لقد انتشر مؤخراً مقطع لطبيبة تجميل تنصح أماً باصطحاب ابنتها إلى العيادة لتغيير ملامح وجهها لتكون أكثر ملائمة للحياة الجامعية وأكثر ثقة، ولا فكرة لدي تماماً عما قد يعنيه ذلك، فوجهي أنا هو ذاته بعد أن أوشكت على إنهاء الجامعة للمرة الثانية، هل كان علي أن أضع قناعاً مثلاً؟ لا أعلم، وعلى أي حال واجه المقطع استياءً من المجتمع العراقي والمؤثرين أنفسهم، لذا قررت أن نبحث معاً هل هناك تأثيرات إيجابية أو سلبية للتدخلات التجميلية.
تظهر الدراسات التي أجريت في بريطانيا وأمريكا، أن هناك بالفعل أثر نفسي إيجابي ملاحظ لدى أولئك الذين يعانون من مشاكل في المظهر، أو تعرضوا لحوادث أثرت على مظاهرهم، أو كان هناك ما يزعجهم في المظهر، فقد اكتسبوا الشجاعة للمشاركة في الحياة العامة، وازداد تقدير الذات، وانخفض الخجل والتوتر، وتحسنت جودة الحياة بشكل عام، إلا أن ما يؤخذ على هذه الدراسات أن العينات محدودة ومنتقاة، ومحددات القياس غير دقيقة.
ويلاحظ في دراسات أجريت في بلدان مختلفة أن الرضا لدى المرضى عن التدخل التجميلي منخفض في حالات توقع الفرد لنتائج غير واقعية، أو عدم مطابقة النتائج لما هو مرغوب، أو فشل التدخل والتسبب بأعراض جانبية، أو عندما تعلق الآمال بتغير مجرى الحياة على هذا التدخل كما يحدث عندما يقوم شخص بزرع شعره متوقعاً أن ذلك قد يغير من حظوظه في الارتباط أو الحصول على وظيفة.
كما أن من الملاحظ أيضاً أن التدخلات التجميلية لا تتوقف عند حد معين بمجرد البدء بها، لأن المريض إما لا يشعر بالرضا المتوقع ولم تلبى رغباته، أو يشعر بتحسن سرعان ما يزول، وغالباً سيستمر في الحصول على التدخلات التجميلية مدى الحياة.
والأمر لا يقتصر على النساء فقد ارتفعت نسب الرجال الذين يذهبون إلى عيادات التجميل وإن كانت أنواع التدخل التجميلي مختلفة عما نراه في النساء.
وتنصح الجهات الأكاديمية بإجراء اختبارات نفسية قبل الشروع بأي تدخل جراحي أو غير جراحي لأن الآثار الناجمة عن التدخل التجميلي لا يمكن التراجع عنها، وهذه الآثار قد تكون محبطة للغاية لدرجة أنها قد تؤدي إلى الانتحار.
وبشكل عام يفضل قصد المختص النفسي أو قراءة كتب تطويرية في حال شعرت بعدم الثقة لأن معالجة انعدام الثقة بالتدخلات التجميلية كمعالجة الهاتف المعطوب بغلاف جديد مرصع بالجواهر، إنهما أمران لا علاقة لهما بالآخر، بالإضافة إلى أن آثارهما ليست دائمة، يمكنك دائماً محوها.
وأنت ماذا عنك؟ هل ذهبت إلى الجامعة بوجه الإعدادية؟
اضافةتعليق
التعليقات