نظمت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية ضمن فعالياتها الثقافية والتوعية زيارة ميدانية الى رياض الأطفال "الحسناء" بإشراف قناة الامام الحسين، في مقرها الكائن بكربلاء المقدسة وذلك يوم السبت المصادف 2018-2-3 لمعرفة الطرق والأساليب المتطورة التي يستخدمها الكادر من اجل تربية وتعليم الأطفال ليكونوا مهيئين نفسيا وجسديا للتغيرات والتطورات الحاصلة مع الجيل.
وقالت السيدة محمدي في حوار أجراه موقع بشرى حياة حول ماهية البرامج التي تقدمها المؤسسة:
"في ظل التغيرات العقلية والنفسية التي يعيشها العالم، نستطيع ان نجزم بأن عقول أطفال اليوم تحتاج الى ترويض عميق يؤهله لصنع شخصية مهمة وثابتة في المجتمع، لهذا السبب فإن المؤسسة تحاول جاهدة من تقديم كل ما هو مفيد وقادر على تهيئة جيل واعي وقوي ضمن منهج متطور يدرس نفسية الطفل ويحلل حركاته وهو "منهج مونتيسوري".
ولدت ماريا مونتيسوري في بلدة كيارافالي بمقاطعة أنكونا وسط إيطاليا عام 1870 م وبعد معاناة مبكرة أصبحت أول امرأة في إيطاليا تتأهل كطبيبة وكان أول أعمالها المهمة مع الأطفال المعاقين عقلياً، أسست مدرسة للمعاقين أسمتها أورتو فرينكا وعملت مديرة لها ومكثت سنتين في إدارة المدرسة وقد طبقت مبادئ سيجوان في تربية ذوي الإعاقات العقلية، نجحت نجاحاً باهراً أدى بها إلى الاعتقاد بأن هناك أخطاء كبيرة في طرق وأساليب التربية المتبعة في تعليم العاديين من الأطفال.
ولقد ضمت تجاربها ومعرفتها هذه بخلفيتها كطبيبة وتأثرها بالتربويين المجدين لتشكل نظرية منفردة في التعليم أصبحت تعرف فيما بعد منهج مونتيسوري وقد توصلت في نهاية المطاف وبعد سنوات من الدراسة إلى الاعتقاد بأن التربية الذاتية هي القاعدة الأساسية لكل طرق التدريس أي أن الطفل يقوم بنفسه بالعمل حسب قدرته وميوله وأخذت تدريجياً تخترع الطرق الجديدة التي تجعل الطفل يعلم نفسه.
وتعتبر أفكار مونتيسوري هي مزيج متوازن بين العقلانية والعملية ومن خلال البيئة المعدة توجد هناك إمكانية التحكم فيما يتعلمه الطفل ومن خلالها يكون هناك إمكانية تقديم بعض المعرفة ومن ناحية أخرى تمكنت من خلال الأدوات التعليمية أن تقدم للطفل المعرفة عن طريق حواسه واكتسبت كذلك أفكار أخرى من الحركة التقدمية مثل حرية الاختيار والحركة ودور المعلم في عدم التدخل وفي قيامه بالقيادة نحو التعلم وليس التقليد المباشر.
لقد شملت أدوات مونتيسوري اكتساب انتباه واهتمام الطفل، وتسهيل عدد الاستجابات التي يتعين على الطفل عملها والمحافظة على اهتمام الطفل من خلال تشجيعه وتزويد الطفل بمعلومات حول النقاط الأساسية لتمكين الطفل من معرفة ما يجب عمله وتوفير نموذج للمهمة"[1].
اضافت محمدي:
ترتكز اقسام التعليم لدينا على اللغات الثلاث (الفارسي، العربي، الانجليزي)، بالإضافة الى الجانب الفكري كتعليم الرياضيات بأسلوب شيق ومسلي يتلاءم مع قدرات الاطفال العقلية، والجانب التربوي الذي يشمل طريقة الكلام والتعامل مع الناس، بالإضافة الى اتكيت التصرف الذي يشمل كيفية تناول الطعام والجلوس والمشي...الخ.
واغلب التمارين الفكرية تؤطر بالتسلية واللعب غايتها الاولى هي زيادة تركيز الطفل، واعتماده على نفسه، فالألعاب التي تطرح هي من اجل تطوير مهارات الأطفال وزيادة الثقة بالنفس وترويضهم على الصبر وتحمل الصعوبات التي تتناسب مع قدراتهم واعمارهم."
والجدير بالذكر ان جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعِ.
اضافةتعليق
التعليقات