كان الباحث يدخل إلى المسجد ويظن بأنه سيرى ملكا يعتلي العرش ويرتدي ملابساً فاخرة وإذا به يتفاجأ بأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) يكد ويعمل مع الناس بكل بساطة يأكل مع الفقراء ويشارك جمعهم المتواضع ويساعد المحتاجين دون التكبر ويفعل الكثير الكثير وبعدئذ يردد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
لقد ساد الظلم في ذلك المجتمع من جميع النواحي وسادت العنصرية في المجتمعات فقد عانت منها الشعوب وانتُهكت عزة الانسان وسحقت كرامته وصنف الانسان إلى مسميات وطبقات منها السيد والعبد الشريف والوضيع، الغني والفقير كان يخوض (صلى الله عليه وآله) صراعا لينقذ الناس من الهلكة هكذا سيطر على القلوب قبل العقول.
ونشر الدين الحنيف بكل بساطة ودون تكلف وأنقذ المجتمع الجاهلي من الظلمات وأدخلهم إلى النور بكل رحمة وحنان كان يقول (صلى الله عليه وآله): (لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلاّ بالتقوى).
عظمة النبي (صلى الله عليه وآله) تكمن في شخصه ورسالته حيث كان القدوة الحسنة بالأفعال قبل الأقوال يمثل الكمال الانساني الذي لا يصل اليه أحد وإن رسالته هي آخر الرسالات وختام المسك ومليئة بالبركات.
حيث أكمل الشرائع والرسالات السماوية فقد وصفه الباري في القرآن الكريم بالعظمة والرحمة والأخلاق الحسنة:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ).
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْـمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
لقد وقف العالم اجلالا لعظمته ومن يقرأ سيرته يجد العظمة في جميع حركاته وسكناته، فقد قال برناردشو: إن رجلاً مثل محمد لو تسلّم زمام الحكم المطلق اليوم في العالم كله لتم له النجاح في حكمه، وقاده إلى الخير، وحل مشكلاته بوجه يحقق للعالم السلام، والسعادة المنشودة.
سيأتي وارث النبي (صلى الله وآله) ويسلم زمام الحكم وينور العالم ليظهر دينه على الدين كله و لو كره المشركون.
اضافةتعليق
التعليقات