لقد ارسل الله لنا معلما قبل اكثر من 1400 عام وحثنا على العلم والتعلم فتارةً يكون الله هو المعلم حيث يقول (وعلم ادم الاسماء )وتارةً اخرى يكون رسول الله هو المعلم ومقولة كاد المعلم ان يكون رسوﻻ تعني ان المعلم صاحب رسالة ورسالة عظيمة فهو المربي قبل ان يكون المعلم.
المعلم بين الحاضر والماضي
كما ان الجميع في هذه الحياة قابل للتغير فقد تغير الاجيال والمعلم .
هل تغيّر المعلم جوهريا؟؟ ام انه سلك مسلكا حديثا ليواكب التطور؟!
فهو اليوم يسعى جاهدا ان يأتي بطرق تدريسية حديثة , ويدخل الدورات التدريبية والتطويرية ويبحث عن وسائل تعليمية تارةً تكون ورقية واخرى تكون الكترونية كي يوصل رسالته بأحسن مايكون وحتى يرتقي هذا الجيل بأعلى مستوى من العلم.
فالعلم هو الوسيلة الوحيدة لانتشال العالم من الجهل والاستعباد وجره نحو التقدم مثل تلك الدول التي اعطت العلم الاولوية وصاروا اليوم من احسن الدول من الناحية العلمية والتطور مثل اليابان وسنغافورة بعد ان كان الجهل مسيطر عليهم .
اليوم نسمع ونرى ان المعلم لم يعد كما كان قبلا.. القدوة و الاب الرحيم و المحترم من قبل الجميع .فماهو السبب ياترى؟!
المعلم اليوم يواجه الكثير من الصعوبات منها من وزارة التربية ومنها من الاسرة ومنها من الطالب..
وكان لنا جولة استطلعنا فيها بعض الاراء , ومن ضمن من التقينا كان الاستاذ عبد الحسين مدير المدارس النائية في محافضة كربلاء.. وعن السؤال الذي وجه له عن المعلم سابقا وحديثا, أجاب: انا قبل 25 عاما كنت معلما , وما كنت اواجه صعوبة مثل المعلمين اليوم فقد كان أولياء أمور الطلاب متعاونين معنا لانشاء جيل واعي متعلم , واما من جهة الطالب فلم تكن في الحياة مغريات كما هي الان , والمعلم اليوم يبذل جهد كبير كي يوصل المعلومة الى ذهن الطالب , واما من جهة وزارة التربية فإن مدرستنا تشكو من النقص في الكادر التدريسي ولدينا اعداد هائلة من الطلبة ففي كل شعبة اقل عدد للطلاب فهو 45 طالب وان زاد فيزيد على 60 طالب. كل هؤﻻء التلاميذ لابد من المتابعة والاستماع لهم ورؤية تحضيراتهم, وكل ذلك يقع على كاهل المعلم. واضاف الاستاذ عبد الحسين قائلا: ان المعلم اليوم تغيرت ظروفه المادية واصبح يمتهن مهن لاتليق به فأنا في مدرستي تقريبا كل المعلمين محتاجين الى العمل ما بعد الدوام بسبب الاجور القليلة التي لاتفي واحتياجاتهم ولدي من المعلمين من يعمل فلاح والاخر سائق تكسي واخر يعمل في مطعم للأكلات السريعة بعد الدوام وكل هذه اسباب تجعل المعلم يفقد السيطرة والاحترام من قبل الطالب .
وعن الموضوع نفسه التقينا بالمعلم المتقاعد الاستاذ فاهم كريم والذي يبلغ من العمر 76 عام ليحدثنا عن المعلم سابقا اجاب قائلا: كانت الاعداد للطلاب في كل صف لاتتجاوز 25 طالب وكانت الكوادر التدريسية كافية اما ماكنت اتقاضاه من راتب فهو مبلغ كبير جدا بحيث اعيش وعائلتي على مستوى مادي عالي جدا وهذا قبل الحصار طبعا وكان لدي الوقت للمطالعة وارتياد النوادي الثقافية وحضور الندوات التي تقام في نقابة المعلمين. واستطرد قائلا: كان المعلم سابقا له اسمه في المجتمع وكانوا يتعاملون مع المعلم على مبدء من علمني حرفا ملكني عبدا وانا كنت اعاملهم كأوﻻدي وأحرص على ان اؤدي واجبي.
وعن نفس الموضوع تحدثنا مع المعلمة ازهار كريم البالغة من العمر 46 عام ولديها خدمة في مجال التعليم 26 عاما تقول: انا احب مهنتي وقد عرض علي ان اكون في الاشراف ولكني رفضت ذلك, فأنا اجد نفسي في التعليم ولدي رسالة لابد ان اوصلها على اكمل وجه. وعندما سألناها عن الموضوع اجابت: لدينا معانات كثيرة وتمنعنا من ان نكون كلمعلم سابقا , منها ان الجيل قديما غير الجيل حديثا , فانا ادرس منذ زمن طويل الجيل الجديد وعلينا ان نتعامل معهم على حسب التطور الحاصل الان, ونحن بحاجة الى مرشد اجتماعي وبحاجة الى سفرات ترفيهية ومسابقات, فقد اصبح بالحياة مغريات لابد ان نتحداها. واخيرا اضافت :على الأسر التعاون مع المعلم وعليهم ان يحضروا مجالس الاباء ويكونوا مع المعلم كي ينجزوا جيل واعي يقود المستقبل.
اضافةتعليق
التعليقات