حر شديد يستقبلني بمفارق الطرق وانا اتجول مابين صيدلية واخرى ابحث عن الانسانية لكن لا اجدها!.
جرعة الانسولين الاخيرة بدأت تنفذ ونقودي لاتكفي للعلاج فلو انفقته على الدواء ماذا سأطعم عائلتي وانا من طبقة الفقراء؟، في بلدي طبقة المنبوذين تعيش في احشاء الحياة وما وراء المرئيات ذلك بعد انبثاق الجبابرة كالريح وتصاعدهم كالغيوم ثم يلتقون كالجبال بإسم الطب ليتصارعوا على الدخل ويقع نتيجة صراعهم الفقراء، فلا سبيل للعلاج ولا انسانية تنقذنا من براثن نفوذهم، رسوم العلاج داوت ميزانيتهم فماذا عن الفقرا،ء وكأن الاموال تعانق نفوسهم فتزيدهم غرورا ليبيعوا الحق في سوق البؤس واما الارواح التي فاضت لقاء جشعهم فلها اللّـه ونعم الوكيل .
ليشكلوا اليوم ملعبا فيه خصمين متفقين فيرمي الصيادلة الكرة في ملعب الحكومة لترد الصحة قائلة ليس هناك قانون يحدد الاسعار، لتشهد الصيدليات في السنوات الاخيرة تسابقا جنونيا في الاسعار، رغم ان الادوية من نفس المناشئ وذات التأثير العلاجي، لذا يتطلب من الزبون التهيؤ المادي لرسوم الادوية ولاسيما النفسي ان كانوا معتادين علـى شراء الادوية (الاصلية) وبخلاف ذلك عليه ان يأخذ ادوية مغشوشة واقل جودة لأنها اقل تكلفة ليكون ضحية علاج مقلد.
وبالتالي من يتحمل اثار هذه الظاهرة هم طبقة الفقراء لتكون عليهم اعباءا صحية واقتصادية، اي عند الذهاب للعيادة عليهم التهيؤ وملئ جيوبهم بالنقود دون تحديد، فهناك اجرة الكشف واجرة الطبيب ذاته ثم الى الصيدلية الحلقة الاخيرة التي تكون واجهة المستهلك .
ثم هناك مراكز اُنشأت بالدرجة الاولى لخدمة المواطن، لكننا نشهد الان انها اضحت اغلى المراكز الطبية واعلى تكلفة من غيرها ليصبح الطمع والجشع عنوانها، وما يجبر المريض على زيارتها وربما يضطر للاستدانة لدفع الرسوم فقط لأنها افضل من الحكومية التي اصبحت اكثر المراكز الصحية رداءةً ونقصا في الادوية، وايضا هي لم ترحم المواطن فقد فرضت هي الاخرى رسوما على كاهل المرضى بدءاً من الوصل الطبي وغير ذلك..
وما جعل وضع المريض يتأزم اكثر انه لايستطيع شراء الدواء الاّ من الصيدليات التي يرشده اليها الطبيب وتكون هناك شفرة خاصة في الوصفة التي لايفهمها سوى صاحب الصيدلية المبعوثة اليه وبأسعار مرتفعة ..
لكن ماذا لو وضعت الحكومة حدا لكل هذه الازمات، واجرت بعض الخطوات التي ستكون محل ثقة واحترام وانسانية بالدرجة الاولى مابين الحكومة والمواطن ..مثل: انشاء مجمع طبي حكومي شامل من صيدلية وسونار ومختبر واشعة الخ.. في كل المواقع الصحية، ويقوم هذا المركز بمنافسة الصيدليات والمجمعات الاهلية على اسعار منخفضة تقلل العبئ المتراكم على كاهل المريض مما يجعل المجمعات الاهلية والصيدليات مجبورة على الالتزام بالاسعار لدوامها مما سينشئ علاقة بين المواطن والدولة تبنى على الانسانية ومساعدة الفقير، وان الله عز وجل يوفق كل شخص يسعى لعمل الخير والانسانية في عمله في الدنيا والاخرة. .
عز من قائل:(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ)، (سورة فاطر: 29).
اضافةتعليق
التعليقات