العالم الاقتصادي قبل جائحة كورونا كان في مراحل ازدهاره وانتعاشه في الأسواق، فكانت هناك مشاريع استثمارية وصادرات عالمية، ومنتجات عملاقة كانت تنتظر عرضها للزبائن في بداية العام، وللأسف إن من وضعوا هذه المشاريع والمنتجات لم يتصوروا واقعة صحية أو حادثة بحجم كورونا، وكان هذا الفيروس أبعد من أن يجتاح الكرة الأرضية بمدة قصيرة، وحتى البنوك الدولية لم يخطر في بالها أن تتعرض لهذه النكبة الاقتصادية وتوقف عجلة الاقتصاد في جميع دول العالم.
وفي أصعب الاحتمالات كانت الحرب العالمية الثالثة التي تخطر في بال رجال الأعمال مع التهديدات المستمرة بين الدول، فحتى في الحرب العالمية كانت المصانع وبعض القطاعات العامة والخاصة تشتغل، ولم تتضرر حينها كل الدول.
وبين ليلة وضحاها انتشر فيروس كرورنا المستجد في العالم، بدأ من الصين قلب العالم الاقتصادي نهاية إلى الدول النامية، لم تخرج دولة من دون ضحايا كورونا بين مصابين وموتى، حتى تركوا الأمر إلى رب السماء فحلول الأرض قد انتهت، فلا توجد أي دولة لديها البترول والذهب والنفط وغيرها من المقومات الاقتصاد العالمي تتمكن من صرف على شعب بأكمله لمدة سنة، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى الاقتراض من البنك الدولي وصندوق النقد، والكثير من الدول النامية الغارقة بسبب هذا المنقذ المهلك من الفوائد.
متقلبة ومتدهورة أوضاع الكرة الأرضية بسبب فيروس كورونا المستجد، أصبح واضحا أن الاقتصاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولهذا ستجد العديد من التجار يهرولون نحو البيع بأي ثمن من دون التفكير بالأرباح ومع اتباع التعليمات الصحية للالتزام بالبيت وجعل الحكومات تفرض إجراءات احترازية ووقائية تحت بند “من أجل سلامتك” لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره بالتباعد الجسدي وفرض الحجر الصحي والمنزلي، وأيضا الحظر الشامل.
سارع التجار في انقاذ أموالهم وجعلوا الأسواق الالكترونية بديلاً عن الأسواق التجارية، وانتشرت صفحات التسوق والعرض التجاري في منصة المواقع الالكترونية، وتبين أنه من المتوقع زيادة نسبة التجارة عبر الأنترنت في هذا العام إلى 12٪ من العام الماضي، سيكون المستفيد الأكبر من هذه الشركات هي قطاع التكنولوجيا والإنترنت، كما ورد بمقال في صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن التراجع الأولي للاقتصاد الأميركي خلال وباء كورونا الحالي ينبئ بأن الوضع سيكون أكثر حدة وأكثر إيلاما من أزمة 2008.
خسرت أكبر خمس شركات تقنية بالعالم -وهي أمازون وآبل وألفابت وفيسبوك ومايكروسوفت- أكثر من 400 مليار دولار مجتمعة نتيجة انتشار وباء كورونا، كما خسر أغنياء العالم المليارات في يوم واحد.
نجاح التجارة الالكترونية
ووفقًا لمسح أجرته مؤسسة "غوردون هاسكيت" لاستشاري الأبحاث، فقد تسوّق ما يقارب 41% من المستهلكين أونلاين للمرة الأولى في أعقاب انتشار الفيروس، ومن المرجح، مع تغير سلوك المستهلك في أوقات الكوارث، أن يتسبب أي نقص في العمالة خلال هذه الفترة الحرجة في ترك فجوات كبيرة في سلسلة التوريد.
وقال حيدر نظام رئيس "زوهو كورب" في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إن التسوق الالكتروني قائم وسوف يبقى على الأقل حتى يتوفر لدينا اللقاح لجميع الناس، وأضاف "لقد بدأ الناس بالاستمتاع فعلاً بمزايا التسوق عبر الانترنت، الذي يقلل أيضاً من مخاطر التعرّض للفيروس.
سوف تشجع الحكومة التجار التقليديين على التوجه نحو التسوق الالكتروني لدعم جهودها المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، بالنسبة لتجار التجزئة، فإن التسوق الالكتروني سيقلّل من نفقاتهم الاجمالية وسوف يعزز من هوامش الربح المتزايدة لديهم.
احصائيات المتاجر الكترونية والبيع في العالم
وأضاف: "خلال الأسبوعيين الماضيين، زاد عدد الطلبيات المسجلة على مواقع التجارة الالكترونية بصورة ملموسة حول العالم. وبالتحديد في دولة الإمارات، وفي ظل التنفيذ الصارم لسياسة الإغلاق، فقد ازدادت أعداد الشركات التي بدأت بعرض وبيع منتجاتها عبر الانترنت على نحو ملحوظ"..
وقالت المحللة في شركة "كرييتيف ستراتيجيز" كارولينا ميلانيسي إن "هناك فورة حقيقية حول العمل عن بعد، إلى حد أن شركات مثل زوم شهدت ارتفاعا في قيمة أسهمها"، وهي شركة متخصصة في عقد المؤتمرات عبر دائرة الفيديو.
في هذه الأثناء، يتواصل إرجاء أو حتى إلغاء اجتماعات العمل والأحداث الرياضية والثقافية، ولا تزال نقطة استفهام كبرى مطروحة بشأن انعقاد دورة الألعاب الأولمبية هذا الصيف في اليابان.
وفقًا لـ KPMG ، فإن الرجال ينفقون حوالي 68 بالمائة من المال على معاملاتهم أكثر من النساء، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنهم أكثر عرضة لشراء المنتجات الفاخرة والإلكترونيات وكذلك شراء بكميات كبيرة من نظرائهم الإناث. النساء أكثر عرضة لشراء المواد الغذائية والمكياج التي هي عناصر أقل تكلفة.
حجم سوق التجارة الالكترونية في العالم العربي 7 مليار دولار موزعة كالتالي: ( المصدر : payfort)
السعودية 1.5 مليار
الامارات 2.3 مليار
مصر 1.4 مليار
الكويت 0.56 مليار
لبنان 0.28 مليار
الاردن 0.21 مليار
• يتوقع الخبراء و صول حجم سوق التجارة الالكترونية في العالم العربي في عام 2020 الى 13.4 مليار دولار.
الأفراد الذين تتراوح اعمارهم بين 25-35 هم أكبر سوق للتجارة الالكترونية في العالم العربي.
• انواع المنتجات التي يتم شراؤها على الانترنت: (بعد تذاكر الطيران وحجوزات الفنادق). الكترونيات/ ازياء/ كتب 17% / الصحة و الجمال 16%.
• إجمالي عدد المتاجر العربية في الشرق الأوسط و المغرب العربي تقريبا 606 متجر عربي الكترونية.
• حصل تخصص الالكترونيات على عدد 63 متجر (عموم الوطن العربي).
• حصلت مصر على أعلى نصيب من حيث عدد المتاجر الالكترونية بعدد 125 متجر.
أهمية الأسواق الإلكترونية في ظل جائحة كرورنا المستجد
_ توفير الوقت والجهد.
_ الراحة في التسوق من أي مكان.
_ توفر مجموعة واسعة من المنتجات.
_ الحصول على خصومات جيدة وأسعار أقل مع خدمة التوصيل .
اضافةتعليق
التعليقات