الخوف من المستقبل شعور مألوف، يتسلل إلينا في لحظات السكون، ويطرق أبواب تفكيرنا حين نخطو خطوة جديدة أو نواجه مفترق طرق.
نتساءل:
ماذا لو فشلت؟
ماذا لو لم أصل؟
ماذا لو خذلت من أحب؟
هو خوف لا يرتبط فقط بالمجهول، بل أيضًا بثقل المسؤولية، وقلق الاحتمالات.
لماذا نخاف من المستقبل؟
لأننا لا نتحكم فيه: المستقبل بطبيعته غامض، والإنسان بطبيعته يميل للسيطرة والتخطيط. وعندما لا نعرف ما سيحدث، نشعر بالتهديد.
لأن التجارب الماضية تؤلمنا: من مرّ بخسارة، فشل، أو خيبة، يخشى أن تتكرر في الغد. فتتحوّل الذكريات إلى قيود تمنعنا من التقدّم بثقة، لأن التوقعات أصبحت مرهقة، في زمن المقارنات والسباق المستمر نحو “النجاح”، أصبح المستقبل لا يُقاس بالأمل، بل بالخوف من عدم الإنجاز.
كيف نواجه هذا الخوف؟
1. التركيز على الحاضر:
الحاضر هو الشيء الوحيد الذي تملكه حقًا. عندما تركز عليه، تُخفف من سلطة الخيال عليك.
اسأل نفسك: ما الشيء الصغير الذي يمكنني فعله اليوم ليحسّن غدي؟
2. تقبّل أن عدم اليقين جزء من الحياة:
اليقين وهم، حتى في أكثر الظروف استقرارًا. عندما تفهم أن الغموض طبيعي، يتراجع الخوف أمامك.
3. اكتب مخاوفك بوضوح:
أحيانًا، ما يخيفنا أكثر هو الغموض. لكن حين تكتب ما تخشاه، قد تكتشف أن نصفه وهم، والنصف الآخر قابل للحل.
4. ذكر نفسك بما نجوت منه من قبل:
أنت أقوى مما تعتقد. كل ما تخطيته في الماضي هو دليل على قدرتك. المستقبل ليس عدواً، بل فرصة لتُظهر مرونتك.
الخوف من المستقبل لن يختفي تمامًا، لكنه لا يجب أن يشلّك.
تذكر: الخوف إشعار، لا قرار. هو ينبهك، لكن لا تجعله يقودك.
لا بأس أن تخاف، لكن لا تدع الخوف يمنعك من المحاولة، من الحلم، من أن تعيش الحياة كما تستحق.
المستقبل لم يُكتب بعد، وربما يحمل لك خيرًا أكثر مما توقعت… فلماذا لا تمضي نحوه بقلبٍ مستعد، لا خائف؟.
اضافةتعليق
التعليقات