يصادفنا التعثر في انجاز المهام غالباً لكنه يختلف بنتيجة تركه الأثر من شخص إلى آخر، فمنهم من يعيق نهوضه مرة أخرى مكتفياً بالتجربة فقط ومن جهة أخرى هناك من يجده فرصة ثمينة ليستمتع بقضاء وقته في الوصول إلى الاكتشاف المتواصل وتحفيز اهتماماته مرة بعد أخرى متخذا من الصبر مفتاحاً للتعمق لطرق باب الاطلاع الدائم لأن الاكتشاف الأولي للاهتمام هو فترة توقعية بشكل متزايد وأطول بكثير لتطوير ذلك الإهتمام.
والنقطة الحاسمة هي التعلق الأولي بالاهتمام الجديد لذا يجب أن تليه مواجهات لاحقة تعيد إثارة انتباهك إليه مرة تلو الأخرى، في أغلب الأحيان المواصلة في العمل وعدم الوصول إلى النتيجة المطلوبة خلال وقت معين تجعل الدماغ يتوق إلى التجديد والانتقال إلى الأشياء الجديدة التي تظهر في كل مرة خصوصا الأشخاص الشغوفين الذين تنمو لديهم العزيمة بعد التعرض لخيبات الأمل والرفض فتنكشف لهم فلسفة الحياة ويتعلمون نفض الغبار عن أنفسهم، يميزون الأهداف المتدنية المستوى التي يجب التخلي عنها بسرعة والأهداف العالية المستوى التي تتطلب عناداً أكبر.
لأن أصحاب العزيمة والهدف الذين يحتذى بهم في النكسات يفسرون الأحداث بتفاؤل لأنهم لا يعتبرون خيبات الأمل في الواقع ويعتبرون أن كل شُيء يحصل ممكن أن يضيف شيئاً جديداً يتعلمون منه، أي بمعنى أن يقول الشخص لنفسه حسناً لم تسر الأمور جيداً لكنني أظن أنني سأمضي قدماً لأن من الضروري أن يتمتع الفرد بالإيجابية وهو يؤدي عمله سواء كان بشكل جيد أم لا!.
من هنا ينتابنا الفضول لمعرفة مدى سعادة الأساتذة الشغوفين الذين يتمتعون بشغف عالٍ وأهدافٍ واضحة.
بعد الغوص في تلك المحاولات يصل الشخص إلى قناعة بأن انجاز أي شيء بشكل جيد عليه أن يجهد نفسه لأن الانجاز لأي عمل بإتقان لا يحدث بين ليلة وضحاها.
فالعزيمة هي أحد أنواع البيانات والتي تتمم الدراسات الكمية والنظامية، فالعزيمة هي الاستمرارية في اتمام الأمور وتتمثل بأصول نفسيه على أربع مراحل:
المرتبة الأولى يحتلها الاهتمام، فالشغف يبدأ بالإستمتاع بما تفعله رغم أنها مهام روتينية فالبعض لا يحب عمله بسبب الروتين المتكرر لنراه شخص لا يمتلك الاهتمام بما يقوم به مِن عمل.
المرتبة الثانية تحتلها القدرة على التمرن، فإن أحد أشكال المثابرة هو التدريب اليومي لمحاولة تنفيذ الأمور بشكل أفضل من اليوم السابق، فبعد إكتشاف اهتمامك في ناحية معينة يجب التركيز عليها وتكريس الوقت للوصول إلى التفوق وأهم مايمكنك التأكيد عليه في هذا الجانب التركيز على نقاط الضعف والعمل على تقويتها بمعنى أن تكون قوي العزيمة وأن تقاوم الرضا عن النفس.
المرتبة الثالثة يحتلها الهدف فإن الذي ينضج الشغف هو الاقتناع بأن عملك مِهم بالنسبة لمعظم الأشخاص، لذا من الضروري أن تشعر أن عملك مثير للاهتمام شخصياً وفي الوقت نفسه مؤثر ايجابياً على رفاهية الآخرين.
أما المرتبة الأخيرة يحتلها الأمل وهو نوع مِن المثابرة يشبه الارتقاء إلى المستوى الحدث، والأمل لا يعرف المرحلة الأخيرة للعزيمة بل كل مرحلة منذ البداية حتى النهاية.
ومن المهم جدا أن نتعلم المضي قدماً عندما تصبح الأمور صعبة وعندما تعترينا الشكوك لأن الظروف سوف تتغلب علينا في محطات مختلفة وبطرق مختلفة أيضاً فمن يستسلم ويبقى على الأرض يخسر العزيمة ومن ينهض يفوز العزيمة، هكذا يستطيع كل شخص اكتشاف اهتمامه ومدى عزيمته التي تسانده في النهوض من أرض الفشل إلى ضفاف النجاح والتفوق.
اضافةتعليق
التعليقات