ماذا أريد؟، أريد أن أكتب وأصبح كاتبة، فبدأت أكتب لا على التعيين، شعر عن المرأة، وقصة قصيرة رومانسية، أحببت كتاباتي، وكنت أنظر لها بتعجب, وحلمت أن أكون يوما كاتبة مشهورة أتقن الكتابة باحتراف، وكتاباتي تصل للجميع.
وتكمل سمر باعتزاز وحماس؛ الكتابة إحدى هواياتي المفضلة، أشعر برغبة في الكتابة عندما أكون مضطربة وبمزاج سيء ويغزوني الحزن، وتعصف بي رياح اليأس، أنزوي في مكان لا يراني فيه زوجي، وأبعثر كلماتي على الورق، ثم أجمع أشلائهن لتنبض الحياة بأوردتهن، وتجري الدماء في خدودهن، كتاباتي غزل للمرأة وتشجيعا لها للمضي قدما بانتصاراتها، أو لعله تشجيع لي لأستمر بنضالي ضد من لا أشعر معه بالأمان والطمأنينة.
حين كان يسمعني استهزاءه المتشح بالغيرة والغرور، أشعر بالحقد والغضب وزاد كرهي يوما بعد اخر، ولكن لا جدوى مما شعرت، وأدركت بعد عذابات طويلة أنه واقع مفروض وإن كل ما علي هو أن أتعايش معه وأتجاوزه باستمراري واجتهاد بما أريد وأطمح، ولا أربط جميع أحلامي به، وفهمت أن لكل شخص أحلامه وأمانيه الخاصة يضاف لها مجموعة من الطموحات المشتركة مع الزوج والأولاد.
كان زوجي إثبات قاطع بأن الكثير من الرجال تعد كائنات قاسية تنظر للمرأة على أنها سلع وحاجة لقضاء متطلباته. رغم ما عانيت منه إلا إني لم أستسلم وأبتعد عن أحلامي، كلما حاصرني الملل يومًا بين الجدران الضيقة التي كنت أراها ضيقة مما أعانيه وأشعر به، أذهب إلى مساحتي الواسعة التي في داخلي.
وأبحث عن أحلامي، عن النور الذي خفَت بين زوايا جدراني المظلمة، عن تلك القفزة التي أريد أن تنقلني من الفراغ إلى الامتلاء.
كل ما سقطت أقف مرة أخرى، وأخطو، وامضي وأؤمن بأني قادرة حتما أن أدهش وأبهر نفسي بقوتي وإصراري على تحقيق أحلامي التي طالما حلمت بها من طفولتي.
تعلمت يقينًا أن لا شيء يأتي براحة، وأن الفراغ قد يكون منبعًا لأهدافي، وتحقيق آمالي، واكتشاف ذاتي.
"كل ما يدور في خيالي.. عن حلم تركز في مخيلتي.. واستقر في عقلي.. نبض له قلبي.. أحببته جدا.. وها أنا بدأت ـحققه.. وأنتمي لها إنها: "الكتابة".
اضافةتعليق
التعليقات