أجيال رحلت وأجيال أتت عارفة بهذه القصة الفريدة من نوعها، في عام 1897م ، بدأت الهجرة إلي هود ية إلى فلسطين -و خصوصـًا القدس- تزداد كثافة، حيث وصلت إلى أكثر من 34 ألف مهاجرٍ في مطلع عام 1925، وأقاموا بها مستوطنات زارعية، بعضها على أراضٍ اشتراها اليهو د من الإقطاعيين غير الفلسطينيين أو منحها لهم الانتداب البريطاني، وأخذت بالتوسع بلا توقف ضمن بروتوكول ومخططات مدروسة ومؤَيدة رغم انتهاكها لكل القوانين التي شُرعت عبر التأريخ، ولا زال العالم يترقب حتى هذه اللحظة بصيص أمل عله يلوح في الأفق ذات آن يضع نهاية هذه الحكاية المأساوية بالنسبة لنا نحن العرب!.
وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر بدأ اليهو د الغربيون بإستبدال محاولات السيطرة المدنية أو السلمية على الأراضي في فلسطين بالسيطرة المس لحة، بدعم مالي وعسكري ولوجستي من الدول الغربية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، التي رحبت بالمشروع الصهي وني في دولة فلسطين، كون الدولة العبرية التي يطمح الص هاينة لإنشائها بشتى الطرق والأساليب مهما دنت، ستحمي مصالحهم وتعزز نفوذهم في المنطقة.
وإلى الآن تتوالى النزاعات وتشتد الحرب بين الفينة والأخرى، تُزهق الأرواح وتُحتل الأراضي وحتى أشجار الزيتون تُقتل وتصمد المقاو مة ..
فلسطين المُحتلة جزء مهم منا نحن العرب المسلمين وجب علينا تحرير آخر شبر منها منذ أول اعتداء، إنما "لا حياء" لمن تنادي ! فإن علاقات العرب مع الغرب وأهمية النفط العربي للدول الغربية والمصالح المشتركة لدى من يهمه الأمر، مقابل ما يقرروه على مضض نظرًا لحساسية القضية اليهود ية في الحضارة الغربية عندهم، بات أهم حتى من العروبة عند بعض الدول العربية على مايبدو! فلم نلمس غير الشجب والاستنكار والكلام الكثير الذي تتناثر حروفه كهواء في شبك !.
متناسين أن حالما تحتل اسرائي ل دولة فلسطين بالكامل سيأتي الدور على أخواتها تباعًا بلا شك فهذا الحُلم العظيم كان مجرد حلم صغير وتحول إلى حقيقة وغاية كبيرة صارت سهلة المنال رويدًا رويدا بفضل الصمت العربي الكافر! تسعة عشر دولة عربية لو اتحدت وتحدت ووقفت وقفة جادة بوجه ثلة من المجرمين المغتصبين وإن كان بظهرهم من كان .. ألا يمكن ايقافهم وردعهم عما يرتكبوه من مجازر تقشعر لها الأبدان بحق الانسان الفلسطيني والانسانية كُلها ؟!
إلى أين سيؤدي بنا ضعف الديمقراطية في الوطن العربي، ومتى ننهض لنصرة إخواننا المضطهدين؟ هل هناك بعد ما يجعلنا نتريث ونبعث بخطابات فقط، وهل ترك اليهو د جريمة لم يرتكبوها كي نصمت فعليًا قليلًا بعد؟
أطفال غزة يموتون ارتجافًا كالطير المذبوح بل وأكثر والأمهات تموت ألف مرة قهرًا على أولادهن قبل أن تفارق أرواحهن الأجساد، أرض فلسطين الحبيبة تسقى بدماء أهلها، والقدس والأقصى تنعاهم وتناظر العون، التأريخ يكتب ولا ينفك قلمه عن تدوين كل ما يحدث، قال تعالى: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) سورة الشعراء آية ٢٢٧.
عار علينا لن يمحى مالم ننتفض ونتحد كما يتحدون، ونتحرك حراك جسد واحد لإنقاذ العضو المسلوب، الله معنا لنهزم الأعداء شر هزيمة كما فعلها أجدادنا وآبائنا من قبل، هو الأول يرى اغفالنا وتراخينا وسيعاقب المسؤولين أشد العقاب، سحقًا لكل سائسٍ خائن والسلام على الأرواح الشهيدة ..
اضافةتعليق
التعليقات