديرة تحرير موقع بشرى حياة حيث بيّنت بعض تفاصيل وطريقة عمل الموقع وتحدثت عن أهمية القلم والكتابة فهي الوسيلة الاقوى والاسرع في هذا الوقت وتناسب وضع وظروف المرأة ومن هنا جاءت رسالة موقع بشرى حياة في الاخذ بيد المرأة في هذا المجال ولإيصال صوتها الى كل العالم عبر هذه المنصة.
وكان للشعر حضورا مميزا في مدح سيدة النساء حيث ألقته على مسامع الحضور الكاتبة ضمياء العوادي واحدى عضوات الجمعية.
وفي الختام تمّ تكريم ناشطات في المجتمع وذوات مواقف وأدوار مؤثرة سواء كانت أم أو زوجة أو صاحبة رسالة ومسؤولية ومنهم والدة الرداود الحسيني باسم الكربلائي، والمدربة المحترفة في التنمية البشرية خلود البياتي، والخطيبة الحسينية سكينة الموسوي، وتقديراً لدماء روت أرض الوطن تم تكريم زوجة الشهيد علاء عبيد ووالدة الشهيد احمد محمود العبودي، والمدرسّة القديرة جنان مالك الرويشدي.. وتم تكريم اعضاء رابطة صحفيون الاحرار، ومنظمة بادر، لمشاركتهم الفعالة في المهرجان بلوحات فنية وصور كاريكاتورية وفوتوغرافية واذاعة نسائية متميزة، واخيرا تم تكريم كاتبات موقع بشرى حياة بدروع تقديرية لكتاباتهم ومشاركاتهم خلال سنتين.
جدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف الى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها واعداد العلاقات التربوية التي تعنى بشؤون الاسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واع وتسعى الجمعية لتحقيق اهدافها عبر اقامة المؤتمرات والندوات والدورات واصدار الكراسات واعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.
اضافةتعليق
التعليقات