نقاش بين أستاذ وفتاة في احدى الجامعات الجزائرية
قالت: هل في القرآن آية تدل على إلزام المرأة بالحجاب؟
قال لها: عرفيني بنفسك أولا.
قالت: أنا طالبة في السنة الأخيرة بالجامعة، وحسب معرفتي أن الحجاب لم يأمر الله به، ولهذا أنا غير محجبة ولكني أصلي والحمد لله.
قال الأستاذ: طيب دعيني أسألك سؤالا.
قالت: تفضل.
قال: إذا كررت عليك معنى واحد ولكني عبرت عنه بثلاث كلمات مختلفة فماذا تفهمين؟
قالت: كيف يعني؟
قلت: لو قلت لك أحضري (شهادتك) الجامعية، ثم قلت لك مرة ثانية: أحضري (الورقة) التي تفيد تخرجك من الجامعة، ثم قلت لك مرة ثالثة: أحضري (تقرير) العلامات النهائية من الجامعة، فماذا تفهمين؟
قالت: أفهم أني لا بد أن أحضر شهادتي الجامعية ولا مجال لسوء فهم كلامك لأنك استخدمت أكثر من مصطلح لنفس المعنى (شهادة، ورقة، تقرير).
قال لها: صحيح وهذا ما قصدته بالضبط.
قالت: ولكن ما علاقة هذا بالحجاب؟
قال لها: إن الله تعالى استخدم ثلاثة مصطلحات في القرآن يعبر بها عن حجاب المرأة، فنظرت إليه باستغراب وقالت:
كيف ذلك؟
قال: لقد وصف الله اللبس الساتر للمرأة بـ(الحجاب، والجلباب، والخمار) فاستخدم ثلاث كلمات لمعنى واحد فماذا تفهمين من ذلك؟ فسكتت.
قال لها: تفهمين أن الموضوع ينبغي أن لا نختلف عليه مثل تحليلك للشهادة الجامعية أليس كذلك؟
قالت: لقد فاجأتني بطريقتك بالنقاش.
قال والأوصاف هي قال تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، وقال في الثانية
(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)، وقال في الثالثة
(وإذا سألتموهن متاعا فأسالوهن من وراء حجاب) ألا يدل هذا على تستر المرأة؟
قالت: لقد صدمتني بهذا الكلام.
قال لها: دعيني أشرح لك المعاني الثلاثة باللغة العربية، فالخمار هو ثوب تغطي به المرأة رأسها، والضرب على الجيوب يعني أن ترخيه ليستر الرقبة والصدر، والجلباب هو قميص واسع طويل له أكمام وغطاء للرأس وهو من الملابس الشائعة، أما الحجاب فهو الساتر.
قالت: أفهم من هذا أني لا بد أن أتحجب.
قال لها: نعم لو كان قلبك عامرا بمحبة الله ورسوله، فاللباس نوعان: الأول ساتر للجسد وهو فرض أمر الله ورسوله به، والثاني لباس ساتر للروح والقلب وهو خير من الأول كما قال تعالى
(ولباس التقوى ذلك خير)، لأن المرأة قد تكون محجبة جسديا ولكنها فاقدة للباس التقوى، والصواب أن تلبس المرأة اللباسين.
أسلوب رائع في النقاش، فهل بعد ذلك نقول اختلف العلماء؟ أتمنى من الرحمان أن الجميع يلتزم بذلك ففيه عفة وطهارة وكل شيء جميل.
لذا فإن الحجاب الذي فرضه الله على المرأة هو سلوك وعفة وأخلاق وأدب. يوصل إلى كمال المرأة قبل أن يكون جلبابا عريضا، وربطة للرأس وهو مجموعة متكاملة من التصرفات التي تتضمن التقيد بالكلام، والضحك والنظر والخضوع والميوعة.
فالحجاب ليس فقط قطعة قماش مجردة عن معاني العفة، بل تعني المراقبة الشديدة لهذة القيم والأخلاق، والتي يكون مصدرها الحياء.
لذا عليكِ أن تصوني نفسك، وتلتزمي بما أراد الله منكِ، لأنه يحميك من الأعداء الذين يتربصون ويحاولون أن يوقعوك إلى الهاوية وإلى التهلكة نتيجة التصرف الخاطئ منكِ فستجعلي نفسك فريسة لهم.
ولكي نكون مع امام زماننا ونحن نرجو عطفه علينا وحنانه علينا بنظرة منه فلتكن نظرة يهنأ ويبتسم لما يراها، ولاتكون غصة وألماً لما يراه منا وما فعلناه له.
فلتكن إبتسامة إمام زمانكِ أجمل بكثير من إبتسامة أولئك الذين يبتسمون إليكِ بإبتسامتهم الخادعة لأنكِ متبرجة! لأنكِ أرضيتِ أهوائهم وملذاتهم، لو تصورتِ كيف تكون إبتسامة إمام زمانكِ لما أبدلتها بالدنيا ومافيها من مغريات!.
لأجل ذاك الثغر الطاهر ولكي يبتسم؛ كوني محتشمة هنا في مواقع التواصل، وفي الشارع وفي الجامعة، وفي السوق، وفي العمل، وفي كل مكان تكوني فيه.
اضافةتعليق
التعليقات