(المرأة نصف المجتمع) جملة حملت معنى عميق يدل على مكانة المرأة في المجتمع ولما لها من دور فعال وريادي إذ تبوأت الكثير من الأعمال خدمة الصالح العام من الجانب العملي والعلمي اثبتت من خلالهما أهمية تلك المشاركة البناءة والحضارية.
إلا إن عمل المرأة يثير أحيانا امتعاض الآخرين لندخل في صراع جدلية الانشقاقات ما بين المخالف لعملها والمؤيد له.
ولكننا لو نظرنا من الجانب الاقتصادي لوجدنا ضرورة عمل المرأة في غالبيتها ولا يقتصر الأمر عليها فقط بل عمل كل فئات الشعب وذلك لمواكبة التقدم الحضاري والنهوض بواقع أفضل لأنفسهم وللبلاد.
ومن هنا استطاعت المرأة أن تثبت وبجدارة قدرتها على الولوج بدنيا الأعمال بشتى المجالات وبأقسى الظروف سواء بالقطاع الحكومي أو الخاص لسد احتياجاتها.
وأثبتت بذلك نجاح ساحق لكونها تستطيع الإنجاز في الحياة العملية أو الاجتماعية أو غير ذلك.
سيدة المطر
وتداولت مؤخرا صورة التقطها شاب من المارة لسيدة مصرية افترشت الرصيف تعمل كبائعة للترمس, حيث شغلت مواقع لتواصل الاجتماعي في البلاد وذلك لجلوسها وسط هطول الأمطار غير المنقطع دون اكتراث بما يدور حولها لساعات طوال خلال فترة سوء الأحوال الجوية بأحد شوارع القاهرة لتنال شرف لقب (سيدة المطر).
شغلت الصورة الكثير من المصريين، فيما تساءل عدد كبير من المتابعين عن السيدة وطريقة التواصل معها لمساعدتها، كما تعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي معها مطالبين الحكومة المصرية بدعمها.
فجاء الرد الرسمي سريعا، حيث وجهت وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر، نيفين القباج، فريق أطفال وكبار بلا مأوى بالتواصل مع "سيدة المطر"، حتى تم العثور عليها.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن فريق وزارة التضامن الاجتماعي عرض إيداعها في إحدى دور الإيواء لحين تحديد احتياجاتها واستكمال ملفها من خلال إدارة الحالة بالبرنامج، لكنها رفضت وطلبت مكان للإقامة بدلا من الحجرة التي تمكث بها.
وعلى الفور، قامت وزارة التضامن الاجتماعي بالتنسيق مع محافظة الجيزة لتوفير وحدة سكنية إيجار جديد للأسرة وتقديم مساعدات عاجلة للسيدة وأسرتها لمواجهة أعباء المعيشة، فيما تم تحويل ملفها الطبي إلى وزارة الصحة.
من هي سيدة المطر
نعمات عبد الحميد من محافظة بني سويف في عقدها الستين اجبرتها ظروف المعيشة القاسية للعمل كبائعة لبيع الترمس في أحد شوارع القاهرة, لسد احتياجات أسرتها ومصاريف علاجها, حيث أن الزوج يعاني من مرض الكلى وتعاني السيدة من ضغط وسكري وضيق تنفس.
ويذكر أن نعمات تعمل منذ عشرين عاما كبائعة للترمس للمارة على الأرصفة.
حيث امتهنت هذا العمل وهي في سن الأربعين تقريبًا.
كما ذكرت سيدة المطر بأنها لا تمتلك منزل وهي تقطن في موقف للمركبات (جراج) منذ ثلاث سنوات.
مشيرة إلى أنها اعتادت ذلك، وأنها لم ترى من التقط لها الصورة التي انتشرت على الإنترنت نظرًا لمعاناتها من أمراض في عينيها.
وأضافت نعمات أن زبائنها يلتقطون الأكياس ويتركون لها الأموال دون أن تلاحظ هي ذلك.
قدمت سيدة المطر على طلب للحصول على معاش من وزارة التضامن الاجتماعي، نظرًا لعدم وجود دخل ثابت لها أو لزوجها الذي يعمل في مهنة شبيهة لا تدر دخلاً يكفيهما، ولكن دون جدوى.
وعن جلوسها أسفل الأمطار، قالت الحاجة نعمات: واصلت عملي لأنني مضطرة فأنا لا اقبل العيش على مساعدة الاخرين.
أهمية عمل المرأة
مشاركة المرأة في العمل سواء في القطاع الحكومي أو العام هام جداً وله دور اجتماعي فعال ومؤثر في جميع المجالات الحياتية، فالمرأة أثبتت جدارتها في حل المشكلات وتحقيق النجاح لأعمال مختلفة مثل الطب والهندسة والمحاماة والتعليم وغير ذلك من المجالات المختلفة في الحياة، ولولا تلك المشاركات ما كانت تقدمت نحو الأفضل ونحو الإنجاز وتحقيق النجاحات.
ضرورة عمل المرأة
لعمل المرأة ضرورة لا مناص منها سواء داخل البيت أو خارجه, من جملتها المساهمة في تحسين الدخل المعيشي والأسري وبناء شخصيتها.
والمشاركة العملية في التنمية الاقتصادية للبلاد والتقدم بها في شتى المجالات.
ويساهم أيضا بحصولها على المكانة الاجتماعية وتحقيق الذات والكيان الشخصي والاستقلالية في حياتها ومواكبة العصر الحديث واثبات جدارتها في ذلك.
كما يؤمن العمل الحياة المستقبلية للمرأة من المخاطر التي يمكن أن تواجهها في المستقبل.
حظوة النساء
مازالت معالجة المفارقة لمعدلات المشاركة في العمل للنساء شاغلا رئيسيا في مزاولتهن لبعض المهن في العديد من البلدان، ولكن الأهم من ذلك التركيز على نوعية الوظائف وفرص العمل المتاحة لهن.
فحينما تُتيح مختلف البلدان للنساء مزيدا من الفرص للمشاركة في الاقتصاد، تتجاوز المنافع كثيرا حدود الفتاة أو المرأة لتصل إلى المجتمع والاقتصاد على اتساعه.
وتُظهِر دراسة حديثة أن زيادة مشاركة النساء في قوة العمل إلى حد المساواة مع الرجال قد تُؤدِّي إلى زيادة إجمالي الناتج المحلي في بعض البلدان.
ومع أنَّ معالجة الفروق بين الجنسين في معدلات المشاركة في قوة العمل مازالت شاغلا رئيسيا في العديد من البلدان فإن الأهم من ذلك هو التركيز على نوعية الوظائف المتاحة للنساء، إذا كان لهذه الوظائف أن تصبح ذات طابع تحويلي مؤثِّر على تمكين النساء, كما أن إتاحة وظائف جيدة تتسم بأنها مستقرة ولائقة وآمنة ومنتجة أمر بالغ الأهمية من منظور المساواة بين الجنسين، لأن النساء على الأرجح يُؤلِّفن نسبة أكبر من الرجال في وظائف القطاع غير الرسمي التي لا تتطلب تفرغا وتتسم بتدنِّي الأجور والإنتاجية.
وتتركز النساء في الأنشطة "غير المنظورة" مثل الأعمال المنزلية والعمل بلا أجر أو العمل في القطاع غير الرسمي في وظائف تفتقر إلى الأمان ولا تُغطِّيها قوانين العمل.
وتوجد فجوة كبيرة بين الجنسين في الدخل والأجور، حتى بعد تثبيت أثَر العوامل الخاصة بنوع الصناعة والمهنة, فدخل النساء في المتوسط يقل ما بين 10% و30% عن دخل الرجال العاملين، ولكن هناك تفاوتات كبيرة بين البلدان في هذا الشأن.
ولو تساوى الرجال والنساء في الأجور تبعاً لمعايير سوق العمل التي يمكن ملاحظتها، لاختفت تقريبا الفجوة بين الجنسين في الأجور، أو حتى لانعكس الوضع في الكثير من البلدان.
ورغم تحقَّق بعض التقدُّم في معدلات الالتحاق بالتعليم لبعضهن، لكن تقل في العادة نِسَب التحاق النساء بالتعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التي تُوفِّر سبلا إلى الحصول على وظائف أعلى أجراً، على الرغم من عدم وجد شواهد تُذكَر على ضعف أداء الإناث في التعليم في هذه المجالات, ويُعزِّز هذا حصر النساء في وظائف تتيح إمكانيات محدودة لكسب الدخل.
كما تواجه بعض النساء عدة قيود ومُعوِّقات قانونية وتنظيمية ومجتمعية تُضعِف من قدرة المرأة على التعبير عن رأيها.
يجب أن تُشجِّع بلدان العالم مزيدا من الفتيات على اختيار مقررات التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لاسيما من خلال اتباع نهج يراعي المساواة بين الجنسين في مجال المتطلبات الجديدة لسوق العمل.
ويمكن أن تصبح تكنولوجيا المعلومات والاتصال عامل تغيير حقيقيا للنساء، إذ تُعوِّض عن القيود المُكبِّلة لحركة المرأة من خلال السماح بإمكانية افتراضية للوصول إلى المعلومات والموارد المالية وشبكات التواصل الاجتماعي. ففي كوسوفو، استهدف برنامج رائد يُطلَق عليه ’عمل النساء عبر الإنترنت’ تعزيز قدرة الشابات اللاتي يعانين من بطالة جزئية على العمل عبر الإنترنت, وقدَّم البرنامج التدريب لنحو 100 امرأة على المهارات المطلوبة في السوق المتنامية للعمل الحر عبر الإنترنت.
وبنهاية البرنامج حصلت 56 متدرِّبة على عقد واحد على الأقل لكل منهن للعمل عبر الإنترنت، وبلغت دخولهن التراكمية ما يقرب من 13 ألف دولار.
اضافةتعليق
التعليقات