أن يقبل المحرم يعني اقتراب مواسم الخدمة وانتهاز الفرصة لنيل الثواب الأكبر، ما إن تسمع بإقتراب هذين الشهرين تتبادر للأذهان صور الخدمة ومواكب العزاء.
من منا لايتمنى أن يستبق اسمه لقب خادم الحسين صلوات ربي عليه ولكن مايغيب عنا أن الأمر سهل اللفظ صعب الوصول والتحقق!.
فهناك نقاط عديدة يجب أن ينتبه الخادم لها ويتهيأ لها روحياً قبل أيام من المحرم.
في البدء عليه أن يعلم ان طريق الخدمة طريق استثنائي مليء بالمطبات والعوائق فيجب أن يكون الخادم بصيرا حين يقرر المسير فيه ومستعدا لكل شيء لأن كل مطب فيه يرد عليك بمردود ايجابي ويصنع منك خادم إستثنائي.
أول خطأ يقع فيه الكثير ممن ساروا على هذا الطريق هو البحث عن وسيلة توصلنا بأقصر الطرق وأقل وقت طبعاً الوسيلة تتمثل بإنسان نظنه الاقرب الى الحسين ونقدس افكاره ونتبعها اتباع اعمى لاننا نراه عين الصواب فنسقط ما يسقط ونتبع ما يأمر ونحترم أفكاره ومعتقداته مهما كانت ويكون هو الصح بأعيننا وكل شي عداه خطأ ناسين أن هذا الشخص هو انسان عادي ليس بمعصوم قابل للخطأ وان الحسين موجود في كل مكان وزمان ولهو اقرب الينا من حبل الوريد ومن تقدم له خطوة اقبل اليه!.
ويتهادر الوقت من ايدنيا فنرى ان كل جهدنا كان ينصب في التقرب من ذلك الشخص وابتعدنا عن الحسين كل البعد!.
الأنا!
من أهم الأمراض التي تصيب الخادم ويجب ان يتخذ كل الوسائل الوقائية منها مرض الأنا فحينها يريد كل شيء له وكأن الثواب والخدمة له حصراً واي عمل يقوم به مهما كان صغيراً يحب ان يُذكر اسمه مع العلم انه يكون في اكثر وقت وحاجة لإذابة الانا نجدها مع الاسف يرتفع صوتها عند البعض.
توجد حقيقة يجب أن يدركها الخادم هي ان الحسين يعلم خائنة الأنفس وما تخفي الصدور ومحيط بأعمالنا الظاهرة والباطنة فالحذر كل الحذر من الرياء.
علماً إن الرياء في خدمة الحسين من اجل تحفيز الآخرين لا ضير فيه ولكن اذا كان ريائك عندما تخدم من أجل ان تمدح وتنال لقب "حسيني" فاعلم ان "حسين اليرفع خدامه ويخلي الخادم سلطان" ورضاه هو الغاية!.
فلا تتعب نفسك إن لم يكن الحسين غايتك! فهو في غنى عنا ونحن الفقراء اليه.
إن ايام الخدمة ايام قليلة تمضي على عجالة من عمر الانسان فجميل ان نخدم فيها باخلاص ونقدّم افضل ما عندنا لمن قدم الينا افضل ماعنده وبأكبر قدر وافضل شيء.
نقدم بيقين انه على علم بكل شيء مهما كان صغيرا ويجل ان يتقدم اخلاص العمل، الاخلاص بالنية وهي اهم شيء ونتذكر هو الغني عنا ونحن المحتاجين إليه سمعة الخدام بذمتك أيها الخادم.
نعم نحن في وقت صارت الناس تبتعد عن اهل الدين والخدام على وجه الخصوص وتقول انهم يلطمون ويبكون فقط ! ويتركون كل شيء عدا ذلك من الخلق والدين ولا يملكون من الدين سوى اسمه مما رأوه من الدخلاء والمتسترين برداء الدين.
كل خادم اليوم مسؤول عن تقديم نموذج يفتخر فيه، محرم وصفر شهران فقط والسنة اثنا عشر شهر!.
أي يجب أن تكون عندك حصانة وورع اسمها "انا خادم" طوال العام تبعدك عن كل المحرمات واي فعل تنوي فعله تعرضه على الحسين يرضاه فافعله وان لم يرضاه ابتعد عنه لأن لو كل الناس تناديك خادم وهو لم يقبلك لن ينفك شيء!.
انشغل في تقويم نفسك لاتقيم احداً ابدا او تقيّم علاقته مع الحسين فتقول هذا مخلص وهذا لا، انت غير مسؤول عنه، الحسين سيده وليس انت، الله يضع سره في اضعف خلقه لعل من تتكلم عنه يكون للحسين أقرب منك.
فلا تقل هذا يطبر ولا يصلي اذن هو غير مقبول ولا تقل هذا يصلي ولايطبر اذن هو غير مقبول اتركهم لمولاهم يتولاهم ويعرف عواقبهم، الحر في آخر لحظات حياته اصبح من اصحاب الحسين (ع) والحسين يقول عنهم ما رأيت اصحاب خيرا من اصحابي قط!.
لم يتبقَ لمحرم غير أيام قليلة فتزودوا فإن فيه خير الزاد، ولاتقل لم يحن حينه فقد يأتي وانت مازلت متوقفا عند احد المطبات التي عرقلت سيرك على درب خدمته.
فالحسين عليه السلام عَبرة نبكيه ونلطم عليه ونجزع ونوصل للعالم مظلوميته، وعِبرة تُقوّم حياتنا وتنظم أسلوبها.
اضافةتعليق
التعليقات