البقاء في مكان واحد من غير تجدد يهديك للموت ثم يتبعه النسيان، بينما اذا كنتَ قابلا للتجديد والتوليد فأنك تضمن حياة خالدة غير قابلة للزوال.
هذه رسالة اللغة العربية حين اختارت لنفسها البقاء فعمدت الى جذورها اللغوية لتجعلها طرية قابلة للاشتقاق فلها 16 ألف جذر لغوي مقابل 700 جذر لغوي للغة اللاتينية.
وتعددت مفرداتها لتكون أغنى لغة من حيث المفردات حتى وصلتْ الى اثنتي عشر مليون كلمة، بينما غيرها من اللغات لا يصل الى نصف هذا العدد كاللغة الإنكليزية التي لا تتعدى الستة الآف كلمة، هذه اللغة التي أثرت وتأثرت بالعديد من اللغات.
ومن اللغات التي تستخدم حروف اللغة العربية الفارسية والكردية والملايوية والتركية سابقاً.
أما متحدثيها أكثر من 422 مليون نسمة حول العالم.
وأما عن تاريخ اللغة العربية فتجده متجذرا عائدا الى اللغات السامية وهي من أقدم اللغات المعروفة، وعلى الرَّغم من قِدَمها، إلّا أنّها لا تزال تتمتَّع بخصائص تُميِّزها عن اللغات الأخرى، مثل: الألفاظ، والتراكيب، والصَّرف، والنَّحو، والأدب، والخيال، كما تمتلكُ اللغة العربيّة القُدرة على التعبير عن مجالات العِلم المُختلِفة، وتُعَدُّ اللغة العربيّة أمّاً لمجموعة اللغات المعروفة باللغات الإعرابيّة، التي نشأت في شبه الجزيرة العربيّة، أو العربيّات المُتمثِّلة بالبابليّة، والحِميَريّة، والآراميّة، والحبشيّة، والعِبريّة، وفي العصر الحديث أطلقَ علماء اللغة لا حقا اسم اللغات السامية على السلالات اللغويّة التي يمكن إرجاعها إلى اللغة الأمّ، ويُعتبَرُ العالِم النمساويّ شلوتزر هو أوّل من أطلقَ هذه التسمية عام 1781م؛ حيث اقتبسها من أحد نصوص التوراة المكتوبة بأيدي الأحبار في العهد القديم، وذلك من خلال الاعتماد على التقسيم الوهميّ للأجناس البشريّة المُستمَدِّ من أبناء نوح، وهم سام، وحام، ويافث.
نستطيع أن نستف من اللغة العربية مجموعة من الرسائل التي يمكن تطبيقها على مستوى الفرد:
١_ كلما تكون قادرا على العطاء فإن تأثيرك لا يُكتب له الزوال.
٢_ ما دمت تسير بقاعدة المرونة في التعامل فأن كل شي يكون طوعا ليديك.
٣_ التنوع في شخصية الفرد لا يجعل منه مملا ويتعرض للسأم.
٤_ عندما تكون غنيا من الداخل ستكون ثروة يتزود منها الآخرون.
٥_ جذورك المتينة في معرفة نفسك تقيك من التأثر والاتباع الذي يهديك للضياع.
كل ذلك واكثر فقط في معلومات بسيطة كيف اذا أبحرت في القواعد الخاصة بها وطريقة صياغة المفردات تجد المزيد من الرسائل فهي استحقت وبجدارة وتشريفا لها ان تكون لغة القران الكريم، فهي لغة متنوعة الاشارات قادرة على بنيان فردا كاملا تملأه الإيجابية.
أ.د. راغب السرجاني، "اللغة العربية"، بتصرّف.
اضافةتعليق
التعليقات