في حين أن الشهر الأول من المدرسة هو المرحلة الانتقالية الأهم للتلاميذ، فإنهم بعد مروره يستقرون نفسياً ويندمجون مع أجواء الصف والأساتذة وسائر الطلاب. لكن هذا الأمل الذي يرجوه الأهالي دائماً لا ينطبق على جميع الطلاب، وتوجد علامات ومؤشرات تدل على معاناة الطفل في المدرسة.
نستعرض في هذا التقرير أهم الإشارات والعلامات التي تعكس البداية المدرسية المتعثرة، وليس المقصود منها الأداء الأكاديمي بل الاندماج في المحيط.
أولاً: يتجنبون المهام
يمكن أن يكون تجنب العمل المدرسي أو الأنشطة المتعلقة بالمدرسة بالتأكيد دليلاً على أن الطفل يواجه صعوبة في التكيف.
تقول نائبة رئيس البرامج والنتائج وأخصائية الإدراك في مركز Brain Balance Achievement الأمريكي ريبيكا جاكسون إنه من غير المرجح أن يرغب الطفل الذي يكافح من أجل مواكبة دروس الرياضيات في الجلوس وأداء واجبات الرياضيات.
وأوضحت لموقع Huffpost أن سلوكيات تجنب المهام والفرائض المنزلية أن تكون أكبر مؤشر على حاجة الأطفال للدعم.
وقد ينعكس هذا التجنب بطرق مختلفة، اعتماداً على أعمار الأطفال. قد يعاني الأطفال الأصغر سناً من نوبات غضب أو انهيارات عندما يُفترض أنهم يفعلون شيئاً لا يريدون فعله، أما الأطفال الأكبر سناً، فقد يغلقون أنفسهم عاطفياً أو يماطلون.
ثانيا: رفض مفاجئ للحديث عن المدرسة
عندما لا يرغب طفلك فجأة في إخبارك بما يتعلمه في المدرسة أو كيف سار يومه المدرسي، فقد يدل ذلك على وجود خطب ما.
في هذه الحالة، يُنصح بالتواصل مع معلم أو معلمة الصف لتكوين فكرة عما يدور في الصف وفي الملعب.
ثالثاً: غضب وتعلق زائد
يمكن أن يكون الغضب عند الأطفال علامة على القلق، ويمكن أن يظهر بطرق مختلفة اعتماداً على عمر الطفل.
قد يسيء الأطفال الأكبر سناً التصرف أو يصرخون أو يتحدون الأهل بشكل غير عادي. أما الأطفال الأصغر سناً، فيختبرون نوبات غضب أو يبدون أكثر ذبولاً من المعتاد.
رابعاً: صعوبة النوم أو الأكل
غالباً ما تنجم مشاكل النوم أو الأكل عن القلق، وقد يواجه طفلك مشاكل في النوم أو الأكل إذا كان يعلم أنه لا يواكب الفصل في عمله المدرسي، حسب ما نشر موقع Very Well Family.
يرغب الأطفال الصغار في إرضاء البالغين المهتمين بحياتهم وقد يقلقون من أن هؤلاء البالغين سينزعجون منهم إذا لم يكونوا على ما يرام في المدرسة.
ويدرك الأطفال الأكبر سناً والمراهقون جيداً الأهمية العامة للمدرسة لمستقبلهم ويقلقون بشأن نجاحهم في المستقبل إذا بدأوا في التخلف عن الركب.
خامساً: قضاء وقت زائد في الواجبات المنزلية
إنها علامة تحذير كبيرة إذا كان طفلك يقع في نمط من عدم وجود وقت فراغ أو عدم وجود وقت فراغ خارج المدرسة لأنهم يقضون وقتهم في أداء واجباتهم المدرسية.
سادساً: سوء التصرف في المدرسة
في بعض الأحيان يكون سوء السلوك في المدرسة طريقة طفلك لمحاولة تشتيت الانتباه عن حقيقة أنه يكافح في علاماته، حسب موقع Neuro Health.
غالباً ما يفتقر الأطفال والمراهقون إلى العديد من المهارات اللازمة للتحدث على وجه التحديد عما يواجهونه من مشكلة مع في المدرسة.
هم مجرد أطفال، ويتعلمون تلك المهارات الاجتماعية المهمة طوال عملية النمو. حتى ذلك الحين، قد يسيئون التصرف فقط إذا شعروا بالإحباط أو الانزعاج لأنهم يعرفون أنهم لم ينجحوا في عملهم المدرسي. حسب عربي بوست
6 طرق تساعدك للتعامل مع طفلك المتذمر من المدرسة
هل اضطُرِرت من قبل للتعامل مع طفل متذمر يأبى العودة إلى المدرسة بعد الإجازات الشتوية؟
في حين يُعتبر بعض الإحجام عن المدرسة أمرا طبيعيا، فكر في الآباء والأمهات الذين وصل نضالهم في العودة إلى الدراسة إلى أبعاد جديدة تماما، وقد تفاقم إحجام أطفالهم عن الذهاب إلى المدرسة حتى وصل إلى مشكلة نفسية بالغة الأهمية يُطلق عليها رفض المدرسة.
يعاني نحو 2-1٪ من الأطفال من رفض المدرسة، إذ أصبحوا في حالة من الضيق الشديد إزاء احتمالية الذهاب إلى المدرسة ونتيجة لفترة الغياب الطويلة. وبخلاف التغيب عن المدرسة، لا يعاني الشباب المصابون برفض المدرسة من مشكلات سلوكية أخرى، بل يعرف آباؤهم أماكن وجودهم؛ إذ يمكثون بالمنزل رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الوالدان لحملهم على الذهاب إلى المدرسة.
تنشأ مشكلة رفض المدرسة عادة عقب فترة من الغياب عن المدرسة -بسبب المرض أو العطلات- أو حدوث تغير كبير كالبدء في الذهاب إلى مدرسة جديدة أو الانتقال من مرحلة الدراسة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية. لا يُلام عامل أو شخص بعينه عن رفض المدرسة؛ بل هو نتاج تفاعل معقد لعوامل خطر متعددة تشمل الطفل (مثل الخوف من الفشل)، وعائلته (مثل التربية أو الوالدية المفرطة في الحماية)، والمدرسة (مثل التنمر)، والتحديات الاجتماعية (مثل الضغط من أجل التحصيل الأكاديمي).
ما الذي يمكنك فعله؟
تفضل التدخلات المتعلقة بعلاج رفض المدرسة العلاج السلوكي المعرفي (CBT) للتشجيع على الاسترخاء، وتحدي الأفكار المقلقة ودعم التعرض التدريجي للخوف. وتشمل التدخلات أيضا علاج الوالدين لمناقشة إستراتيجيات الدعم الأمثل والتواصل مع المدرسة. ويهدف التدخل إلى توفير المهارات المتطلبة للتعامل مع الضيق أو عدم الراحة فضلا عن زيادة نسبة الحضور المدرسي. كما تشير الأبحاث إلى إمكانية تحسين الحضور المدرسي بمساعدة الدعم المهني، ولكن قد يستمر القلق لبعض الوقت. فإن كان طفلك يرفض الذهاب إلى المدرسة أو كنت تقدم الدعم لوالد أو طفل آخر في هذا الموقف، إليك كيفية التصرف:
1- اطلب المساعدة
غالبا ما تنتظر المدارس وأولياء الأمور المشكلة حتى تستفحل قبل التعامل معها. وللأسف؛ يؤثر كل يوم يفوتك من أيام المدرسة على التحصيل الأكاديمي، ويرتبط الغياب المستمر بارتفاع معدلات التسرب المدرسي المبكر (الهدر المدرسي)، والصعوبات العاطفية والسلوكية، بالإضافة إلى سوء التكيف الاجتماعي. لتقليل هذه النتائج، عليك أن تتعامل مع الأمر مبكرا، وأن تحشد شبكة الدعم الخاصة بك، وإذا لزم الأمر، اطلب المساعدة المهنية.
2- ضع في الاعتبار المحفزات الممكنة
اطلب من طفلك في وقت تنعمان فيه بالهدوء (ليس في صباح يوم دراسي) أن يصف التحديات الرئيسة للذهاب إلى المدرسة. قد تتمكنان معا من حلّ هذه المشكلات أو تطوير خطة لإدارتها. بالنسبة للأطفال الأقل عمرا أو هؤلاء الذين لا يملكون القدرة على التعبير عن مشاعرهم، قد تحتاج إلى استخدام نموذج الملاحظة وإثبات صحة الأمر وإعادة التوجيه:
الملاحظة: "لاحظت أنك تبدو مستاء وقلقا في الصباح وتطلب البقاء في المنزل غالبا".
إثبات صحة الأمر: "نشعر جميعا بالإحباط والقلق أحيانا وقد نشعر بعدم الارتياح".
إعادة التوجيه: "إن الذهاب إلى المدرسة ضروري جدا. ما الأشياء التي يمكننا القيام بها لمساعدتك على الذهاب إلى هناك؟".
3- تعامل برفق لكن بنهج حازم
من المهم إظهار التعاطف، لأن طفلك يعاني من شيء مزعج. يمكن إظهار التعاطف من خلال الاستماع إلى همومهم، ومنحهم لحظات من العاطفة الجسدية، أو التزام الهدوء في مواجهة الإحباط. هناك أيضا تعاطف في تشجيع الأطفال على مواجهة مخاوفهم، مما يعزز الثقة والاستقلالية. وعلى العكس من ذلك، فإن تجنب دوافع القلق يزيد من القلق على المدى الطويل. كن لطيفا لكن حازما في تصميمك على العمل مع طفلك لمعالجة رفض المدرسة. يمكن أن ينعكس هذا الموقف في تعليقات مثل:
أتفهم أن الذهاب إلى المدرسة يبدو صعبا. يمكننا العمل على مخاوفك معا. لكنك بحاجة إلى الحضور، لأن كل يوم في المدرسة مهم.
4- قدِّم رسائل واضحة ومتسقة
تشير الأبحاث والتجارب السريرية إلى أن هناك اختلافات دقيقة ولكن حاسمة في كيفية تواصل الوالدين حول الحضور المدرسي. تخيل في هذا السيناريو:
توقظ طفلك للمدرسة الساعة 8:15 صباحا وتحتاج إلى مغادرة المنزل الساعة 8:45 صباحا، وتشعر بالقلق لأنه بحاجة إلى مزيد من النوم. تجلس على السرير وتسأل: "كيف حالك اليوم؟"، يشعر طفلك بالضيق ويقول إنه لن يذهب إلى المدرسة. ينتابك شعور بالقلق، لاحظ "سيكون من الجيد حقا إذا تمكنت من ذلك". يرفض طفلك. يزداد شعورك بالقلق والانزعاج، وتقول قبل أن تخرج: "لا يمكنك الاستمرار في فعل هذا". لم يكن لدى الطفل سوى وقت قصير للاستعداد، وبينما كان الوالد داعما وقلقا بشكل واضح، فإن الرسائل اللفظية حول الحضور بالمدارس غامضة ويترك الوالد الغرفة وهو يشعر بالضيق.
هناك نهج أكثر فائدة يتضمن:
· إيقاظ الطفل في الوقت نفسه كل يوم مع بقاء ما يكفي من الوقت للاستعداد للمدرسة.
· إعطاء رسائل واضحة حول الحضور المدرسي مثل "حان وقت الاستيقاظ للمدرسة" و"أعلم أنك لا تريد الذهاب ولكن لا يمكننا السماح لك بالبقاء في المنزل".
· والتشجيع على اتباع نهج متدرج في الصباح إذا أصيب الطفل بالضيق: "دعونا نركز على الإفطار أولا"، "لنرتب حقيبتك المدرسية"، وما إلى ذلك.
5- ضع نهجا يوميا واضحا لأيام الإجازة:
يجد الآباء والأمهات ذوو النيّات الحسنة غالبا أن الجهود المبذولة لتشجيع الأطفال على الالتحاق بالمدرسة تعوقها المميزات الإيجابية للبقاء في المنزل: القدرة على النوم وقضاء يوم من الاسترخاء، ومشاهدة التلفاز ولعب ألعاب الفيديو، أو الحصول على مزيد من الاهتمام الفردي من أحد الوالدين.
إذا وجدت طفلك في المنزل في أيام الدراسة، قم بإعداد نهج روتين منزلي مماثل للمدرسة:
· استيقظ وارتد ملابسك في وقت المدرسة.
· الحد من إمكانية تشغيل التلفزيون والإنترنت خلال ساعات الدوام المدرسي.
· تشجيع الطفل على إكمال الواجب المدرسي.
· تحديد وقت منفرد مع الوالد حتى بعد ساعات الدوام المدرسي.
· تقليل الأنشطة خارج المنزل، مثل التسوق.
6- افرض النظام
انقل وحدد بوضوح التوقعات الواضحة لجميع المشاركين: الوالدين والمدرسة والشخص الصغير وأي مهنيين آخرين معنيين، مثل الممارس العام لطفلك. في المدرسة، يقدم هؤلاء الأطفال غالبا للمدرسين أو لطاقم جناح المرضى عددا لا يحصى من الشكاوى الجسدية مثل آلام الصداع والمعدة. إذا كنت تشعر بالقلق، خذ الطفل إلى الممارس العام للتحقق من عِلّاته البدنية. في حالة عدم وجود مرض جسدي، من المرجح أن تكون هذه الشكاوى مرتبطة بالقلق.
تحدث إلى معلم صف طفلك أو منسق المستوى السنوي حول التحديات التي يواجهها طفلك. قد يساعدون على وضع خطة لانخفاض التحصيل المدرسي، فضلا عن المساعدة في معالجة أي قضايا اجتماعية أو تعليمية أخرى. في حين أن هذه المشاعر تُعدّ سيئة لك ولطفلك، لكن مع الدعم والتدخل المناسب يمكن لطفلك البقاء في البيئة المدرسية وزيادة مشاركته تدريجيا. ويعتبر الصبر والمثابرة والانفتاح على حل المشكلات من العناصر المحورية. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات