للصداقة دور مهم في حياتنا خصوصا في مرحلة الطفولة وحتى البلوغ، ففي كل مرحلة من حياتنا نحتاج لذلك الشخص المسمى صديق, والصداقة هي علاقة مقدسة ويقال إنها الزهرة الوحيدة التي لا شوك فيها, وقد يربط بين الاصدقاء أمورٌ مشتركة لتعزز تلك العلاقة.
وقد أثبتت عدة دراسات أن الطفل الذي لا صديق له يعاني من صعوبات عاطفية وعقلية، فالصداقة في الطفولة تنمي التواصل لدى الطفل وخصوصا عند حل المشكلات سويا.
أما عند البالغين فهي لا تقل اهمية عن الاطفال، فالبالغ الذي لديه اصدقاء يشاركونه في اوقات حزنه وفرحه وفي سلبياته وإيجابياته فقد وجد أحد الباحثين بعد دراسة عميقة أن لها تأثيرا في عدة نواحِ منها التوقف عن الشعور بالوحدة وذلك لوجود من يشاركه في كل شيء، كما انه يصبح اكثر انتاجية، لأنه يخفف من ثقل الحياة وبالتالي يحسّن مزاج الفرد لتكون المحصلة النهائية تعزيز الإنتاجية والإبداع في العمل.
وتوصلت دراسة حديثة في جامعة هارفارد إلى أنّ وجود صداقات قوية في حياة الإنسان يُساهم في تعزيز صحّة الدّماغ، إضافةً إلى قدرة الصّداقة على الحدّ من الشّعور بالتوتّر، وتمكين الإنسان من اختيار أسلوب الحياة الأفضل الذي يُحافظ على قوّته، كما وتُساهم في الخروج من المشاكل الصحّيّة بشكلٍ أسرع.
كما ان الصداقة ليست للفائدة فقط فأنها تساعد الانسان ايضا على الاستمتاع بالحياة وخصوصا اذا كان الصديق ذو اخلاق حسنة, وهناك عدة امور عند توفرها في الصديق يمكن ان يتصف او يسمى بالأسوة الحسنة والأسوة في اللغة العربية تعني القدوة اما الحسنة فهي كل الاشياء الجيدة والجميلة وأول من أُطلق عليه هذه التسمية هو رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) حيث جاء في محكم كتابه الكريم: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا ). (الاحزاب 21).
ومواصفات الصديق هي كما ذكرها مولانا اميرالمؤمنين (عليه السلام): (الصاحب مناسب والصديق من صدق غيبه، رب بعيد أقرب من قريب وقريب أبعد من بعيد، والغريب من لم يكن له حبيب وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل، ومن لم يبالك(1)، فهو عدوك، لا خير في معين مهين، ولا في صديق ظنين). (بحار الأنوار – العلامة المجلسي - (71 / 165).
.........................................................................
(2) لم يبالك أي لم يهتم بأمرك. باليته وباليت به أي راعيت واعتنيت به
اضافةتعليق
التعليقات