كأشجار في فصل الخريف راحوا يتعرون وينتزعون ضمائر اصفر لونها دون رادع ودونما تأنيب مستسلمين لهوى النفس فتجردوا من الإنسانية..
على الرغم من خصوصية مهنتهم إلا أن الكثير منهم يركضون لاهثين وراء مطامع اقتصادية واجتماعية يرغبون في تحقيقها ولكن -مع كل الاسف- على حساب المواطن الفقير، مع احترامنا لمهنة الطب الا ان ثقة المواطن بالطبيب بدأت تتزعزع بعد ان انتزع بعض الأطباء مهنة الطب مؤخرا من محتواها الحقيقي الا وهو "الانسانية" واصبح بعضهم يتعاملون مع مهنتهم كتجار، ونتيجة لذلك ظلموا الكثير من الاطباء الذين يتعاملون بأنسانية مع مرضاهم بسبب الفساد وكثرة المفسدين فكما يقال: (تساوى الأخضر واليابس).
لست بصدد فضح الفاسدين فهم كثر وهناك من يمتهن انتقادهم، فنحن شعب ينتقد السلبيات بشدة متناسيت أن هناك إيجابيات كثيرة تستحق الثناء، وهناك أطباء كثر كأشجار دائمة الخضرة لا تهزهم رياح الاموال، همهم العطاء وشغلهم الشاغل خدمة المجتمع...
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان قررت أن أكتب عن منبع الإنسانية الا وهي مهنة الطب، قد يتصور بعضهم أني سأنتقد الأطباء او اتحدث عن الواقع المزري لمستشفياتنا، ولكنني قررت أن اسلط الضوء على كادر طبي فريد من نوعه لم يؤتى بهم من تركيا ولم يستقدموا من الهند انهم نتاج بلدي!.
اسعارهم رمزية بينما الأطباء من حولهم يتبجحون بغلاء أسعار الكشف، عملهم انساني خالص،
كادر طبي متكامل متكون من طبيب وصيادلة وممرضين واخصائي التحليلات المخبرية، اذهلني عملهم كيف يخدمون مرضاهم على حساب راحتهم، يعملون متعاونين في ما بينهم لخدمة الاطفال المرضى..
ولتسليط الضوء على الموضوع التقيت بالممرض الجامعي (محمود شاكر) وبعد السؤال عن عملهم أجاب؛ نعمل كادر طبي متكامل متكون من طبيب وصيادلة وممرضين واخصائي التحليلات المخبرية، لدينا عيادة الدكتور (أحمد الحسيني) وعيادة (التحليلات المرضية) و(الصيدلية) و(عيادة التمريض) و(ردهة الأسعافات) يراجعنا الكثير من الأطفال منهم حالات حرجة لانستطيع أن نقدم لهم الإسعافات نحيلهم الى الطوارئ في مستشفى الأطفال ولأن المستشفى حالها يرثى له، ولعل الطفل المريض تسوء حالته قبل أن تقدم له الإسعافات اللازمة، وذلك لقلة الخدمات وربما تنتقل للطفل المريض بعض الأمراض السارية بسبب الأوساخ والجراثيم فالمرضى يفترشون الارض، عملنا على افتتاح ردهة الطوارئ للأسعافات نقدم فيها بعض الخدمات للأطفال المرضى، نستقبلهم من الساعة الثالثة عصرا حتى الواحدة صباحا بالتعاون مع الكادر الطبي بالكامل.
وعن ذات الموضوع تحدثنا مع (ام محمد) وبعد السؤال عن سبب مراجعتها اجابت؛ ابني عمره خمس سنوات يعاني من مرض الربو لذلك هو بحاجة دائمة للاوكسجين والتبخير، كنت اضطر إلى الدخول في المستشفى وكنت اعاني كثيرا من عدم اكتراث المعنيين بمتابعة ولدي متابعة جيدة لذلك اراجع الدكتور (أحمد الحسيني) طبيب يتعامل مع مرضاه بأنسانية عالية هو ومن معه من كادر ثم يقدمون لنا الإسعافات اللازمة من ممرضين محترفين بأسعار تتناسب وحالتنا المادية.
(ام علي) هي الأخرى من المراجعين الدائمين وعن ذات الموضوع تحدثت؛ ولدي يبلغ من العمر أربع سنوات يعاني من نقص المناعة الوراثي ويحتاج إلى عناية خاصة ومستمرة للحفاظ على صحته، وخاصة عند اصابته بنزلات البرد، حيث إنه ولد ببنية جهاز مناعة ضعيف جداً، لذا نراجع الطبيب لاتخاذ التدابير اللازمة، والاهتمام به ولأن الطبيب المتابع والكادر هنا يتعاملون مع مرضاهم بأنسانية عالية احرص على مراجعتهم.
ام زينب وبعد السؤال اجابت: لدي أربع اولاد دائما ما يصابون بالأمراض وذلك بسبب اختلاطهم بأقرانهم في المدرسة، ولأن الطبيب والعاملين معه اسعارهم مناسبة كما أنهم أكفاء في عملهم يقدمون الخدمات متعاونين في ما بينهم فنراجعهم لتلقي العلاج.
للمواطن العراقي الحق في العلاج في المستشفيات الحكومية؛ ولكن وللأسف وصل الفساد والتقصير الى المستشفيات كما باقي القطاعات فأرتفعت الأسعار وقلت الخدمات ما جعل المرضى الميسوري الحال يلجأون إلى المستشفيات الخاصة وعيادات الأطباء أما الفقراء منهم فالله سبحانه أعلم بحالهم.
مانرجوه من اطبائنا الكرام هو أن يخصصوا الوقت لمساعدة الفقراء فأما أن يخفضوا أسعار الكشف للفقراء والأيتام أو يخصصوا لهم الوقت للكشف مجانا وبذلك يكون رضى الله والابقاء على انسانيتهم.
اضافةتعليق
التعليقات