إن الحاجة في أبسط صورة تعني افتقار الفرد إلى شيء ما يترتب عليه توتر وقلق آني وتال وتدفع الفرد إلى نشاط معين لإشباع هذه الحاجة مما يقود إلى خفض هذا التوتر، فعلى سبيل المثال إن نقص الغذاء لدى فرد ما يعني افتقاره أو حاجته إلى الطعام، ويترتب على هذا النقص توتر وإثارة واختلال التوازن الداخلي مما يدفع الفرد إلى اتخاذ سلوك وسيلي لإشباع حاجته إلى الطعام، فإن تم ذلك زال التوتر والقلق وعاد التوازن الداخلي للفرد. ولو حللنا المفهوم السابق للحاجة لوجدنا أنها تشتمل على العناصر التالية:
افتقار الإنسان لشيء ما مادي أو معنوي «أنه في حاجة ما».
حدوث حالة من التوتر والإثارة نتيجة هذه الحاجة مما يدفع الكائن الحي إلى نشاط معين يقوم به الفرد لإشباع هذه الحاجة وخفض التوتر (سلوك وسيلي). ويرى (1979) Suinn) أن للحاجة خصائص ثلاثة فهي نشطة تلح في طلب الإشباع، وأنها توجه الفرد نحو أهداف محددة لتحقيق هذا الإشباع، فالجائع يلتمس الطعام، وفاقد الحنان يبحث عنه، كما أنها تزيد من قدرته على الاحساس بالأمور المتعلقة بإشباع هذه الحاجة، فالجائع تزداد مدركاته للعلامات سلوك لإشباع تلك الحاجة "دافع".
« نقص شيء ما، إذا ما وجد، تحقق الإشباع» ويعرفها مرسي بأنها مفهوم فرضي يدل على حالة من عدم الاتزان الداخلي بسبب نقص شيء مادي او معنوي تؤدى إلى توتر واثارة الكائن الحى ويدفعه إلى النشاط والاستمرار فيه حتى يحصل على ما ينقصه ويشبع حاجاته ويعود إلى توازنه الداخلي .
ويمكن تمثيل الحاجة وكيفية إشباعها على النحو الأتي:
حاجة
توتر
وقلق
دافع
سلوك وسیلی
إشباع
هدف
استعادة التوازن
الحاجة.
وفي تقديرنا أن افتقار الفرد في حياته يقتصر على الجوانب البيولوجية وإنما يمتد إلى الجوانب النفسية والفعلية والاجتماعية والروحية، ذلك أن الإنسان كيان عضوي نفسي اجتماعي وروحي، فقد يفتقر إلى القيم والمعتقدات التي توجه سلوكه فيعيش في صراع دائم، وقد يفتقر إلى العطف أو الحنان، وقد يفتقر إلى الأمن وتأكيد الذات، وقد يفتقر إلى الغذاء الصحي، كل تلك الحاجات في مجموعها تعينه على النمو السليم والقدرة على التكيف والفاعلية في المجتمع الذي يعيش فيه. وفي ظل هذا الإطار نرى أن الحاجات بمثابة ضرورات بيولوجية ونفسية واجتماعية وقيمية يترتب على تحقيقها وإشباعها تحقيق التوازن الداخلي للفرد والتكيف النفسي والاجتماعي، ويثير عدم إشباعها التوتر والقلق مما يدفع الكائن الحي لأن يسلك سلوكا معينا لتحقيق هذه الحاجة.
حاجات الطفولة
لقد ورد في القرآن الكريم آيات عديدة تشير إلى الحاجات النفسية والاجتماعية والجسمية والروحية التي تحفظ للإنسان بقاءه وكيانه وأمنه، فقد ذكرت بعض الآيات الجوع وماله من أثر في حياة الإنسان إذا لم يستطيع الفرد إشباع هذا الدافع. قال تعالى:
(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) البقرة: ١٥٥
ومن الآيات التي تتحدث عن الأمومة قوله تعالى: (فرددنه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن). القصص: ۱۳
ومن الآيات التي تحدثت عن حاجة الناس إلى التملك قوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب). آل عمران ١٤ .
ولقد بذلت جهود عديده لتصنيف الحاجات، فقد تم تصنيفها إلى حاجات عضوية وغير عضوية، إلا أننا ارتأينا في هذا الفصل معالجة حاجات الأطفال في ضوء مظاهر النمو التي أخذنا بها .
اضافةتعليق
التعليقات