الأفكار كالفاكهة يفضل أن نتناولها طازجة، إذا نضجت أكثر مما ينبغي انتهت صلاحيتها فلا تصلح للأكل ولا حتى للزينة، الكثير منا يدخرون أفكارهم لوقت طويل جداً حتى تفسد الفكرة.
دأب الكثير منا على ترحيل مشاريعهم ومبادراتهم إلى الوقت المناسب غير مدركين أن الوقت المناسب سراب، والسراب لا يمكن أن نقبض عليه. إن التأجيل هو موت بطيء لمشاريعنا. تكريم مشاريعنا ومشاعرنا لا يتحقق إلا عندما نتسرع في بلورتها وتحويلها إلى واقع نحسه ونلمسه ونستنشقه.
الاحتفاظ بأحلامنا في أدراج صدورنا يجعلها تصدأ. والأشياء الصدئة لا تستعمل. إذا أردنا أن نحقق نجاحاً علينا أن نسارع في تنفيذ أفكارنا. إذاً الفكرة كالطائر لا تمنحك فرصة، إذا اقتربت منها طارت، عليك أن تقتنصها بذكاء قبل أن تفر منك أو يصطادها غيرك. التأجيل يفسد الفكرة ويصنع الحسرة.
إن من أبرز عيوبنا كمجتمعات عربية هو عدم الاكتراث بعامل الوقت والتعامل معه على أنه رصيد لا ينفذ رغم أنه في الحقيقة أسرع الأرصدة زوالاً.
الناجح هو الذي يستثمره كما ينبغي ولا يدعه يتسرب من أمامه دون أن يصرف كل ثانية فيه بكل ما هو مفيد.
لذلك فإن استثمار الأفكار وتحويلها إلى فرص هي من خاصية الإنسان الناجح وإذا وجدت هذه المهارة لديك فإنك إنسان مستثمر للأفكار وللفرص وهنا تأتي مهارة الإنسان المستثمر كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): "اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب".
علينا أن ننتهز أي فكرة تخطر على بالنا ونبدأ في العمل عليها، علينا أن نشتغل ونشتغل بها حتى تشرق وتضيء، إننا كمجتمعات أضعنا الكثير من أفكارنا، أهدرنا الكثير من أوقاتنا في انتظار ما لا يجيء، الوقت المناسب لا يجيء. إنه يذهب فقط.
لذلك علينا أن نغتنم الفرصة التي تتهيأ أمامنا ونجعل من الفرصة العادية فرصة عظيمة، ففي حياة كل إنسان فرص متعددة وفق اهتماماته أو طموحاته أو حتى أحلامه.
فالفرص قد تكون عملية أو علمية أو حياتية أو مجتمعية، وكلها تصب في إطار واحد وهو تحقيق رغبة أو هدف، فالفرص كسحابات الصيف: غنية بالمطر، وجميلة في المنظر، ولكنها سريعة في المسير، فمن أراد منها الماء لا بد من أن يبادر قبل أن تأتي السحاب، فيهيئ وسيلته، متطلعاً نحو الأفق، منتظراً أخبارها، فإذا هطل المطر كان له النصيب الأوفر. أما من يبحث عن الوسيلة بينما السحابات تمر فوق رأسه، متثاقلاً في حركته، فإنه يضيع على نفسه أمرين: الوقت والمطر.
اضافةتعليق
التعليقات