يعتبر الدين القضية الأساسية في واقع حياة البشرية لما له من ارتباط واضح وصريح بحياتهم اليومية ومشاكلهم وقضاياهم العامة منها والخاصة.
وكلما استجاب الدين الى واقع حياة الناس أكثر كلما كان أقرب لهم، وفي الحقيقية وجود الدين لم يكن الاّ لوضع دستور ينظم حياة البشرية وفق قوانين الهية لا تقبل الخطأ.
واذا نظمت حياة البشرية وفق الدين والشرائع والاحكام التي انزلها الله تعالى لكانت حياة الناس في اوج السعادة والنعمة، ولكن ما نعيشه اليوم من الاضطرابات في حياتنا العامة كالسياسية والعلمية والاقتصادية، او حتى الخاصة سواء في علاقتنا الاجتماعية منها والزوجية يعود الى ابتعادنا الواضح عن النهج الديني القويم، اما بسبب التأثر الكبير بالمناهج الغربية وأساليب التعلم من الأشخاص الذين وضعوا لأنفسهم قوانين خاصة لحياة البشرية، وهذا طبعا غير عقلاني بتاتا، لأن الانسان بطبعه غير معصوم ومن الممكن ان يضع قوانين واحكام تقبل الخطأ، وابتعدنا بذلك عن القوانين الإلهية التي تعتبر قوانين ازلية وضعت لأي مكان وزمان ولا تقبل الخطأ ابدا، لأنها منزلة من الله تعالى.
او اننا سلكنا درب الدين الممنهج وفق الآراء الخاصة، اذ لا يمكن الانكار بأن الدين قد تعرض الى انحرافات كثيرة من قبل الفتاوي وأصحاب العمائم الكاذبة الذين داروا الدين الى الجهة التي تلائم مصالحهم الشخصية واستغلوا اسم الدين للوصول الى مبتغاهم الأسود، اذ يقول المولى علي (عليه السلام): "إن هذا الدين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار يعمل فيه بالهوى".
ولكن مع كثرة وجود هذه الشخصيات في المجتمع الاّ ان الدين الصحيح محفوظ للذين يبحثون عن الحقيقة.. فالقران الكريم وسنة الرسول واهل البيت هي واضحة وصريحة ولا تقبل الخطأ، ولكن الفتاوي التي تصدر من مصادر مشبوهة وخاطئة لو قابلناها بالقران سنجد بأنها تخالف شرع الله وبالتالي طريق الحق لا يسلكه الاّ المؤمنون وطريق الباطل لا يسلكه الاّ المضلون.
واليوم ومع كل التحديات التي يواجهها الدين من التضليل والتعتيم يحتاج الفرد المسلم الى البحث والتطلع والقراءة والتبحر في مفاهيم الدين الصحيحة للرد القانع عن هذه الانتهاكات التي تحصل تجاه الدين الحنيف.
فالعدو اليوم هدفه الاول هو تضليل الفئة المؤمنة واستدراجه المؤمن للضلال من خلال تشكيكه بدينه ومعتقداته، ولا تأتي هذه الحركات الخبيثة الاّ من الداخل، قد يحدث ذلك بإرسال شخص بلباس الدين يحمل أفكار منحرفة وفاسدة يختلط بالمجاميع المتدينة ويحاول زرعها في عقول الناس، فمن زلت قدمه فهو من المضلين ومن ثبت فهو من الهادين، وهذا ما حصل في قضية (مستر همفر)، اذ ان العدو لا يضرب ضربته بصورة علنية ومن الخارج انما يحاول نخر المجتمع من الداخل بأساليبه الناعمة والخبيثة، فالأمة اليوم بحاجة الى وعي ديني حقيقي بالرجوع الى القران الكريم وسنة رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) وكلام المعصومين، والبحث الدائم عن الحقيقة والعودة الى سيرة أهل البيت لمعرفة حقيقة الدين والإنسانية التي نبعت من ال الكرام لنسج حياة إنسانية سعيدة ومستقرة.
اضافةتعليق
التعليقات