كثيراً مانسمع من الناس تلك العبارات المليئة بالضجر والملل من الحياة كأن تقول:
_ "أشعر بالاختناق رغم خروجي من المنزل".
_ "أشعر بالحزن رغم عدم وجود أي مشكلة تعرقل مسار حياتي".
_ "الحياة مُملـــة، الحياة نفس الحياة والروتين نفس الروتين". والكثير من هذه الأقوال التي
تشعر من خلالها بقدر الظمأ الذي يعيشوه بقدر البُعد، بقدر الفُراغ الداخلي عندهم، فالإنسان اليوم في عطشٍ لصوتِ الله في الضمير، في عطشٍ لمعرفة الله وإشراقاتِ أنواره في القلب، وتجلياتِ جمالهِ في الوجود، في عطشٍ لصحراء قلوبهم وأرواحهم التي باتت متشحة بالضَلال، الإنسانُ اليومَ في عطشٍ للحياة الروحية وللمعنى الأخلاقي والجمالي في حياته، فالعالم يعيشُ في شحّ لهذه الأجواء وهذا التروي.
إنَ احتياجاتُ الإنسان: للمعنى، للإيمان، للمحبة، للجمال، لسكينة الروح، لطمأنينة القلب، لتقدير الذات، للإعتراف، للعطاء، للتضامن الإنساني، كإحتياج الطفل لأمه، كإحتياج النبض للقلب، ولابد من الحصول عليها؛ والوصول الحقيقي لها هو أن تبدأ من الأساس أن تُربيها، تُشذبها، أن لا تُرويها الأشياءُ المادية والشكلية فحسب فكما للجسد حقٌ عليك في إطعامه وممارسة الرياضة واسعارها بلذات الدنيا من المأكلِ والملبس والعقل بغذاء العلم والمعرفة والإطلاع والقراءة كذلك الروح بحاجةٍ إلى الارتواء، بحاجةٍ إلى الوصول للدرك الأعمق والولوج إلى مقامات الكمال.
قف أمام المولى عزوجل واطلب منه العون قل لهُ ياربي لا تجعلني أخوض معارك لا فائدة منها، وأن لا أخطُ خطواتي الكُبرى قبل الصُغرى في طرقاتٍ لا تُرحب بي، وباعد بيني وبين ضياع النّفس ومكوث الروح في مكانٍ ليس لها، وجنبني تصحّر الروح، وانطفاء القلب، وحرّرني ياإلهي من وعثاءِ أوْجَالي واختلاجاتي إنكَ سميعٌ مجيب..
بلا شك إن كانت النية بإخلاص ويقين وعزم ستصل إلى الارتواء الحقيقي ذاك الذي تبحثُ عنه وبهذا تصل إلى مراحل الكمال العُليا وصولا للمراتب السامية لتنال الخلود..
اضافةتعليق
التعليقات