تواطأت زمر الشرّ على أن لا تبقي للحقّ راية تخفق أو يداً تطول فتصلح أو صوتاً يدوّي فيكشف زيغ وفساد الظالمين والمنحرفين، فبالأمس كان أبو سفيان يمكر ويغدر ويفجر ويخطّط لقتل النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لوأد الرسالة الإلهية في مهدها، ولكنّ الله أبى إلاّ أن يتمّ نوره.
وها هو معاوية بن أبي سفيان يستفيد من نتائج انحراف السقيفة، ويتمّم ما بدأه أبوه للقضاء على الرسالة الإسلامية، تعينه في ذلك قوى الجهل والضلالة والعمى، فخطّطوا لقتل ضمير الأمة الحيّ وصوت الحقّ والعدل وحامل لواء الإسلام الخالد ومحيي الشريعة المحمديّة السمحاء.
واجتمعت ضلالتهم على أن يطفئوا نور الهدى ليبقى الظلام يلفّ انحرافهم وفسادهم، فامتدّت يد الشيطان لتصافح ابن ملجم في عتمة الليل، وفي ختلة وغدرة هوت بالسيف على هامة طالما استدبرت الدنيا واستقبلت بيت الله وهي ساجدة، وغادرتها منها في تلك الحال.
لقد اجتمعت عصابة ضالّة على قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يبعد أن كان محرّكها معاوية، واتفقوا أن يداهموا الإمام عند ذهابه لصلاة الفجر، فما كان أحد يجرؤ على مواجهة الإمام (عليه السلام)، إلا من خلال بث الاشاعات وتشويه صورته اعلاميا كي تتم تغطية ظلمهم وجورهم، ولا تظهر فضائل أمير المؤمنين للناس، فهم يوقنون بمحتوى حديث الإمام الرضا (عليه السلام): "فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا"، هذا التشويه الذي كشفه الباري عند استشهاد أمير المؤمنين في محرابه وفي ضعف منهم لأن لا يظفرون بعلي إلا وقت صلاته حين ينقطع كمال الانقطاع إلى ربّه، فضح جميع مخططاتهم فعند وصول الخبر بأن علي ابن أبي طالب قُتِل في محرابه جاء السؤال (أو كان علي يصلي).
مثل ما جرى بالأمس يجري اليوم من اقتطاع لأحكام الفقه ونشرها بصورة مضلة، وقص لبعض مقاطع العلماء أو المشايخ عند طرحهم لشبهة، واتهامهم بإضلال الناس، وتشويه صور العلماء، وعرض هذا التشويه على مواقع التواصل، وتبدأ النزاعات بين معادٍ وناصر، أما الشاب الذي عنده ضعف عقائدي سينصاع لكل ما يعرض ويقال، دون التأكد أو السؤال، فنحن لا نعجب حين نرى مغالطات كثيرة من قبل الأديان والمذاهب الأخرى مأخوذه عن الشيعة والتشيع، إنما العجب حين نرى ممن هم من أبناء التشييع وفي آرائهم وأفكارهم انحرافا كبيرا لا يعدو عن كونه جهل مقنع، ولو طرقوا باب السؤال لوجدوا الاجابات تفتح ذرعانها، هذا الجهل والتجاهل المنطوي تحت حجة (أكمل يومي بسلام، أصلي وأصوم)، هذه الفكرة التي تقود الناس الى ثقافة القطيع، هي الهدف المنشود من أصحاب الضلالة الذين أرادوا إطفاء نور أمير المؤمنين ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره.
اضافةتعليق
التعليقات