ورد أن في شهر رمضان يستجاب الدعاء فاسألوا الله من فضله، ولكن ماهي ثقافة الدعاء؟
إن للدعاء ثقافة وشروط وطقوس خاصة فالدعاء يمنحنا رفداً معنوياً وروحياً ويترتب عليه طهارة في نفوسنا وطهارة في سلوكنا وطهارة في مواقفنا وفي علاقاتنا مع الله ومع النفس ومع الناس خصوصاً عندما ينبعث من صميم قلب المؤمن وضميره الذي ينطوي على الفقر الدائم للفيض الالهي وللرحمة الربانية التي وسعت كل شيء.
إن من يمتلك حقيقة الدعاء يتمكن من ان يمتلك مفتاح خزائن الله تعالى كما امتلكها سيد الخلق محمد (ص) واهل بيته الابرار "الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه" هولاء الافذاذ جعلوا من الدعاء مدرسة تربط الانسان بالحياة وتربط الحياة بالله سبحانه وتعالى.
أين يسمعني الله؟
إن الله قريب منا بل اقرب شيء منا "ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد" والقرب هنا ليس مكانيا انه سبحانه موجود في كل مكان ومع كل انسان.
سلاح المؤمن الدعاء
هذا ما اكد الرسول (ص) بقوله فإن "الدعاء سلاح المؤمن".
اي ان الرسول عد الدعاء سلاحا يتحصن به الانسان ويمنع عنه الاخطار المادية والمعنوية،
ولكن ماهي شرائط إجابة الدعاء..
نقرأ في الدعاء المأثور "فإنك قضيت على عبادك بعبادتك وامرتهم بدعائك وضمنت لهم الاجابة"، فالإجابة مضمونة ولكنها لاتتحقق إلا بتحقيق شروطها ومن أهم شروط الاجابة:
_المعرفة والعمل بما تقتضية المعرفة فيقول تعالى: "فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي" ويقول الصادق في تفسير هذه الآية: "يعلمون اني اقدر على ان اعطيهم مايسألوني، فمن آثار المعرفة حسن الظن بالله تعالى وهذا يأتي من ادراك نظرية اللطف الإلهي وعظيم رحمته وهو الرازق والمدبر فالعبد اذا ادرك هذه الحقيقة فإنه يدعو ربه بصدق وعن وعي والله يستجيب لهذا التوجه الصادق، ففي الحديث القدسي يقول الله سبحانه "انا عند ظن عبدي قلا يظن بي الا خيرا".
_حضور القلب ورقته:
لابد في الدعاء من حضور القلب عن الصادق (ع) "إذا دعوت فأقبل بقلبك".
_الاستجابة تتوقف على شؤون الداعي:
يجب ان يكون الداعي خالي من الذنوب التي تحول دون استجابة الدعاء، فقد جاء في دعاء كميل: "اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء" اشارة الى بعض الذنوب التي منها الظلم واكل الحرام وحب الدنيا والانا.
_ان لايكون الدعاء مخالفا للسنن الكونية والتشريعية:
ان يسأل الله ان ينزل عليه ذهباً او يغير القوانين الكونية فعن امير المؤمنين "ياصاحب الدعاء لاتسأل ما لايكون ولا يحل".
_التوجه الكامل لله تعالى:
لابد من الانقطاع لله والتوجه الكامل اليه، أما اذا كان الدعاء مجرد تلاوة جوفاء خالية من مضامينها فلا يعطي اثره الفعال بل يجب ان يتدفق الدعاء من اعماق الانسان ولابد من الاستغناء عن البشر والتوجه لله وحده.
_الثقة بالإجابة: ان يكون الداعي على ثقة بأن الله قادر على قضاء حاجته وإن كان هناك تأخير في الاجابة وقضاء الحاجة فهو خير لعلم الله بعاقبة الأمور، فقد جاء في الدعاء: "لعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور".
كما ان للدعاء آداب خاصة لها الأثر في استجابة الدعاء منها:-
_البسملة وتمجيد الله والثناء عليه.
_الصلاة على محمد وآل محمد والتوسل والإستشفاع بمحمد وآل محمد.
_الاقرار بالذنب وصلاة ركعتين.
_التعميم في الدعاء والاجتماع مع الدعاء اي الدعاء جماعة لا فرادى.
_دعاء المؤمن لإخوانه بظهر الغيب.
_ان يكون الداعي على نظافة ويشم الطيب.
_والأسرار بالدعاء:
اختيار الاوقات المناسبة التي من جملتها عند زوال الشمس اي وقت اذان الظهر ووقت الغروب وليلة الجمعة ويومها والدعاء في اوقات المناسبات الخاصة واختيار الأماكن المقدسة ايضا له الاثر في اجابة الادعاء ومنها المسجد الحرام ومسجد النبي والمسجد الاقصى ومسجد الكوفة والسهلة ومراقد الانبياء والائمة والاولياء.
_الصدقة قبل الدعاء:
ونحن في شهر رمضان الذي قال فيه نبي الرحمة ودعائكم في مستجابا فهي حقا فرصة عظيمة لطلب الحوائج التي في مقدمتها تعجيل فرج مولانا صاحب الزمان (عج).
اضافةتعليق
التعليقات