لو لم تكن الحياة فيها مشقات لكانت أفضل، فلماذا نعيش الألم؟ لماذا لا يمكننا أن نهرب من أوجاعنا؟، أسئلة تبادرت في ذهني ولم تتجلَ لي الحقيقة إلا حينَ بدأت أؤمن أن فساد البشرية عميق وثمة مغزًا وراء هذا العذاب. حينما نؤمن بالله تتضح لنا كل الحقائق ونتنعم بلطفهِ وحمايته، بعد أن يبوح الإنسان للهِ بمافي صدره ومكنونات روحه وقلبه.
نحن البشر نعيش في عذاب مرير لأن إبليس قد أفسدنا، فأدرنا ظهرنا وابتعدنا عن الله ورغم ذلك مازالَ يُغدق علينا من لطفه، ولكن لو افترضنا أننا قد عارضنا عدو الله وعدونا، ما الكمية التي سنحظى بها من اللطف والعناية الخاصة؟. لقد استسلمنا نحن لأبليس فاستحالت حياتنا عذابًا، من المخجل وغير المعقول أن نطلب ونعاتب الله على شيء نحنُ السبب بحدوثه.
لأن الانسان بات يعيش من أجل الأمور الدنيوية ومن أجل المكانة الاجتماعية وهذهِ هي بلايا ابليس للجنس البشري كيف لا نحيى بالألم؟ سؤال يطرح نفسه؟
عندما نتحرر من قيود الجسدِ والخطيئة بهذا نكسب الخلاص. إن الأرواح كانت تمثل الانسان بأنقى صورة قبل أن يكون للجسد سلطانا عليها.
إن الإنسان اليوم لا يفتقر لعدم الأمل في الحياة واليقين والإيمان فحسب بل أصبح يفتقر للعزم وتجاوز الذات تمامًا. أصبح الإنسان اليوم لا يشعر بالاشمئزاز من الظلام ولا يشعر بالنور أيضًا بل أصبح يبذل قصارى جهده بالبعد عن النور دون دراية، أو عن دراية أيضًا.
إن إنسان اليوم بعد أن اكتشف العلم والمعرفة أصبح منشغلا بهما ونسى الأهم وهي العبادة والوصال مع الباري عزوجل فكان العلم المسيطر على الجيش البشري بدل أن يكون سلماً نحو الارتقاء الروحي.
فأصبح الإنسان يعيش في عالم أجوف يهتم فقط بالمأكلِ والمشرب والسعي وراء الملذات، بل هم على استعداد للاعتماد على فساد الشيطان من أجل التكيف مع هذا العالم الذي بات مندرجا ومتأقلما معه وقائما على المغريات الفاسدة، وعند هذه النقطة يتم تقديم قلب الإنسان وروحه ذبيحةً للشيطان ويصبحان طعامه وبهذهِ الحالة يصبح مكانًا مناسبًا للشيطان وملعبًا مناسبًا له وبهذهِ الطريقة يفقد الانسان دون وعي فهمه لمبادئ كينونته كإنسان له فهمه وأيضا الوجود الانساني والغرض منه كذلك، فتتلاشى في قلب الإنسان تدريجيًا القوانين التي تأتي من الله والعهد الذي بينهما فلن يعد يسعى في طلب الله أو يُعيره الاهتمام والانتباه.
ومع مرور الوقت لا يرى الإنسان ولا يفهم لما خلقه الله؟ ولا يعي الكلمات التي تأتي منه عزوجل أو يدرك مايأتي منه فيبدأ في مقاومة قوانين الله وأحكامه العادلة ويضحى القلب مجبولاً على حب الملذات فيشعر حينها بالغربة والألم، إذ يفقد جذور بدايته، هذا هو سبب حزن هذه البشرية..
إن الظلم والفساد الذي ساد المجتمع وسيطرة الظلام والحياة التي ملئت بالعذاب يُعزى كل هذا إلى ابليس وسيطرته على الإنسان..
منذ الآف السنين وإبليس يستخدم الإلحاد والنزعة المادية والتطورية وكافة أنواع التضليل والبُدع لغواية الناس.
حتى باتو يبنون الجدران بينهم ويعبدون المال والسلطة، وأصبح الفقر مصدر خجل لم يعد أحد يأبه للفضيلة وأصبحوا يتقاتلون فيما بينهم من أجل السلطة والمال والمركز، يخدعون ويُذبحون بعضهم بعضًا لتحقيق المآرب..
اضافةتعليق
التعليقات