من أجمل صفات البشرية هي الكرم فهو يمد ويمدد التلاحم والاخاء ويعزز جميع الخصال الحميدة، وقد حث عليها الأنبياء ليضاعف الله للبشرية الخير والبركة، يقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام : "مَنْ كانَ يؤمِنُ بالله واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضيفَهُ ". وهي صفة تحلى بها العرب بالفطرة ، ثم جاء رسول الله واهل بيته الكرام ليكونوا القدوة الحسنة وخير مثال في الكرم والإحسان.
في الاشهر الحرام (عاشوراء وصفر) حق الضيافة والكرم والعطاء والجود موسومة باسم اهل بيت النبوة، يكون الإنفاق عن طِيب خاطر و دون انتظار العوض والمقابل من البشر، كرمٌ يليق بالمضياف والضيف، وكل الامنيات تجمع وتزهر في طلب الشفاعة من رسول الأمة واهل بيت رسول الله، والتوسل بهم الى رب العزة لالتماس العفو والتجاوز عن الذنوب يوم القيامة،
نذكر قول الله تعالى :(فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا)،وهو سال اهل الاخرة ويفسره المفسرون أنه لا طريق لنا إلى الخلاص مما نحن فيه من العذاب الشديد إلا أحد هذان الأمران، وهو أن يشفع لنا شفيع فلأجل تلك الشفاعة يزول هذا العذاب، أو يردنا الله إلى الدنيا حتى نعمل غير ما كنا نعمل.
ائمتنا شفعائنا نستعين بهم لبلوغ رضا الله، نعطي ونذود النفوس بوجوه الإنفاق المختلفة من تقديم الطعام وتوفير المأوى وكافة الخدمات الأخرى وفي القلوب يقين وعقيدة ان الأجر مضاعف عند الله.
وبذل ما يجدونه يستلزم ويتوجب من كل وجوه الخير والعطاء بغير مقابل لزيادة بركات الدنيا وجمع الحسنات للآخرة، في ايام ( اربعينية الامام الحسين ع ) المناسبة الأهم عند المؤمنين حيث يتوافد الملايين من كافة أنحاء العالم إلى أرض كربلاء.
نجد العمل على قدمٍ وساق في المواكب الحسينية وتسُود بها المشاركة المادية والمعنوية والإيثار الواعي وفي العمل يكون التآزر والتعاون والتعاضد بدافع المنفعة الإلهية فيقسم العمل بشكل هرمي يبدأ من مؤسس الموكب وتندرج المهام والمسؤوليات بحسب الاعمار والخبرة لتصل الى اصغرهم والذي لم يكمل العاشرة او اقل عمرا ما دام يستطيع عمل شيء وان كان بسيطا، فالجميع يحمل حبا متوارثا يدفعه ليكون على اهبة الاستعداد دون ملل لخدمة الزائرين بهمة ونشاط نابعة من الحب المتأصل في قلوب شيعة اهل بيت النبوة.
اضافةتعليق
التعليقات