يا بني ادم انتبه، كلنا هكذا، فبعد ان يتوقف ذلك القلب القابع بين الثنايا من الخفقان مهما حاولنا نحن ومن حولنا جاهدين نفشل، ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
لنصبح بعدها خائفين عاجزين، وأساليب الحيلة والكذب والمراوغة او الفرار التي إتخذناها طرقا لانقاذ انفسنا واعتدنا عليها في دنيانا لا تجدي نفعا، فقد قال الله تعالى: "وجاءت سكرةُ الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيدُ" (ق).
ووقتها ننسى ان كنا اثرياء او متسولين وفقراء أو اصحاب مناصب وحرس يحيطون بنا لضمان سلامتنا من كل شر، ففي وجه الموت، تنهدم فوارقنا الدنيوية، لنعود لبنة واحدة، وقبرٌ واحد.... وهول الآتي لا يعطينا فرصة، لمعرفة من نحن! او ما كنا عليه!.
ومن كنا نأنس بوجودهم ونفرح بفرحهم وربما حبهم أجبرنا يوما على ارتكاب الاخطاء والمعاصي من أجل ان نوفر لهم حياة رغيدة ليمنحونا نظرة رضا وسعادة فترفرف قلوبنا بها فرحا، ومتناسين قوله تعالى: "كُل نفسٍ ذائقةُ الموت ثم إلينا ترجعون" (العنكبوت). و مستبعدين هذا اليوم وتلك الساعة. نجدهم راحلون كلهم بخطى واحدة بعد ان يبكونا، فلا نستطيع اللحاق بهم او مناجاتهم.
والصيحات والدموع وكلمات الحزن والفراق التي يعلنونها امامنا تفشل بكسر صمتنا، وتنجح بأيلامنا!!....
ونرى ذكرياتنا تنساب من بين جنباتنا بطعمها الحلو العذب لا نستطيع اللحاق بها ولاتجرؤ ان تحلي ايامنا القادمة...
فنخفق لمناغاتها وجذبها إلينا!!...
لنبدأ رحلة جديدة وحيدين لعالم مهما تصورنا أو قرأنا عنه يبقى أكبر من ان تستدركه عقولنا او نعرف كل خفاياه!! لنساق الى تلك الحفرة الضيقة التي لا انيس فيها ولا جليس مرعوبين ومندهشين ونحن نرى احبتنا يتسابقون بهيل التراب علينا فنستحلفهم بكل ما كان بيننا ان يتمهلوا فوحشة القبر لا تطاق، وبعدها يباغتنا سؤال مفاجيء ماذا نصطحب معنا في حقيبة سفرنا الطويل وكيف ملأناها
وهل كنا ممن قال الله تعالى عنهم: "يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون" (الروم)، ام اننا جئنا بقلبٍ سليم وروح طاهرة ومؤمنة بقضاء الله وقدره، فيابني ادم انتبه، "أنك ميت
وإنهم ميتون" (الزمر)، وكلنا على هذا الطريق و ما نحتاجه لحقيبة سفرنا حفنة من الانسانية وكلام طيب وابتسامة بريئة ويد ساهمت في البناء واعتكفت عن الهدم، وهذا كفيل ليضيء حفرتنا ويؤنس وحدتنا...
اضافةتعليق
التعليقات