بات التحاق الطلبة في المدارس الاهلية رغبة كل عائلة عراقية ذات مستوى معاشي جيد وتراها خطوة نحو مستقبل أفضل وذات ضمان كبير في حصول أبنائهم على مستوى تعليمي جيد بالاضافة الى الخدمات والابنية الحديثة التي اتصفت بها تلك المدارس حتى وصفها البعض بانها فندق خمس نجوم مما دفع الآباء الى دفع مبالغ مالية مقابل ما يحصل عليه الابناء من مستوى تعليمي جيد يؤهلهم مستقبلا من القبول في كليات ذات تخصص ممتاز.
ولاتساع هذه الظاهرة بسرعة متنامية وتزايد اعداد الطلبة ممن التحقوا بهذه المدارس في المراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية كان لموقع (بشرى الحياة) التقرير الاتي:-
أولياء الامور
حدثتنا (ام الاء) عن هذه التجربة حيث أكدت ارتياحها الشديد بعد التحاق ابنتها الاء في الصف الرابع الابتدائي الى المدرسة الأهلية وأشادت بالكادر التدريسي بأنه كادر ممتاز وذو كفاءات متميزة وطريقة تعاملهم مع الطلبة بأسلوب جميل يبعث الطمأنينية في نفس الطالب والثقة والتفاؤل والاستعداد بلهفة الى الدراسة في اليوم الثاني وهذا لم يكن موجودا لدى (الاء) حين كانت تدرس في المدارس الحكومية.
ووافقتها في الرأي (ام سيف) وبادرت بالحديث: كان التحاق ابني سيف في المدارس الحكومية معاناة له كطالب بدأ من الكادر التدريسي من حيث الإهمال والاعداد الكثيرة داخل الصف الواحد مما يسبب عدم ارتياح لدى الطالب والمشاجرات بينهم وعدم وجود اي وسيلة راحة للطالب تصل الى درجة تزاحمهم في المقعد الدراسي الذي خصص لطالب واحد ويجد نفسه مجبرا على مشاركته مع اثنين من زملائه.
مضيفة: لاتوجد نظافة ومراقبة لدورات المياة ونقص في الكتب الدراسية مما نضطر لشرائها من الاسواق ناهيك عن القرطاسية من الدفاتر والاقلام وغيرها من المستلزمات الاخرى .
تضارب آراء
كان لبسمة الجنابي رأي معارض لآراء أولياء الامور الذين تسابقوا لتسجيل أبنائهم في المدارس الاهلية حيث اكدت رأيها بأن اغلب هذه المدارس هدفها مادي أكثر من كونه هدف تربوي يسهم في رفع الواقع التربوي في البلد ويكون نجاح الطالب مضمون كونه قد دفع مبلغا لشراء تفوقه وعبوره مرحلة دراسية كاملة .
ووافقتها الرأي منى حسين: كانت تجربة التحاق ابني البكر في المدارس الاهلية فاشلة لتدني المستوى التعليمي لدى الكادر التدريسي وبالنتيجة اثر سلبا على المستوى التعليمي لدى الطلبة مما اضطرني الى إعادته الى المدارس الحكومية حيث تتميز بكادر تدريسي ذو خبرة بالاضافة الى المراقبة الشديدة من قبل التربية والمشرفين والتحاق ابني الاصغر في الصف الاول الابتدائي الى المدارس الحكومية ولاحظت فرقا كبيرا من ناحية المستوى التدريسي والاهتمام لدى معلمه على اتقانه الحروف الابجدية والتميز بينها وخضوعه للاختبارات المتكررة وهذا لم المسه في المدارس الاهلية.
وسلطت المواطنة زينب خضير الضوء على مسألة ان ظاهرة المدارس الاهلية من شأنها ان تعمل فارقا طبقيا بين المجتمع العراقي حيث تكون الاسر التي تتمتع بدخل جيد ترغب بالتحاق طلابها لهذه المدارس اما الاسر ذات الدخل المحدود ستكون ملزمة بالتعليم المجاني مما يشكل فارقا اجتماعيا بين الاسر وكذلك الجامعات حيث يدفع الاباء مبالغ ضخمة لدخول اولادهم ذوي المعدل الضعيف الى جامعات اهلية واختصاصات ممتازة. ويضطر اصحاب الدخل المحدود الى دفع أبناؤهم الى الدخول الى الجامعات حسب القبول المركزي وان كان الاختصاص ليس بالمستوى المطلوب.
رأي مختص
اكدت المشرفة التربوية (بشرى العبادي) على عدم تأييدها المطلق لمشروع المدارس الاهلية وبأنها اداة هدم للأجيال التي تلتحق بالمدارس الاهلية حيث يتسم الكادر التدريسي بنقص الخبرة وعدم ممارستهم التدريس مسبقا وبالتالي يؤثر سلبا الى تدني الواقع التعليمي في العراق عكس المدارس الحكومية التي تمتلك طاقات تدريسية وخبرات في مجال التعليم وذو كفاءات عالية جدا.
وكانت وقفتنا الاخيرة مع الاستاذ حيدر عباس استاذ في مادة اللغة الانكليزية للمرحلة الثانوية قائلا :-
لا استطيع اعطاء حكما مطلقا بأن تجربة المدارس الاهلية غير جيدة، هناك مدارس تستقطب الخبرات ويكون هدفها تربويا بالاضافة الى كونه مادي مستخدمة كل الوسائل لترتقي بمستواها التعليمي من كادر تدريسي كفوء وبناء نظيف، خلق جو نظامي صارم داخل المدرسة وهناك مدارس أهلية يكون هدفها الاساس الربح المادي ومستوى التعليم لدى طلابها متدني جدا فمن المهم ان تكون هناك جهات مختصة تكون ذات مراقبة دورية وخضوع هكذا مدارس لقانون انضباطي صارم لنرتقي بمستقبل أفضل للاجيال المتتالية.
اضافةتعليق
التعليقات