قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ". الطامة الكبرى أنّ أغلبنا قد تأثر بوساوس عدونا الأكبر ..قال تعالى: " الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ". هدف إبليس ليس فقط أن ترتكبوا الأفعال المحرمة، بل أن لا ترون النعم ولا تشعروا بها فتكونوا قد كفرتم بالنعم ..
قال تعالى: "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ". يأتي هذا الملعون بخفاء ويوسوس، فيجعلكم تركزون على ما لا تملكون، ويجعلكم ترون النعم بحياتكم بشكل صغير وعادي وبديهي حتى!
هدفه أن يجرفكم معه إلى الهلاك، مع إصغائكم له رويداً رويداً ستبدأون بمقارنة أنفسكم مع الآخرين، وستشعرون بالحزن والكآبة..
المقارنة محبذة فقط في موطن واحد، وهو أنّ الشخص الذي تقارنون حياتكم مع حياته، أن تكونوا أحسن حالاً منه فتكون نتيجة هذه المقارنة أنكم ترون النعم التي لديكم بوضوح أكثر فتشكروا الله المنعم عليكم وتقدروا وجودها..
القلة القليلة هم فقط من يعدون من عباده الشاكرين، في كل الأحوال؛ الله سبحانه لا يحتاج إلى شكرنا، هو غنيٌ عنّا، نحن من نحتاج إليه، نشكره لتزداد النعم وتدوم ولتكون لنا ذخيرة في الآخرة .
لكن هناك ملاحظة مهمة في قانون الشكر، إنتبهوا أن تشكروا الله على النعم لأن لديكم "تعلق" بها، فالتعلق هو السبب لزوال النعم، أحبوا وجودها وقدروها لكن لا تتعلقوا بها لأنها جزء من الدنيا وهي فانية، ورقتكم الرابحة هي ليست النعم، بل هي شكر النعم، مايدوم لكم هو الشكر فقط .
عن الإمام الهادي (عليه السلام) :
"الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أوجبت الشكر لأنّ النّعم متاع، والشكر نعم وعقبى ".
الشكر الصحيح هو كأنكم تقولون لله عز وجل: أنا أرى نعمك في حياتي وسعيد بوجودها وسأتعامل معها بما يرضيك .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): " أدنى الشكر رؤية النعمة من الله من غير علةٍ يتعلق القلب بها دون الله عز وجل والرضا بما أعطى، وأن لا يعصيه بنعمته أو يخالفه بشيء من أمره ونهيه بسبب نعمته " .
فهنا الإمام روحي فداه يوضح لنا قانون الشكر بوضوح تام، وهو أننا لا ينبغي علينا أن نتعلق بالنعم، فالتعلق ينبغي أن يكون بالله تعالى وبرضاه، وأننا نقدر وجودها بحسن تصرفاتنا معها.
والفائدة الأخرى التي تصلك من تطبيق قانون الشكر هو عندما تكون شاكراً لله ستشعر بالسعادة القلبية وستأتيك الطاقة والقوة لأداء مهمتك على أحسن وجه .
اضافةتعليق
التعليقات