أتعلم ما هو الشوق، أن يشتّق بعضاً منك و يرتحلُ لمحبوبك ليحوز أنَاةً في منفاه و اُلفَةَ بجواره،ويغدو مَقام الجزء المشتق فيك خاوياً يبكي ليله ويأنّ نهاره يرتقب عودة الغائب الذي تكتمل برجعته روحك وقلبك وعقلك ربما.
أتعلم يا مليكي.. بأن أوصالي الروحية غدت متجزئة ومشتقّة طوال الوقت، فغيبتك لم تدع للروح مرفأً و لا للقلب مهجعا، أصبحتُ منتظرا على الدوام أصبو لنهايات إنتظاري لعلّ شعلة أمل تنبثق منها لتزيح عن كتفي آلام الغربة المضنية و لكنه طال، قد طال ظلام إنتظاري دون ومضة نور!.
عزاءا لنفسي تعرفتُ على مصطلحات كثيرة في أبجدية الإنتظار ومنها "مسجد جمكران، دعاء الندبة، شمعات بيضاء في نهر الفرات، زيارة آل يس، زيارة الناحية المقدسة، دعاء العهد و.....".
قد شكلّت من شوقي باقة مهدوية أعود لإشتمامها كلما أنّت الروح، أستنشق عطر رياحينها غصنا بغصن، أطوف حول ورودها كفراشة تبحث عن قطرات ندى.. علّها تحظى بواحدة لتُروى، علّ تلك القطرة تَطوي المسافات للقياك، علّني أراك في يوم جمعة دافئ او في ليلة قدر او في النصف من شعبان.. او حتى في المنام!.
وحين لا تجدي تلك الطقوس نفعا، أرتحل إليك بقلبي، أناجيك به حين يكسرني البشريون، حين تهشمّني أيدي القدر، أرتّل أسمك حين تغدو اوتار صوتي مبحوحة أثر الرزايا.. فحروف اسمك قادرة على إعادة التوازن لحنجرتي.
وحتى الأربع و العشرين ساعة التي يُصنفها العالم "بالليل والنهار" غدوتُ أصنفها أنا بأسمك حتى صار يُطلق على يومي بالليل و المَهدي، بالنهار والمُنتَظر!
محبة بك يا امام زماننا.. لسنا ننغمس بالدنيا، تركناها لأجلك زهدناها للقياك، لطلعتك.
اتعلم كيف اضحت دنيانا؟!
كمسرحٍ نتن يتراقص به الفساد، كعرائس المسارح عَلَناً، لم تعد الستائر موصدة عليه بل شُرّعت ابواب الفساد السبعة التي اُغلقت على يوسف الصدّيق وقَدّت قميصه من دبر و اضحت تقدُّ أرواحنا وتجتاح حيواتنا عَلناً و بإفتراس! ينتشر سمّها ك أفعى بعشرة ألسن و الجميع سكارى إلا ما رحم ربي.
قد بُحّت الأصوات، قد تقشّفت أنهر القلوب.. أما ادمعنا فَسل عنها نهر العلقمي الحزين، ليتها كانت قادرة لتُمهّد لقارب طلعتك الطريق!.
هلّا اتيت إذن.. هلّا ازحت الغبار عن اعيننا؟!
البدار البدار يا صاحب الثار..
اضافةتعليق
التعليقات