روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: "علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم لله الرحمن الرحيم".
كلما حان الوقت لزيارة الأربعين، تجد من يعمل على زيادة المعرقلات في العراق، لكي يعملوا على تقليل عدد الزوار، ثم تجد من يقف في وجه من يريد التسجيل للزيارة بحجة بعض المظاهرات مثلاً، ففي نظرهم إن من يذهب إلى الزيارة قد لا يعود، فأين نحن من ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما؟، أليس هذا هو الفوز، فمن يذهب ويستشهد هناك يكون مع أنصار الإمام الحسين عليه السلام الذين فدوا الإمام عليه السلام بأرواحهم.
ومن الناس من يقول لك إن الطريق مزدحم فلماذا نذهب في هذا الوقت، نذهب في أي وقت آخر، فهل زيارة الأربعين توجد في أي وقت آخر؟ لا، فهو وقت واحد كما للحج وقت واحد، ومن يوفق لزيارة الأربعين فقد سعد، لأنه يواسي الإمام صاحب الزمان عليه السلام أولا، ويواسي السيدة زينب عليها السلام ثانيا، ويواسي الزهراء عليها السلام في مصابها بإبنها الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه.
وكذلك نجد من يبعث بالرسائل عبر الأجهزة الإلكترونية إنه يسمح للرجال بالذهاب إلى الزيارة ولا يسمح للنساء، بحجة إنهم يخالطون الرجال، فهل في الأسواق لا يخالطون الرجال؟ هل في الحج لا يخالطون الرجال؟ لماذا فقط في زيارة الإمام الحسين عليه السلام يخالطون الرجال؟
أو يقولون لك إنها تذهب بلا محرم، فهي تكون قد التحقت مع حملة وهي المسئولة عنها، لما نمنعها من الزيارة، فلا أحد يعلم ما هي ظروفها التي جعلتها تذهب بلا محرم.
وثم يقولون لك إن ليس كل من يذهب إلى الزيارة هدفه الزيارة، فهل كل من يذهب إلى الحج هدفه الحج؟، فكل شخص مسئول عن عمله، ولن يحاسب عما فعله الآخرون، والله سبحانه أعلم بالسرائر، "وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
فلم تحرمون النساء من المشاركة في المسير، ومواساة السيدة زينب عليها السلام والسبايا، فهل تخافون على خدور زوجاتكم وأمهاتكم وبناتكم، ولا تخافون على خدر السيدة زينب عليها السلام التي سارت مع قاتل أخيها الحسين عليه السلام؟.
فأين أنتم من ندائكم: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما، ولبيك ياحسين، ولو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي ياحسين، وإلا فتبقى هذه مجرد شعائر باللسان، والقلب بعيد عنها.
فيارب إرزقنا زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين وكل مشتاق.
اضافةتعليق
التعليقات