• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سحر الكلمات.. دواء بالمجان

هدى المفرجي / الأثنين 01 آب 2022 / تطوير / 1845
شارك الموضوع :

جربوا العلاج بالكلمات، وافتحوا لها مجرى في حياتكم انتقوها وزينوا بها مجالسكم فكلنا تذوقنا مرارة الكلمات

يرقات سحرية تقف على حافة الشفاه منتظرة أمر أن تصبح فراشة لتتزود من حبالنا الصوتية ألوانها البراقة، ثم تخرج كسَهمٍ يمزق حواجز الصمت، ويخترق القلوب فيدميها حتى يرسم اثره جرح غائر لا يندمل، أو يهتك ستر الظلام المختبئ في النفوس ليوقد مشاعل السعادة وفوانيس الحب، هو سحر لا يتطلب تعويذات او طلاسم فقط يحتاج اشارة واحدة تبعث من العقل بعباراتها إلى الحنجرة فتحرر اليرقات انطلاقا من الفم.

إن للكلمات أثر يعادل أثر رصاصة اخترقت الجسد فأودت به قتيلا دونما حراك أو شعور، بينما الكلمة تبقى كموس داخل الأحشاء كلما استذكرتها ينزف مكانه، فعندما سأل أحد الصحفيين توماس أديسون عن شعوره حيال 25 ألف محاولة فاشلة قبل النجاح في اختراع بطارية تخزين بسيطة؟، أجاب: لست أفهم لم تُسميها محاولات فاشلة؟ أنا أعرف الآن 25 ألف طريقة لا يمكنك بها صنع بطارية، ويُعد أديسون من أعظم المخترعين في التاريخ، عندما دخل المدرسة، بدأ معلموه بالشكوى من بطء استيعابه وإهماله، فقررت والدته أن تدرس له في المنزل، فقد كان أديسون مولعا بالعلوم، وفي سن العاشرة أعد مختبرا كيميائيا في منزله، لينتهي به المطاف إلى تسجيل ما يقارب 243 اختراعا باسمه، كان لها الأثر الواضح في حياة إنسان العصر الحديث.

يقول أديسون: أنا لم أفشل أبدا، فقد اخترعت المصباح في النهاية، لقد كانت عملية من ألفي خطوة، ولا بد من اجتيازها للوصول إلى ذلك، وقد دُمر مختبر أديسون في حريق كبير عام 1914م، وفي ذلك اليوم هُرِع الابن الأكبر لأديسون، (تشارلز)، باحثا عن أبيه، فوجده واقفا يراقب اللهب المتصاعد بهدوء، يقول ابنه: شعرت بحزن شديد من أجله، لقد كان في السابعة والستين من العمر، ولم يكن شابا، عندما التهمت النيران كل شيء، وحين انتبه أديسون لوجود تشارلز صاح به قائلا: أين أمك؟ فأجاب بأنه لا يعرف، حينها طلب منه أن يجدها قائلا له: أوجدها بسرعة، فلن تشهد منظرا كهذا ما حييت، وفي صباح اليوم المقبل، تفقد أديسون الركام الذي خلفه الحريق، فقال: هناك فائدة عظيمة لما حصل أمس، فقد احترقت كل أخطائنا، الحمد لله يمكننا البدء من جديد.

بقي أن نعرف أن وراء هذا المخترع العظيم تقف أم استثنائية بكل الأبعاد، فبعد أن تلقت رسالة من مُدرسة ابنها، عندما كان في الثامنة من عمره، تبلغها بطرد ابنها من المدرسة بسبب غبائه المفرط، وضعف استيعابه واتهامه بخفة العقل، فتلقت الرسالة بكل هدوء، وعندما سألها ابنها عن فحوى الرسالة؟ قالت له: إن المدرسة تقول: إنه لا يمكن قبول استمرارك في المدرسة بسبب ذكائك وعبقريتك المفرطة، وهذه المدرسة لا تناسب هذه النوعية من الطلاب، فمن الأفضل البحث عن مدرسة بديلة تناسب قدراتك، فيكتشف ابنها فحوى الرسالة الحقيقية بعد وفاتها، عندما كان يفتش في أوراقها، ليعقد عزيمته أن يكون عند حسن ظنها فيه، ويبهر العالم بهذه المنجزات، التي كان يحدث نفسه بها وأصحابه دائما، ثم نرى بعد ذلك اختراعاته تتوالى، ولا يكاد يخلو منها منزل على ظهر هذا الكوكب.

هكذا هو سحر الكلام الجميل وتحويره حين يناسب المقام، وتأثيره في كوامن النفس البشرية، وإطلاق ما تحويه من قدرات وملكات، كذلك هي وصية الله لعباده في محكم التنزيل بقوله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، عجيب أمر هذه الكلمات، إنها مخلوقات تؤلف وتباعد، تجرح وتضمد، تحزن وتسعد، فالكلمات التي نمطر بها سماء الآخرين حبا أو غضبا هي وسيلتنا لإيصال أفكارنا، وعلى أساسها تتشكل العلاقات، لأن المرء مظهر ومضمون، أما المظهر فهو واضح للعيان، في حين يكون المضمون في الفكر، ولا يظهر إلا من خلال الكلام ومن ثم السلوك.

يقول الامام علي ( عليه السلام ): «المرءُ مخبوءٌ تحت لسانه» وقال سقراط: «تكلم حتى أراك»، لكن البعض يستعمل الكلمة في خداع الناس، وهو مدرك تأثيرها السحري، فإذا حدث ذلك معك، يقتصر الضرر عليك أنت فقط، فكم من الأشخاص كرهناهم لكلماتهم القاسية، وكم أحببناهم لكلماتهم الراقية، ومن نعجب منهم إذ لا يقدرون على النطق بكلمة طيبة، وتمر بخاطري، المقولة الشهيرة للعالم النفسي النمساوي الشهير سيجموند فرويد: "نستطيع وبكل جدارة أن نقاوم الهجوم والنقد، لكننا عاجزون تماما أمام الثناء".

فجربوا العلاج بالكلمات، وافتحوا لها مجرى في حياتكم انتقوها وزينوا بها مجالسكم فكلنا تذوقنا مرارة الكلمات يوما وتارة برودتها وعذوبتها ومررنا بشتى فصولها فما كان منها لطيفا هو أجمل الفصول التي رافقت أنفسنا على مدار الأيام وكلما زارنا حزنا استذكرناها، فازرعوا الكلمة الطيبة لثمار طيبة كما قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله): (الكلمة الطيبة صدقة) فالكلمة الطيبة في موسم جفاف الأرواح أعذب من الماء البارد وهي الأولى بالديمومة والبقاء والأحق بأن نتخذها أسلوب حياة.

الشخصية
التفكير
السلوك
المجتمع
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    المرأة الأمان

    النشر : الأثنين 21 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 38 ثانية

    التسامح: كيف تحول الألم إلى قوة وتستعيد السلام الداخلي

    النشر : الأثنين 02 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 39 ثانية

    كيف تلتقط صورًا جيدة: الساعة الذهبية

    النشر : الأحد 14 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 39 ثانية

    العزلة الاجتماعية وارتباطها بتغير تركيبة الدماغ والإدراك

    النشر : الخميس 14 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 41 ثانية

    ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف.. ماهي حقوق المرأة في الاسلام؟

    النشر : السبت 04 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    أهم الخطوات لتطور العمل الإداري

    النشر : الخميس 18 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1339 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1326 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 829 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 741 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 431 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 416 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1339 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1326 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1244 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1211 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1138 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1061 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 14 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 14 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 14 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة