إن تنوع الذكاء فائق القيمة حيث يجعل الناس خاصةً المربين، الأهل، علماء النفس، مقدرين لأنواع من المواهب والقدرات لم تكن مصنفة كنوع من الذكاء، وهذه الأنواع من الذكاء، لا يستطيع امتحان الذكاء على الطريقة الغربية القدم قياسها.
حتى لو لم يكن متفوقاً في الحساب أو لم يكن يستطيع إلقاء قياسها والأهم من ذلك أن الناس لا يعیرونه اهتمام وحتى عندما يقرون أصحابه إلا أنهم نادرا ما يصنفونهم على أنهم أذکیاء، بل كشواذ أو طفرات اجتماعية.
ويفصل العالم هوارد بين أنواع الذكاء هذه بحجة معقولة، فامتلاك شخص لواحدة منها يكون مستقلاً عن امتلاكه الأخرى والمعلمون في المدارس يلاحظون تفوق بعض طلابهم في مضمار وعدم تفوقهم في مضمار آخر، مثلا يتفوق طالب في الحساب ولا يتفوق في اللغات بنفس المقدار وثمة ملاحظة أخرى ليست أقل أهمية، وهي أن الفرد قد يوهب أكثر من ملكة ذكاء واحدة فيكون رياضي مثلا وموسيقي في نفس الوقت وهي فكرة حاولت الثقافة الغربية سابقا قمعها بإعلائها شأن التخصص وتحديد الفرد بوظيفة واحدة يقوم بها لا يتعداها إلى غيرها، بزعم أن من كان موسيقيا مثلا لا يمكن أن يكون قائدا بارعا، لكن التاريخ البشري مليء بالأمثلة المناقضة لأناس متعددي المواهب بفعل امتلاكهم لأكثر من نوع واحد من الذكاء أي الموسوعيين.
تعتبر نظرية الذكاء المتعدد "نموذج معرفي" يحاول أن يصف كيف يستعمل الأفراد ذكاءهم المتعدد لحل مشكلة ما، وتركز هذه النظرية على العمليات التي يتبعها العقل في تناول محتوى الموقف ليصل إلى الحل، وهكذا يعرف نمط التعلم عند الفرد بأنه مجموعة ذكاءات هذا الفرد في حالة عمل في موقف تعلم طبيعي.
ومساعدة المعلم على توسيع دائرة إستراتيجياته التدريسية، ليصل لأكبر عدد من الأطفال على اختلاف ذكاءاتهم وأنماط تعلمهم وبالتالي سوف يكون بالإمكان الوصول إلى عدد أكبرمن الأطفال كما أن الأطفال يدركون أنهم بأنفسهم قادرون على التعبير بأكثر من طريقة واحدة عن أي محتوى معين، تقدم نظرية الذكاء المتعددة نموذج للتعلم ليس له قواعد محددة فيما عدا المتطلبات التربوية لنظرية الذكاءات المتعددة وتفرضها المكونات المعرفية لكل ذكاء فنظرية الذكاء المتعدد تقترح حلول يمكن للمعلمين أن يصمموا في ضوئها مناهج جديدة، كما تمدنا بإطار يمكن للمعلمین من خلاله أن يتناولوا أي محتوى تعليمي، ويقدموه بعدة طرق مختلفة تقدم النظرية خريطة تدعم العديد من الطرق التي يتعلم بها الأطفال، وعلى المعلـم عند تخطيط أي خبرة تعليمية أن يسأل نفسه هذه الأسئلة:
كيف يستطيع أن يستخدم الحديث، أو الكتابة (لغوي).
كيف يبدأ بالأرقام أو الجمع أو الألعاب المنطقية أو التفكير الناقد (رياضي منطقي).
كيف يستخدم الأفكار المرئية أو التصورات أو الألوان أو الأنشطة الفنية (مكاني بصري).
كيف يبدأ بالموسيقى، أو أصوات البيئة المحيطة (موسيقي).
كيف يستعمل أجزاء الجسم كله، أو الخبرات اليدوية (حركي جسمي).
كيف سيشجع الأطفال في مجموعات صغيرة للمشاركة في التعلم التعاوني أو في مواقف للمجموعات الكبيرة (اجتماعي).
کيف سيثير المشاعر الشخصية أو يستدعي الذاكرة الشخصية أو بعض اختبارات للأطفال (ذاتي).
اضافةتعليق
التعليقات