لا تحمل هما للغد، فقد يأتى ونحن لسنا في انتظاره ، وقد ننتظره وهو كالعيد يأتي فرحا مسروراً ، وهل ياترى يستطيع أحدنا أن يغير ما قدر له لأنه قضاء وقدر؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير من من « عجبا للمؤمن إن أمره كله خير .. إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن »..
فإذن لا داعي للقلق لأنه يورث الاكتئاب والحزن والتوتر، وله مخاطر تصل إلى أكثر ذلك من يقول هنری وورد بيتشر: العمل لا يقتل البـشـر إنما القلق هو الذي يقتلهم ، فالعمل صحي .. والقلق صدأ يعتري المدية "يواجه إنسان العصر الحديث الكثير من التوتر والقلق النفسي لما تتسم به الحياة المعاصرة من سرعة وتلاحق يجعلنا دائماً نلهث وراء النجاح ، ونخشى الفشل ، فنتصارع من أجل مزيد من إشباع احتياجاتنا المادية والمعنوية ، نعاني من الضيق من أصغر المشاكل وأكبرها، بداية من انقطاع المياه وزحام المواصلات وعـدم وجـود شـقـة خالية ونهاية بالمشاكل الخاصة بالعمل والأسرة .. إلخ
إنه من الطبيعي وجود فروق فردية بين إنسان وآخر في أسلوب مـواجـهـتـه لهذه المواقف، وبالتالي هناك اختلاف في درجة القلق: ويقـول [ الدكتور أحمـد مختار ] استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد.
والتوتر الذي نعانيه طبقا للسن والجنس والمستوى التعليمي والثقافي ، ولكن في كل الأحوال هناك اتفاق على إحساسنا جميعا بالقلق والتوتر النفسي لأنه سمة العصر الذي يضع بصماته على الصحة" . فهل تصحبني إلى جولة في الجهاز الهضمى لنرى ماذا سيترك القلق من آثار عليه؟ فإذا بدأنا بالفم فقد يشعر المريض بجفاف بالفم والحلق، أو بمرارة في المذاق، وقد يشكو في بعض الأحيان من تقرحات سطحية مؤلمة بالفم، وتتركز في مجموعات من 3 - 4 في الغدد على الخد من الداخل وعلى الشفة السفلية وأسفل اللسان.
وإذا تقدمنا من الفم إلى المرىء فقد يشعر مريض القلق بصعوبة في البلع دون أن يكون هناك أي أسباب عضوية تؤدي إلى ذلك. وإذا واصلنا المسيرة إلى المعدة والاثني عشر فقد يساعد القلق على حدوث القرحة ، بل قد يساعد على عدم التئامها ويتسب في مضاعفات القرحة وأزماتها ويشكو مـريض قرحة الإثني عشر من ألم في أعلى منتصف البطن عندما تكون المعدة فارغة، ويخف الألم بتناول الطعام ليعود مرة أخرى بعد ساعتين ، كذلك يخف الألم بتناول مضادات الحموضة وبعد القيء يزداد الألم بكثرة الدهون المطبوخة بالطعام ، وبالتعب الجسماني والنفساني ويوقظ الألم المريض بعد منتصف الليل ويختلف الألم في قرحة المعدة عنه في قرحة الاثني عشر بحدوثه مباشرة بعد الوجبات ويرتفع ليصل القمة بعد نصف الساعة، ويكون مصحوباً بـفـقـدان في الشهـيـة خوفاً من الطعام، مما يؤدي إلى نقصان في الوزن كذلك حدوث القئ يكون من قرحة المعدة أكثر منه في الاثني عشر. وسنختتم جولتنا في الجـهـاز الـهـضـمى بالقولون .. والقلق من ، أهم أسباب القولون العصبي .. ومن أعراض المرض:
1 ـ ألم في البطن يتركز في الغالب في الجهة اليسرى في أسفل البطن ، وفي حالات نادرة جدا يكثر الألم حول السرة وفي بعض الحالات يكون الألم شديداً في الجهة اليسرى من أسفل البطن ، ويسمع في الكتف والذراع اليسرى ، ويشبه في هذه الحالة ألم قصور الشريان التاجي في القلب (الذبحة الصدرية)
٢ ـ يشكو المريض في بعض الأحيان من الإمساك وصلابة البراز وقلته ، وفي أحيان أخرى من الإسهال.
3 ـ انتفاخ في البطن بعد الوجبات الغذائية ، وفي بعض الأحيان ليس له علاقة بالوجبات الغذائية . والآن هل تستطيع أن تتحكم في أعصابك وأن تواجه المواقف الصعبة بأي أسلوب آخر غير القلق وليكن الصبر والإيمان، والمشاركة الإيجابية التي تجعلك تعمل بحماس وصدق وليس بقلق وانفعال؟ أما من تركت على جهازه الهضمي بصمات .. فعليه أن يستشير الطبيب المختص حتى يقتفى أثرها ويعمل على رفع هذه البصمات.
اضافةتعليق
التعليقات