يقدّر الله لنا في الحياة كل شيء ، ويهيأ لنا أسباب السعادة ، ويضعنا في اختبارات دائمة يحدد بها مقدرتنا على الصبر ودرجة الإيمان وطاقتنا على جهاد النفس والشيطان.
و بذلك فإن كل إنسان يرتبط بعلاقة مع الله ، قد تكون علاقة وثيقة لدرجة الاطمئنان وحسن الظن به أو علاقة واهية تقود صاحبها للتيه في أروقة الحياة.
ومن بين عباد الله يوجد ذلك العبد الذي يرتبط بالله بحبل متين ، حيث يمكن أن تجده قربك في أسوء لحظات الحزن والوحدة وبعد أن يستبّد بك اليأس وتستعمرك الأفكار السوداء ، حيث تحملك تلك الأفكار لزاوية مظلمة في فضاء الغربة الشاسع ، فيمد يده لك ويذكرك بأن وعد الله غير مكذوب ، ففي المروي عن أبي حسن الرضا (عليه السلام ) قال: أحسن الظن بالله ، فأن الله عز وجل يقول : أنا عند ظن عبدي بي أن خيراً فخيراً وأن شراً فشراً.
ويمكن لذلك الشخص أن يرسم على وجهك ابتسامة ملؤها الأمل ، بما يمتلكه من إتزّان وتفكير عقلاني واطمئنان قلبي وارتباط روحي مع الله.
لا يعني أن ذلك الشخص لا يستجيب للدموع أو لا تمر عليه لحظات حزن ولكن استعداده للتفكير الايجابي يتغلب دائماً على أي مشاعر سلبية . وبما أننا بحاجة للتواصل في حياتنا مع هكذا شخص وبهذه الميزة علينا أن نجتهد بالبحث عنه بعناية بين كل ممن يحيط بنا في عالمنا ونجده ونحرص عليه كحرصنا على أقرب المقربين.
قد يكون ذلك الشخص أنت أو أنا أو هو أو هي ، المسألة تكمن بالإنسان ذاته كيف نكون ذلك الشخص صانع الابتسامة ؟ كيف نكسر حواجز الخوف والحذر بالأمل ؟ كيف نستقبل صدمات الحياة بثبات ولا نقع ؟ وأسئلة كثيرة من الواجب طرحها على أنفسنا ، هل يرانا الآخرون كما نرى أنفسنا ؟ أين نحن من معادلة الحياة الصعبة وهل نمثّل رقما كبيرا يمكنه تغيير المعادلة لصالح هداية أنفسنا والآخرين؟!
يستلزم حوارنا هذا وتساؤلاتنا وقت طويل حتى نصل لإجابات شافية ، وبعد ان نستدّل على تلك الإجابات أو بعضها يمكننا حينها تغيير الإطار الذي وضعنا أنفسنا فيه ونحقق تلك النتيجة بتقدير عالي وهي أننا نمتلك قدرات خارقة لم نتعرف عليها من قبل بل ولم نجربها ، والمعروف أن الخارق هو كل ما يخرج عن المألوف ، فيمكننا أن نخرج عن المألوف حينما نسامح ونغفر لمن ظلمنا ، أو سلب حق في غفلة ، أو حينما نستعد لمواجهة الألم بابتسامة تهزمه من أول جولة ، أو حينما نحرر أنفسنا من قيود اليأس والهزيمة بعزيمة نابعة من ثقتنا بالله من ثم ثقتنا بإمكانياتنا وبأمور كثيرة معاكسة لما نحن عليه لمجرد اعتقادنا أنه الصواب.
لا تحتاج أن تفكر كثيراً فقط إطرح على نفسك سؤال أخير ، هل أنت راضي عن نفسك تمام الرضا ؟ أن كان الجواب نعم دون تردد ، فأنت رقم مهم في معادلة الحياة ، وان كان الجواب لا ، اعلم فأنت تحتاج لوقفة طويلة مع ذاتك وربما تحتاج لجهد مضاعف لتكون كما يحب الله أن يراك.
اضافةتعليق
التعليقات