تجد في الحياة عدّة اشخاص وأماكن قد تلجأ إليها في أوقات حزنك أو محنة قد حلت لعنتها عليك..
لكن هذا اللجوء الإنساني قد لا يهب الهدوء الروحي تماما كما يرغب الإنسان، لذا دوما ما نجد أن الإنسان يبحث عن من يُهدئ جوارحه المهمومة لدى أشخاص اخرين يملكون العلاج المناسب لكل داء أصاب الروح واقتحم حُرمة هدوء النفس واستقرارها..
وفي واقعنا كمسلمين حين تضيق بنا السُبل نتخذ أقرب الطرق لله تعالى ومن هذه الطرق الدعاء في اماكن مقدسة لأنها أماكن تسكنها ارواح طاهرة فنجد ان غالبية الناس يترددون على اضرحة آل البيت (عليهم السلام) للشكوى وتزكية النفس من ما حل بها من كرب جعلها ثقيلة بالهم.
حيث ان كل زائر يستطيع ان يتعمق (بالفضفضة) دون ان يتعرض للإحراج من الهمّ المتربص حول صدره وأن يُبكي حزنه بأدق تفاصيله حتى التي يعتبرها الغير انها لا تستحق كل هذه المكابدة الحزينة!.
فالإنسان الذي أصابه الحزن بوفرة لن يتجسد أمامه سوى الضباب والضياع حتى انه يشعر أن عقله قد توقف عن التفكير تماما وأن خلاياه الدماغية لا تسع على استيعاب كل هذا الكرب الذي تشتدّ قوته..
وهذا يعتبر من أهم الأسباب التي تجعل من الإنسان المؤمن أن يطرق باب الله ويتوسل به بمصائب أهل البيت (عليهم السلام) لِشفاء جوارحه من كل هم وغم اعتراها.
فإننا في الوقت الذي نشك في كل شيء ويصبح الإيماء بالرأس من اصعب ما يكون في الحياة هنا حتما نحتاج إما الى طاقة او تفريغ روحي لتصل الروح الى بر الامان وهذان الامران بحاجة للحب الإلهي والعودة الى الله تعالى.
وبغض النظر عن الوسيلة التي يتخذها الفرد فمن الافضل الابتعاد عن تلك الوسيلة الضعيفة في الكثير من الاحيان وهي: الناس والالتجاء اليهم في المحن وعدم الاكثار من الشكوى إليهم لانهم وببساطة لا يملكون ما يجعلهم قادرين على تصفية النفس من الاسى، ربما يتمكنون من مشاركتك الحزن وأن يحاولون تهدأتك حتى انهم قد يجعلونك ترتاح لفترة من الوقت لكنهم عاجزين عن تصفية نفسك من الحزن تماما، هذا مما يعني انك بحاجة الى الله تعالى لنفض غبار الحزن عن صدرك، ومن هنا تتضح حقيقة واحدة ثابتة مدى الحياة ان كل رجوع لغير الله تعالى هو رجوع ساخر لا فائدة منه ولا هم يحزنون.
ان الله جل جلاله يختبر الإنسان كثيرا ليرى مَن مِن عباده لم يتبطر على مشيئته ورضى بحكمه رغم الألم والتعب الذي تعرض اليه، فإن الله تعالى لم ينسَ عبدا ولا يظلم احدا هو فقط يجعل الإنسان اكثر قوة وايمانا بكل اختبار يمتحنه به، وان الله بهذا جعل الانسان مستقلا ولا يستطيع اي تدخل داخلي (بشري) او خارجي التأثير على استقلالية الروح غير امره الكريم.
فعلى كل انسان ان يثق ان كل شيء يأتي من عند الله جميل، وهذه الثقة التي يريدنا الله ان نتبادلها مع أمره الإلهي ايمانا بمشيئته واثباتا اننا لغير امره لمعرضين.
اضافةتعليق
التعليقات