إننا نتصل بعالمنا عن طريق حواسنا الخمس.. وتشكل هذه الحواس النمط التمثيلي ذا الخمس كيفيات، وهي: البصري، السمعي، الشمي، الذوقي، والحسي. ومع أن الحواس الخمس تعمل جميعها بصورة مستديمة وبلا انقطاع، إلا أن لكل منا نظاماً خاصاً به بارزاً يفوق الأنظمة الأخرى فعالية.
أ) الشخص السمعي
قليل الكلام وإنما يستخدم طبقات صوت متنوعة في التحدث، يتنفس بطريقة متزنة ومريحة، يتميز بقدرته الشديدة على الإنصات للآخرين دون مقاطعة، يعطي اهتماماً أكثر للأصوات عن المناظر والأحاسيس خلال تجاربه، يتخذ قراراته على أساس ما يسمعه وعلى التحليل الدقيق.
*مميزات الشخص السمعي
منطقي وعقلاني في كثير من الأحيان، وهو أكثر اتزاناً في اتخاذ القرارات؛ لأنه يريد أن يُقلل المخاطرة إلى أدنى مستوى، ينطق ما يقصده ويقصد ما ينطقه في معظم المواقف، يرتب الأفكار لأن طبيعة الصوت منظمة لديه فهو لايسمع صوتين في وقت واحد، يعرف قيمة الوقت ويستخدم المفكرات، يكثر الحديث عن التخطيط ويربط بين الأمور.
*عيوب الشخص السمعي
عدم القدرة على التصرف في الأزمات، صعوبة اتخاذ القرار تحت الضغط، الاختبار الشفوي يمثل له مشكلة لو أخطأ مرة واحدة فقد يتوقف لأن الأفكار يجب أن تكون متسلسلة ومتعاقبة لديه، لا توجد لديه رؤى طويلة المدى، هو منطقي ولكنه غير واقعي.
مع الناس السمعيين تحدث ببطء و وضوح وغيّر نبرة صوتك وقم بشرح الوضع بالتفصيل وشجع المناقشة بطرح أسئلة صريحة.
ب)الشخص البصري
يتحدث بسرعة وبصوت عال، يأخذ أنفاساً قصيرة وسريعة، دائم الحركة، يتميز بالنشاط والحيوية، يهتم بالصور والمناظر أكثر من الأصوات والأحاسيس، يتخذ قراراته بسرعة على أساس ما يراه أو يتخيله.
*مميزات الشخص البصري
التفاعل السريع مع التغيرات، سرعة اتخاذ القرار، ينجح في إدارة الأزمات؛ لأنه سريع ويضع كل المعطيات أمامه على هيئة صور، فهو يتخيل النتائج والعواقب، له رؤية استراتيجية فيرى ما لايراه الآخرون لأنه يتخيل، ينجح في التخطيط الاستراتيجي.
*عيوب الشخص البصري
التهور في اتخاذ القرار أحياناً، والتسرع في الرد على الآخرين، قد يعبر بكلمة أقل ملاءمة عمّا يقصده، فالكلمات تسبق المعاني عنده، لديه حب السيطرة لأنه يظن أنه يرى الصورة كاملة، أول شخص يغضب وأول من يرضى.
ت)الشخص الحسي
يتميز بالهدوء ويتحدث بصوت منخفض، يتنفس ببطء وبعمق، يعطي اهتماماً أكبر للمشاعر والأحاسيس عن الأصوات والصور، يتخذ قراراته بناء على أحاسيسه وعواطفه المستنبطة من التجربة، وقد يؤثر الآخرون على أحاسيسه ومن ثمّ على قراراته.
* مميزات الشخص الحسي
التفاعل مع الأحداث وعدم الجمود، صاحب قدرة تنفيذية، يحول الخطط والأفكار إلى واقع ملموس،
يفضل الأسلوب العملي في الحياة، بعيد عن الأحلام والتنظير والفلسفات والنظريات، آخر شخص
يغضب ولكن يرضى بصعوبة، فإذا غضب اتركه حتى يهدأ.
* عيوب الشخص الحسي
البطء في اتخاذ القرارات بصفة عامة، ولكن قد يتسرع في اتخاذ القرار في حالة تفاعل الآخرين معه،
قصير النظر والتحرك نحو أهداف قصيرة المدى، غير منطقي لأنه يتحرك بناء على أحاسيسه.
وعند التعامل مع الحسيين عليك أن تجعلهم يشعرون بما تقول.
بناء العلاقات مع الآخرين
حتى تستطيع بناء العلاقة الناجحة مع الآخر، عليك أن تظهر لمحدثك قبولاً وتقديراً واعترافاً، والأهم من هذا هو أن توافق رؤية هذا الشخص الآخر للعالم، هكذا يمكنك خلق جو من الثقة والاحترام المتبادل، كما عليك أن تدرك وتمارس المكونين لهذه العلاقة:
أ) المطابقة والمجاراة
إن المطابقة هي الوصول (للانسجام) والتوافق أي عملية جعل نواحٍ من حديثك وسلوكك الخارجي تتلاءم تقريباً مع نواحٍ من الحديث والسلوك الخارجي للشخص الآخر.
أنواع المطابقة:
أولاً: المستوى اللفظي
*خذ آخر كلمة من حديثه واجعلها في بداية حديثك.
* الصوت، تحدث بنفس النغمة والنبرة والسرعة.
ثانياً: المستوى غير اللفظي
*الوضعية والهيئة (نفس طريقة الجلسة)
* التنفس، فإذا كان هو في الشهيق فكن أنت في الزفير ولاتتحدث إلا في الشهيق.
* الحركة، قم بنفس الحركة ولكن بالعكس كأنه أمام مرآة.
ثالثاً: المستوى الفكري
*معتقدات و قيم. * آراء ومبادىء. *اهتمامات.
أما المجاراة فهي العملية المستمرة لمطابقة حركات وأساليب تَحدُّث الناس وذلك لتعميق (الانسجام).. فواصل ضبط حركات جسمك لمماثلة ومناظرة حركات وجسم الآخر، واستخدم الكلمات ومجموعات الكلمات الخاصة والمميزة التي يستخدمها، وسوف تمكنك هذه الطريقة من اقامة علاقة مع الآخرين وتثبيتها. وهكذا سوف تلبي رؤيتهم للعالم وترى الأشياء من وجهة نظرهم، فالمطابقة تدعم العلاقة وتقويها على المستويين الواعي واللاواعي.
ب) القيادة
تؤدي المطابقة والمجاراة إلى التآزر والألفة.. وتأتي بعدهما القيادة التي هي اختبار لهذا التآزر بالذات ومؤشر بأن الآخر لديه (انسجام) معك وجاهز للتأثير عليه. ويهدف تغيير وضعياتك البدنية إلى اختبار مستوى العلاقة المقامة. وبعبارة أخرى يتبع الشخص الآخر قيادتك بالكلمات أو بدون الكلمات.
فإذا أقدم الشخص الآخر على تغيير وضعيته لموافقة وضعيتك، لديك علاقة لا شعورية متينة، وهذا الشخص يتبع قيادتك. وإذا استمر الشخص في اتباع قيادتك، أصبح لديك علاقة مميزة.
أسلوب المراجعة والتدقيق
إن أغلب الناس يقولون شيئاً ويقصدون شيئاً آخر أو يجهل البعض الآخر ما يعنون، وفي حالات كهذه ينقل الناس بلاغات متضاربة، وبأسلوب المراجعة والتدقيق سوف تتمكن من الحصول على:
*الدقة في اللغة التي تستعملها وتركيب جمل كاملة تتضمن المعلومات المطلوبة للحصول على الإجابة المتوقعة.
* طرح أسئلة محددة بغية الحصول على أجوبة محددة إذا كان هناك معلومات ناقصة في حديث الشخص الآخر.
* الارتباط القوي بتجربة الشخص الآخر بقصد الحصول على صورة جلية و واضحة وتجنب الاتصال السلبي.
* الإنصات والإدراك وإيجاد البيئة الأنسب للتفاهم.
استراتيجية مواجهة المشاكل مع الآخرين
إن استراتيجية حل المشاكل سوف تساعدنا على تعلم كيفية عزل ذاتنا عن المشكلة، وكيف نساير
ونطيب خواطر الناس الغاضبين ونجعلهم يركزون على الحل بربطهم بانفعالاتهم الايجابية، وهذا يتطلب اتباع عدة خطوات:
أولاً: اعزل ذاتك.
إذا تحداك شخص ما فالربط بالمشاعر السلبية التي تدفعك إليها أقواله، سوف يحدث بالضرورة.. لاتنفعل في الحال دفاعاً عن نفسك أو عن وجهة نظرك، عوضاً عن ذلك ركز على البلاغ والنتيجة.
تنفس نفساً عميقاً إلى أن تشعر بالراحة وأنت في غاية الاسترخاء و راحة البال... تخيل أنك تعزل ذاتك عن الموقف الصعب وشاهد نفسك في وضع المسيطر المطلق على الموقف وأنت تحل المشكلة بلباقة.
ما تفعله في الواقع هو تدريب وبرمجة عقلك الواعي واللاواعي على معالجة مواقف التحدي بكفاءة واقتدار، واصل التدريب يومياً إلى أن يصبح عادة راسخة فيك.
ثانياً: تخلص من الانفعالات السلبية.
إن الحل في التعامل مع الانفعالات هو إبطال مفعولها.. ولتحقيق ذلك خُذ علماً بالمشكلة، تعاطف واشعر مع الشخص وشاطره همومه. هكذا تجعل الآخرين يحسون أنك تسمعهم وتتفهم أوضاعهم تماماً.
ثالثاً: هدفك هو الحل.
اهتمامك الرئيسي يجب أن يكون مُنصبَّاً على حل المشكلة وذلك عن طريق أحد الأسلوبين:
أ)المشاركة: دع الأشخاص يشاركون في عملية الحل.
ب) الانفراد: تحمل مسؤولية الموقف بأكمله، اعرض حلولاً للأزمة. إن مفهوم الانفرادية بالحل يتماشى مع ما نسميه أنماط السلوك الثورية والمتفجرة.
رابعاً: الربط بالانفعالات الايجابية.
التواصل الناجح
لتحقيق استراتيجية التواصل الناجح هناك عشر خطوات:
أ)أنصت للآخر
ب)اعزل ذاتك
ت)شاطر الآخر همومه
ث)لاحظ واتبع اسلوب المطابقة والمجاراة
ج)استخدم اسلوب المراجعة والتدقيق للتوضيح
ح)كرر المفهوم بكلماتك
خ)لا تشتت طاقتك في أكثر من مشكلة
د)استخدم اسلوب التعميم
ذ)كن أكثر تحديداً
ر) توجه نحو المشاعر الايجابية
وللوصول إلى الخطوات السابقة والتفاعل الأمثل مع الآخرين احرص أيضاً على الآتي:
*الاحترام والتقدير المتبادل فأبدِّ للناس اهتمامك بهم أكثر من اهتمامك بنفسك...
* الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلة لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين.
* الانطباع الصحيح عنك من جانب الآخرين مهم لحسن تعاملهم معك عن طريق الحرص على مظهر مقبول وملائم لتوقعات الآخرين، إلى جانب تكرار التعامل والمجاملات، وامتداح الآخرين بما هم أهله.
* ابدأ بالمشترك ولاتناقش القضايا الخلافية حتى تكون أرضية صلبة للقبول لدى الطرف الآخر.
* اختيار الوقت والكلمات المناسبة للتواصل مع الآخرين.
* الحب الصادق، ويتكون وينمو بإلقاء السلام والتهادي وبعفة النفس وسلامة الصدور والتواضع.
* القدوة الحسنة تجعل الانسان يؤثر فيمن حوله في كل تصرف بسهولة وقوة.
* الاعتراف بالخطأ يزيل التحامل الذي يمكن أن يولد في صدر الخصم أولاً، ومن ثم يخفف أثر الخطأ ثانياً.
*البحث عن عذر للآخرين فالمخطىء يحتاج إلى العطف أكثر من حاجته إلى اللوم...
* مخاطبة الدوافع النبيلة فقد تختفي الدوافع النبيلة تحت أنقاض الطمع والمصالح لكنها لا تنعدم، خاطب الجوانب الانسانية في الشخص وأيقظها عنده وسوف يفاجئك بأكثر مما تتوقع.
* الاعجاب والثناء الصادق مهما كان الشخص سيئاً لا بد من وجود خصلة تستحق الاعجاب والثناء، ابحث في الشخص الآخر عن الجانب الايجابي ولا تبخل في الثناء والشكر.
* قضاء حاجة الناس، فكن في حاجة الناس وقدم لهم الخدمات؛ لأن الناس يقدرون من يسعى في حاجتهم. والرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم يقول: "أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس".
* الشكر والتشجيع، فعن رسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه و آله: من أسدى إليكم معروفا فكافئوه.
اضافةتعليق
التعليقات
2020-05-05