أرسلتُ اليوم صورة لصديقتي وهي لإبنتي من رمضان العام الماضي، دخلنا في صمت للحظات عديدة.. هل حقا مرّ عامٌ كامل؟
لو قيل لنا أنها التقطت قبل شهر من اليوم أو حتى أسبوعين لصدقنا.
لَكم أنّ الحياة بدأت تصبح سريعة.. آخر مرة أحسستُ حقا بطول العام الكامل هو عامُ 2009 وبعد هذا العام بدأت السنين تتسارع كأنها في سباق نحو المجهول، تأتي سنة تلو الأخرى لتخبرنا أنها اأسرع من سابقتها، لا نكاد نلحق سنين أعمارنا، تمضي هكذا كما يتلاحق رمش العين، تستيقظُ اليومَ وأنت في الثامنةَ عشرَ من عمرك لتستدرك في اليوم اللاحق أنك في الخامسةِ والعشرين.
أظنّ أن الحياة توقفت بي عند سن الخامسة عشر، وقفت هناك كمن شارك بسباق سرعةٍ لكنه تهاون عن الجميع وتباطأ حتى لم يعد باستطاعته اللحاق بأي أحد منهم أو مجاراته.
أذكرُ أن باقي سنين عمري التي تلت الخامسة عشر هي مجموعة أحداث لا أكثر، موتُ جدة أمي لحقه موت جدي، دخولي الجامعة ثم تخرجي منها، زواجي وولادتي.. هذه هي آخر عشر سنين عشتها من حياتي، إذا لخصت لي الآن العشر سنين القادمة من حياتي بهذه الطريقة لن اصدقك حتما، إلا أن سرعة الأيام بدأت تصبح مخيفة وحريّ بي التصديق.
لا أطيق عصر السرعة هذا.. يبدأ اليوم لينتهي الشهر لنختم السنة ونحتفل بلاحقتها وهكذا.
لا نشعر بشيء حتى نتصفح صورنا لنشاهد أن تاريخها لا يعود لهذه السنة كما ظننا.
نشعر بتتالي السنين عند قدوم رمضان ومحرم وهذه الشهور المميزة التي بدأت تفقد روحانياتها لسرعتها الغريبة.
نرى الأيام أمامنا تخطف رقما كبيرا من أعمارنا بوتيرة سريعة لا يسعنا معها سوى أن نشاهد أين سننتهي ومتى.
لا يحق لنا القول سوى أن الحياة قصيرة مهما طالت، والزمن مسرعٌ نحو النهاية، ليس من حقنا الاعادة أو التكرار، ليس في حوزتنا سوى هذه اللحظات لنصنع ذكريات تؤنسنا في أواخر عمرنا.. لنغتنمها.
لن نندم يوما أننا غضبنا أو بكينا، ضحكنا بغرابة أو التزمنا الصمت المطبق.. سنندم أننا لم نعش كما نحن، أننا لم نعش أنفسنا بل عشنا الآخرين خوفا مما سنجده لم يستحق الخوف أبدا.
اضافةتعليق
التعليقات