الشوائب او المواد المتداخلة هي اي مادة تدخل في كمية محددة ومغلقة من سائل أو صلب أو غاز، والتي تختلف في تركيبها الكيميائي عن المادة الرئيسية.
وجود الشوائب في مادة او مركب ما يسبب تغيراً ملحوظاً في الكثير من الخواص الفيزيائية والكيميائية للمادة، لذلك تُعد الشوائب من الاشياء التي تسبب قلق الكيميائين اثناء تجاربهم في المختبرات.
تدخل الشوائب بعض المركبات بعدة طرق منها المحيط الخارجي الذي تقام به التجارب، او بسبب خطأ الكيميائيين في اضافة بعض المواد او خطأ في اختيار التراكيز المناسبة للمواد عند اقامة تجربة ما، وكثيراً ما تدخل بشكل لا يمكن السيطرة عليه، لذلك عمل الكيميائين على إيجاد العديد من الطرق التي تضمن نقاوة المادة وابعادها عن امكانية دخول الشوائب فيها من جهة، والتحكم بمستوى الشوائب من خلال إجراء ممارسات التنقية في العمليات الموافقة بشكل يطابق المعايير الموضوعة للوصول إلى الجودة المطلوبة.
ومن هذه التقنيات:
الترشيح: هي طريقة ميكانيكية لفصل المواد الصلبة من السوائل والغازات عن طريق تمرير تيار من المحلول أو الهواء المراد ترشيحه خلال مرشح (ورقة ترشيح مسامية، أو قماش، أو غشاء)، الذي يحتفظ بالمواد الصلبة وتسمح للسائل بالمرور عبرها.
تنقية بالطرد المركزي: يفصل المواد الصلبة من السوائل، أو يفصل بين اثنين من السوائل متعذرة المزج، اعتماداً على فرق كثافة المواد.
التبخر: ويستخدم لإزالة السوائل المتطايرة من المائع غير المتطاير والتي لا يمكن القيام بذلك عن طريق الترشيح نظرا لصغر حجم المواد.
والكثير من الطرق المستحدثة مع تطور التقنيات الحديثة.. كل ذلك للحصول على المواد المطلوبة بشكل نقي ولضمان جودتها وحفاظها على خواصها.
إن كان كل هذا القلق ينتاب الكيميائيين من الشوائب، فما بال الانسان يغفل عن كل تلك الشوائب التي تتوغل في نفسه لتبعده عن الغاية الحقيقة التي خلقها الله تعالى من اجله (خليفة الله في ارضه)؟!
فكما هو الحال في المركبات الكيميائية تدخل الشوائب البشرية إما بسبب المحيط الذي يضع الشخص نفسه فيه، فإن للمحيط تأثير إيجابي وسلبي على الفرد بشكل لا ارادي.
فمثلاً اهتزاز طبلة الأذن بأغنية عابرة من دون الاستماع يكون لها تأثير سلبي على النفس الايمانية وتلويث الروح البشرية.
اما اذا ما اتخذ الانسان الوقاية الإيمانية اللازمة سنجده مقاوم للتأثير السلبي الشيطاني.
وكما ان للمحيط تأثير كذلك للفرد المرافق والمصاحب تأثير كبير على الشخص نفسه.
اضافة الى وسوسة الشيطان الذي اخذ على نفسه عهد بأن يغوي خلق الله تعالى الى يوم الوقت المعلوم.
مع كل تلك التأثيرات الخارجية اودع الله تعالى في كل فرد منا نفس وصفها فيه القرآن بالامارة، (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم).
مع كل هذه المصادر تسبب تلوث النفس البشرية وابعادها عن طاعة الله تعالى، لذلك فإن خالق الانسان بحكمته هيأ للأنسان اجواء روحانية لتنقيه وتصفيه وتعود به الى سبب الخلقة الرئيسية.
تقنية الهية في ثلاثين يوم، طهر الله تعالى المحيط الخارجي بأن جعله شهر في ضيافته مع رفده المستمر بالخير والبركة والمغفرة، وغل الله تعالى الشياطين وحبسها من اجل اعانة العبد على الطاعة والعودة الى الفطرة السليمة، وكبح جماح النفس الامارة بالسوء والحد من طغيانها بأن فرض الصوم، فمن امتنع عن الاكل والشرب لساعات طويلة يستطيع من باب الاولى ان يكف النفس عن المحرمات.
فما بقي علينا إلا استغلال هذه الفرصة الربانية لنكون اقرب الى الله تعالى.
نسأل الله تعالى ان يوفقنا لصيامه وقيامه وان نخرج من هذا الشهر الفضيل بنفوس نقية صافية.
اضافةتعليق
التعليقات